الشعب كله تقريباً كان يردد هذا الهتاف علي مدي 35 عاماً منذ قيام ثورة 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول وحتي إلغاء عبدالناصر لجميع الأحزاب عام 1954. الشعب كله كان يعيش بوجدانه أحداث الحركة الوطنية لتحرير مصر من الاستعمار البريطاني منذ عودة الوفد المصري من أوروبا بقيادة سعد بدون نتيجة في المفاوضات وإعلانه قيام حزب الوفد ليحمل راية الكفاح.. وانضم الشعب بكل فئاته لحزب الوفد الذي اضطلع بالمسئولية.. ومن بعد سعد جاء نائبه مصطفي النحاس باشا حتي حلت ثورة 23 يوليو الأحزاب.. وبعودة الأحزاب في عهد السادات، بذل فواد باشا سراج الدين جهوداً مضنية لإعادة مجد حزب الوفد، رغم أن تحرير مصر من الاستعمار الإنجليزي كان قد تم قبل ذلك في 1956 بمفاوضات عبدالناصر مع لندن.. ونجح سراج الدين باشا إلي حد ما في إعادة الروح لحزب الوفد، خصوصاً بعد أن التقط الصحفي القدير الفذ مصطفي شردي رحمه الله ليصدر »جريدة الوفد» كأقوي ما تكون خلفاً »لجريدة المصري» التي ظلت تضيء الساحة الصحفية في مصر طوال عهد سعد والنحاس.. لكن لأن قضية الجلاء كانت قد انتهت وهي جوهر أهداف الوفد وبنيانه، فكان من الطبيعي ألا يعود حزب الوفد بنفس قوته وعظمته التاريخية القديمة. واليوم تبدأ مرحلة جديدة في عمر حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء أبوشقة، نتمني له التوفيق فيها، وأن يحقق فعلاً ما أعلنه من إعادة التضامن والوحدة بين قياداته وكوادره لتعود قوة الوفد وريادته للساحة السياسية.. وأن يبث روحاً جديدة وينهض بجريدة الوفد لتعبر بصدق عن حرارة وثورية انطلاقته الجديدة. لكنني من جانبي أناشد المستشار أبوشقة أن يبحث الحزب ويحدد ويختار مشروعاً قومياً أو أكثر ليكون هدفاً له بديلا عن قضية الجلاء القديمة، ويبذل فيه كل طاقته، لتنضم إليه الجماهير وتلتف من حوله وتعود وتهتف: »يحيا الوفد ولو فيها رفد»!