»أبناء جبلاوي« بين التجريب والقفز علي أگتاف محفوظ

ماذا ستفعل إذا سرت علي كورنيش العجوزة فوجدت سي السيد وأمينة وشخصيات روايات نجيب محفوظ تتجول اسفل منزل أديب نوبل؟!
ربما كان هذا المشهد احد الخواطر التي دارت في عقل الكاتب الشاب إبراهيم فرغلي وهو يضع روايته الجديدة »أبناء جبلاوي« عالم نجيب محفوظ في إطار درامي حول احتفاء الأديب الكبير فتظهر شخصيات تلك الأعمال علي أرض الواقع لتبحث عنه . بين اتهامات بالقفز علي اكتاف محفوظ سعيا للشهرة وارتباك واضح من تقييم الرواية علي المستويين الفكري والأدبي فتحت رواية »ابناء جبلاوي« بابا من الجدل الكبير في أوساط النقاد والأدباء.. ففي الوقت الذي يصر فيه بعض النقاد علي ان الرواية مجرد نهل من ارث محفوظ الأدبي يري البعض الآخر ان ابناء جبلاوي شكل جديد في البناء الأدبي للرواية يميل إلي التجريب.
فمن جانبه شن الناقد حاتم حافظ هجوما عنيفا علي الرواية واصفا اياها بالمتاهة التي يبحث فيها شخص عن هويته مشيرا إلي ان فرغلي ضرب أرث محفوظ بإزميل من الحداثة بعيدا عن النظر إلي العمق اللغوي والفلسفي الذي تتضمنه أعمال محفوظ.. إلا أن د. جابر عصفور اشار إلي أنه استمتع بهذه الرواية واصفا اياها بالمتميزة والتي يصعب قرائتها علي الناقد التقليدي لما فيها من تجريب. وأشاد د. عصفور بالتجريب الذي مارسه فرغلي في الرواية علي صعيد الحبكات المتعددة المستويات والمتراكبة الطبقات. بينما كتب د. صلاح فضل واصفا تجربة فرغلي في هذه الرواية بالمغامرة التي يغلب عليها عشق عالم نجيب محفوظ إلا انها مغامرة صعبة محمومة بتهم التشويه خاصة مع استخدام فرغلي لكيانات سردية متشعبة علي هوامش الشخصيات المحورية.
الا ان د. صلاح فضل عاد ليفند ايجابيات التجربة مشيرا إلي انها تمس اتجاها جديدا مغايرا للسائد بين الكتاب الشباب حتي لو كان في بنائها بعض التفكك والتلفيق.
وكتب الروائي الشاب طارق إمام مشيرا إلي ان الرواية تحمل طابع ما روائي بدليل تعدد الأزمنة وتقطعات السرد إضافة إلي وجود زمن مواز للحكاية ملقيا الضوء علي تأرجح الرواية بين الثقل والخفة وبين الفلسفة والدراما، إذ تستبعد الانسجام لمصلحة عدم الانسجام.
أما د. عمار حسن فكتب رأيا آخر ارتكز علي الاشادة بموهبة فرغلي وقدرته علي خلق رواية بنيت علي تراكم انتاج محفوظ وليس الانسحاق امامه اضافة إلي تمردها علي التقليد.. بين المؤيد والمعارض تظل رواية »ابناء جبلاوي« حالة ابداعية مثيرة للجدل خاصة انها قد تفتح الباب امام ظهور لون جديد من الروايات المبنية علي انتاج أدباء سابقين فليس مستبعدا ان تقفز رواية أخري تتناول شخصيات روايات خيري شلبي أو احسان عبدالقدوس فكل شئ وارد في عصر التجريب.