طرقت الباب كثيرا سعيا الي الله في بيته المعمور وزيارة سيد خلقه وكانت تأتي الاشارات لتخبرني بأن مشيئة الله لم تحن وأن دعوات أمي الدائمة بأن يكتب لي زيارة الاراضي المقدسة لم تشفع لي حتي افوز بهذه المنحة الروحية. في كل مرة كنت اكتم احزاني واطيب خاطري بأن الله لم يكتبها لي بعد، حتي جاءني صوت صديقي يحيي نجيب بطيبته »تطلع معايا عمرة« وتكفل يحيي بشهامته بانهاء الاجراءات، واكتملت الصحبة الطيبة بمرافقة الكاتب الكبير محمد الهواري والعزيز وليد عبدالعزيز، لحظتها فقط أيقنت أن التأشيرة الربانية صدرت وانني اصبحت ضيفا مرغوبا فيه. اليوم وبعد ساعات قليلة أقف بين يدي شفيع العالمين أقول له، جئت اليك يا رسول الله محملا بأطنان من الدعوات. أصدقها كانت علي لسان الزميلة العزيزة »مني العزب« وكلها تريد شفاعتك يا نور الهدي ليحمي الخالق مصر ويقيها شرور الفتن .. ولكن بماذا أجيب اذا سألني المعصوم ماذا جري للذين قال أنهم في رباط الي يوم القيامة؟! هل أقول انهم يخربون بيوتهم بأيديهم ووصلت نسبة الفقر بينهم الي 07 بالمائة. خجلي يمنعني أن أقول للمبعوث رحمة للعالمين أن مصر التي عرفتها وحيا في القرآن الكريم خمس مرات لم يعد الذين يدخلونها آمنين بعد أن ارتفعت معدلات الجريمة الي 002 بالمائة. في هذا المقام الرفيع هل أشكو لنور القلوب أن نفرا منا تمسحوا بالدين والسلف الصالح قاموا ومعهم عواجيز السياسة والصحافة ومن كانوا محظورين بتحريض واثارة النفوس حتي تحولت شوارعنا الي ساحات للفوضي والحروب الاهلية بالطوب والمولوتوف. السطور اقتربت من نهايتها والقلب مازال مليئا بالهموم والشكوي ولا أملك في حضرة شافي العلل ومطهر القلوب إلا ان اقول اغثنا اغثنا يا رسول الله.