تحت هذا العنوان بدأت الأسبوع الماضي أولي مقالاتي لكشف حقيقة التصنيفات العالمية للجامعات بعد أن اختلط الحابل بالنابل فيها وبدأ البعض يتاجر بنتائج بعض هذه التصنيفات خاصة إذا تبوأ فيها مركزا متقدما في الترتيب مع أنه لايوجد له ذكر علي الإطلاق في تصنيفات أخري . ولا بد أن نوضح في البداية أن أنظمة تصنيف الجامعات تهدف إلي تقييم المستوي الأكاديمي للجامعات علي مستوي العالم، من خلال اقتراح عدد من مؤشرات الأداء تتنوع وفقاً لرؤية كل نظام من أنظمة التصنيف والتي بلغت 19 تصنيفا تقيم أكثر من 25 ألف جامعة عالمية ومعهد عال في 238 دولة، ويتم سنويا تقييم وتصنيف عدة آلاف منها لاختيار أفضلها. وتسعي الجامعات بشكل حثيث لتحظي بمنزلة في التصنيفات الدولية المتنوعة للجامعات وتفتخر وتتسابق في احتلال مراكز متقدمة، وهذا لا يعتبر هدفاً بحد ذاته، وإنما الهدف هو تحقيق وضمان الجودة في التعليم العالي في المؤسسات الجامعية لتتوافق مع مستوي الجودة الدولي. وبداية أيضا نحن نؤكد.. لا يوجد تصنيف واحد متفق عليه لتصنيف الجامعات العالمية، ولكن أشهر هذه التصنيفات هو تصنيف QS الإنجليزي وتصنيف » the Times Higher Education» الإنجليزي أيضا، وتصنيف شنغهاي الصيني وتصنيف Webometrics الأسباني بالإضافة إلي عدد من التصنيفات الأخري. وتختلف معايير كل تصنيف عن الآخر، فعلي سبيل المثال، يعتمد تصنيف QS علي السمعة الأكاديمية للجامعات بين الأوساط العلمية (عن طريق إستبيانات ترسل لأكثر من سبعين ألف أستاذ جامعي علي مستوي العالم)، وسمعة الخريجين في سوق العمل (عن طريق استبيانات أخري ترسل لأكثر من ثلاثين ألفا من رؤساء الشركات وأصحاب الأعمال علي مستوي العالم)، كما تعتمد علي نسبة أعضاء هيئة التدريس إلي الطلاب والنشر العلمي لكل جامعة، وأخيرا نسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب وعدد الطلاب الأجانب في الجامعات. ومن بين ما يزيد علي عشرين ألف جامعة يتم ترتيب أفضل ألف جامعة، وتحتل الجامعات الأمريكية المراكز الأولي في التصنيف حيث يحتل معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (MIT) التصنيف الأول تليه جامعات ستانفورد وهارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ثم الجامعات البريطانية كامبريدج وأكسفورد وجامعة لندن والكلية الملكية ثم جامعات سويسرا وسنغافورة وأستراليا وهونج كونج والصين واليابان وكندا وكوريا الجنوبية وفرنسا و هكذا. أما تصنيف شنغهاي فيعتمد في المقام الأول علي عدد الحاصلين علي جوائز نوبل والجوائز الدولية الأخري من خريجي الجامعات وأعضاء هيئة التدريس، وكذلك عدد الأبحاث التي لها تأثير Impact Factor وتعتبر مراجع للأبحاث الأخري والمنشورة في أفضل المجلات العلمية مثل Science & Nature ونسبة خريجي الجامعات إلي عدد السكان وغير ذلك من معايير جودة العملية التعليمية. ومن أهم أسباب التنافس للإنضمام في هذه التصنيفات من جانب معظم الجامعات العالمية هو أنه يصاحب الجامعات المدرجة في التصنيفات العالمية وضع معلومات مفيدة عن إمكانياتها التعليمية والبحثية وخدماتها للمجتمع علي موقع التصنيف العالمي، مما يجعل معظم هذه الجامعات حريصة علي أن تدرج ضمن هذه التصنيفات وتتسابق فيها وتفتخر بذلك بين نظيراتها، وتعقد مقارنات لأداء الجامعات المدرجة في التصنيفات، مما يسهم في استقطاب الطلاب المتفوقين والطلاب الأجانب والأساتذة المتميزين سواء للالتحاق بها للدراسة أو للتدريس، ويساعد تصنيف الجامعات في الحصول علي تمويل للمشروعات البحثية وزيادة الدعم المادي من جهات متنوعة، كما يساعد تصنيف الجامعات في توظيف الخريجين نظراً للسمعة الطيبة للجامعة المصنفة عالميا، لذا أصبح دخول الجامعات ضمن التصنيف العالمي أحد شروط وزارات التعليم في بعض الدول للموافقة علي تأسيس شراكات أو فروع لجامعات أجنبية بها. لكن أين نحن في مصر من هذا ؟ الإجابة ستكون العدد القادم إن شاء الله.