سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خسائر بمليارات الدولارات وأخطار سياسية واجتماعية تهدد الثورة المصرية
من يدفع ثمن الفتنة الدينية في مصر ؟
ثورة يناير بريئة من العنف الطائفي .. واسألوا التاريخ
تراجيديا »الدم والنار« علي ضفاف النيل
مظاهرات منددة بالعنف الطائفي بعد حالة النشوة والفرح التي عاشها المصريون في أعقاب ثورة 25 يناير, أطل شبح الفتنة الطائفية برأسه كهادم اللذات ومفرق الجماعات وليحاول ان يحول عرس الثورة الي مأتم مصري كبير. الخبراء يؤكدون ان مصر وان كانت قد تحررت من عبء نظام فاسد ساهم في تأخرها اقتصاديا الا انها مازالت تحتاج الي الكثير حتي تتعافي، وكي يتحقق ذلك لابد ان تستقر اوضاعها السياسية والامنية والاجتماعية اولا واذا كانت اصابع الاتهام تشير الي عناصر داخلية من فلول النظام السابق تحاول العبث بأمن الوطن, الا أن هناك اجماع علي ان ثورة يناير بريئة من العنف الطائفي. لم يكن الغرب ممثلا في آلته الإعلامية الجهنمية وكبار كتابه ومفكريه ببعيد عن متابعة أحداث الفتنة الطائفية الدموية التي دارت وقائعها في حي إمبابة مؤخرا، حيث استحوذ الحدث علي اهتمام إعلامي كبير لا يقل عن الاهتمام بوقائع ثورة شباب 25 يناير. وفي الوقت الذي حاولت فيه معظم الأقلام الأوروبية والأمريكية التصدي لتفسير ما حدث من منظور غربي بحت, ظهرت أيضا تلك النغمة الشهيرة التي تطالب بوجوب التدخل من أجل حماية ونصرة مسيحيي الشرق في عادة كريهة ومذمومة ومحاولة مكشوفة لصب الزيت علي النار المشتعل. كانت الأحداث فرصة أمام البعض لتوجيه الرسائل السياسية سواء للأقباط أو النخبة الحاكمة أو الإسلاميين الساعين لدخول معترك الحياة السياسية بعد سقوط نظام مبارك، وهي رسائل لا تخلو بالطبع من الأغراض والأهواء. في البداية، تساءل الكاتب سام كيربي عن سر هذا الغضب الكبير في نفوس المصريين مسيحيين ومسلمين ومن أين يأتي. واستعرض كيربي في مقالته ب "الاندبندنت" أبرز الأحداث الطائفية التي شهدتها مصر منذ بداية العام الماضي، بدءاً من مذبحة كنيسة نجع حمادي عشية أعياد الميلاد في يناير 2010 مروراً بتفجير كنيسة القديسين في الساعات الأولي من هذا العام، ووصولاً إلي حريق كنيسة صول وأحداث إمبابة الأخيرة. واعرب الكاتب البريطاني عن تخوفه من تردي حالة الاحتقان الطائفي في مصر ووصولها الي مرحلة المواجهة المسلحة مثلما هو الحال بين السنة والشيعة في العراق أو لبنان. من جهتها ألقت ال "ديلي تليجراف" البريطانية باللائمة علي الإسلاميين وقالت إنهم يقودون حربا علي الكنائس في مصر ستدفع بالبلاد إلي حافة الهاوية. ورصدت الصحيفة تراجيديا "الدم والنار" في إمبابة حيث كانت الأحجار وكرات النار تمر أعلي رؤوس الجميع دون تحرك من قوات الأمن والجيش. وأضافت أن أحد المسلمين الذي كان يرتدي قبعة وجلبابا أبيض، وهو الزي الذي غالبا ما يرتديه المتطرفون السلفيون علي حد وصف التليجراف، ظل يصرخ لن نرحل ما لم يتم تفتيش الكنيسة وإخراج الأسلحة التي بها والسيدة المخطوفة. الموقف المتشدد من الإسلاميين تبنته أيضا صحيفة "وول ستريت جورنال" التي رأت أن التوترات الطائفية في مصر زادت وتيرتها مع ارتفاع صوت الحركة السلفية، ذلك الاتجاه المتطرف من الإسلام الذي يميل ليري أن غير المسلمين أقل استحقاقا للحقوق المدنية الكاملة. ومن وجهة نظر الصحيفة فان ثورة الديمقراطية في مصر جرأت الإسلاميين وجعلتهم يمدون أرجلهم بعد سنوات وراء الكواليس. وقالت إنه لأول مرة في التاريخ المصري سيختار الناخبون في الانتخابات البرلمانية المقبلة بين قائمة متنوعة من الخيارات الإسلامية. واعتبرت الصحيفة أن العمالة المصرية العائدة من الخليج هي التي جلبت السلفية إلي مصر، فيما تحظي القنوات الفضائية الدينية الممولة من دول خليجية كبري بشعبية واسعة في مصر. أما صحيفة "الجارديان" البريطانية فقد اعتبرت أن ما حدث يلقي بظلال من الشك علي إمكانية إحداث التغيير السلمي في مصر بعد الثورة. ووجهت رسالة للمسيحيين حددت فيها الدور الذي يجب القيام به في مرحلة ما بعد مبارك. وقالت إنه بعد سنوات من التهميش، فإن الأقباط مطالبون الآن بالاندماج أكثر وبشكل أكثر نشاطاً في صياغة النظام السياسي الجديد ليس كجماعة دينية تسعي إلي حل مشكلاتها المحدودة، ولكن كمواطنين مصريين يدعون إلي المساواة والحرية للجميع. ورأت "الجارديان" أن لجوء الأقباط إلي الكنيسة للحصول علي الحماية لن يؤدي إلا لمزيد من الارتباك. فالكنيسة القبطية مثلها مثل الأزهر يجب أن تظل مصدراً للإلهام الروحي والتوجيه المعنوي لا أكثر. الكاتبة الامريكية كريستين شيك قرأت المشهد في مصر من زاوية أخري وقالت ان أحداث امبابة الطائفية أظهرت هشاشة وغموض مستقبل الربيع العربي، واعتبرت أن الأوان قد حان لكي تتصدي الإدارة الأمريكية الحالية لقضية الحريات الدينية في مصر . وأشارت في مقالها بصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إلي أنه علي الرغم من أن مسيحيي مصر يعرفون بالوطنية الكبيرة ودعم الوحدة والالتزام بالإصلاح، إلا أن أعمال العنف الأخيرة تشير إلي "هشاشة مكانتهم في مصر الجديدة". ودعت الكاتبة المسئولين في مصر إلي مراجعة عدد من القضايا الأكثر إثارة للجدل حول الحرية الدينية، فلابد من قوانين تشمل المساواة في المعاملة بين جميع المصريين بغض النظر عن اعتباراتهم الدينية، وهذا يقتضي إلغاء الخط الهمايوني في بناء الكنائس، والأهم هو إلغاء خانة الديانة من بطاقات الهوية.