أصبح طريقا الدائري والمحور يمثلان عائقا كبيرا أمام كثيرين ممن اعتادوا استخدامهما للوصول إلي هدفهم، فعلي الرغم من إنشاء هذين الطريقين لتسهيل حركة سير السيارات وسرعة الوصول بين أحياء محافظاتالقاهرة الكبري الثلاث، إلا أن حالة غريبة من اللامبالاة تخلق في بعض مناطق من الطريقين أزمة جديدة من الزحام والاختناق المروري والفوضي التي تؤدي إلي زيادة حوادث الطرق، بعد أن انتُهك حرم الطريق ما بين مواقف عشوائية ومقالب قمامة وباعة جائلين وعدم التزام من السائقين. في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا، أنطلقت جولتنا لرصد حالة الفوضي علي جانبي طريقي الدائري والمحور، وكان أبرزها محلات إصلاح إطارات السيارات التي وضعها أصحابها أعلي الأسوار علي جانبي الطريق، والمواقف العشوائية لسيارات الميكروباص أعلي المدقات والسلالم التي أوجدها الأهالي للوصول من أسفل الطريق الدائري إلي أعلاه »وسط تجاهل المسئولين«، فضلا عن المطبات الصناعية التي تتسبب في وقوع مزيد من الحوادث، وسير مركبات النقل الثقيل علي الجانب الأيسر من الطريق، وكأنها تتحدي قانون المرور الذي يلزمها بالسير يمينا. علي محور 26 يوليو حيث الاختناق المروري بمنطقة الزمالك وسط غياب رجال المرور وارتفاع أصوات ضجيج السيارات والانتظار لفترة حتي عبور تلك المنطقة، بينما الاتجاه المقابل متوقف تماما، رغم أن هذ التوقيت ليس موعد ذهاب أو انصراف للموظفين، وفي الطريق وبشارع أحمد عرابي كان الشلل التام ووقوف السيارات علي جانبي الطريق لأكثر من صف، وبالصعود أعلي الطريق الدائري كانت عربات الكارو تسير بحرية تامة، وسيارات السرفيس تقيم مواقف عشوائية تقف فيها صفين أو ثلاثة «كمنطقة البراجيل مثلا» بينما ينتشر الباعة الجائلون والمتسولون وأصحاب المحلات العشوائية بجانب سور الطريق لبيع الكثير من المنتجات والأطعمة دون وجود أي رقابة مرورية أو صحية أو حتي رقابة من رئاسة الحي. ورش تصليح الكاوتشوك علي الطريق الدائري هي أحد المشاهد العبثية التي تنم عن حالة الفوضي بعد أن أصبحت جنبات الطريق مرتعا لأصحاب هذه الورش ممن لا يكتفي بعضهم باقتطاع جزء من حرم الطريق وإنما يستغلون أصحاب السيارات التي تتعطل فجأة علي الطريق بخلاف أعمال السرقة والنهب التي تتم في وقت الذروة وسط الزحام أثناء بطء حركة السير، و عدم وجود حواجز خرسانية في بعض المناطق بالطريق الدائري وتكسرها في مناطق أخري، وهي مشاهد جميعها فوضوية في طرق رئيسية تؤدي إلي وقوع العديد من الحوادث والاختناق المروري. علي جانبي ووسط حرم الطريق تنتشر تلال القمامة في مناطق مختلفة أعلي الطريق الدائري وفي طرق وشوارع أخري، ففي شارع القومية «مثلا» وبخلاف تواجد هذه التلال بها، يقف جامعو الزبالة لفرزها ورصها في عرباتهم حيث يأخذون المفيد منها والذي يمكن بيعه ويتركون القمامة العضوية التي لن يستفيدوا منها وسط غياب آلية ضبط المخالفين والنظام الفاعل لجمع القمامة، الأمر الذي يؤدي إلي بعثرة القمامة وانتشار الروائح الكريهة وتأزم حالة السير. وبالاتجاه إلي موقف ناهيا والمعتمدية في شوارع لا يتعدي عرضها 12 مترا «يحيطها العمارات الشاهقة» يتكدس الزحام المروري، وتنتشر عربات السرفيس غير المرخصة والتي لا تحمل لوحات معدنية تصدير دبي 5332172، هذا بخلاف انتشار التوك توك وجرائم التحرش والخطف والسرقة لأن غالبية سائقي تلك الوسيلة غير المرخصة من الصبية والمدمنين وأصحاب السوابق.. كما تقف سيارات الأجرة أكثر من صف علي جانبي الطرق في أكثر من منطقة وشارع، عربات متهالكة يغطيها التراب بعد أن أكل الصدأ هيكلها لأن أصحابها قد ركنوها منذ سنوات طويلة ونسوها.