زارني فضيلة الامام الاكبر الراحل محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الازهر (1986 1996) وحينما استيقظت لصلاة الفجر؛ وتصفحت الرسائل علي صفحتي وجدت رسالة من صديق تذكرني ان 10 مارس هي ذكري رحيل فضيلته. وفضيلته ظل مفتيا للديار المصرية لمدة عشر سنوات (1986-1996) ؛ كانت فتاواه تثير جدلا واسعا في الأوساط الدينية والسياسية ؛ وخاصة فتواه الشهيرة بحلال فوائد البنوك ؛ فقامت الدنيا ولم تقعد في مصر وخارجها من الاخوان والسلفيين والوهابيين وارهابيي القاعدة .....الخ الخ ؛ ولكن الرجل ظل ثابتا علي موقفه حتي وفاته ؛ وبعد 30 عاما من فتواه اختفت ظاهرة بنوك النصب الاسلامية ومن اخترعوها ؛ والرجل كان اكثر جدلا بعد توليه مشيخة الازهرعام 1996؛ حتي ان اتهمه منائوه من الاخوان والسلفيين والكثير من الصحفيين والاعلاميين راكبي المرجيحة انه شيخ مؤسسة الرئاسة ؛ ولم يعبأ بارائهم ؛ لانه كان وليا صالحا وعالما جليلا ؛ واصدرتفسيره للقرآن الكريم في 17 مجلدا جمع فيه صفوة التفاسير؛ فكان مرجعا هاما و قبلة للدارسين والعلماء في العالم الاسلامي . التقيت فضيلته لاول مرة 2004 بمكتب محافظ المنوفية انذاك اللواء فؤاد سعد الدين ؛ لافتتاح احد سلسلة المساجد والمعاهد الازهرية التي اقامها الرجل الصالح المرحوم الحاج محمد كليلة ودارت بيني وفضيلته مناقشة علمية رائعة عن الزراعة ؛ اكتشفت أنني قزم أمام هرم في العلم باشكاله المتعددة فقبلت ايادييه وشهدت نورا في وجهه لم ار له مثيلا حتي اليوم . واطرف فتاواه كانت عقب افتتاحه للمسجد الكبير بقرية ميت خلف بالمنوفية ؛ وسأله سائل من اخوانا اياهم : ماذا تقول في رجل بني المساجد والمعاهد الازهرية ثم اقام منشأة تكلفت الملايين مقرا للحزب الوطني اليس ذلك حراما ؟ فكان رد فضيلته ؛ بهدوء ؛ اذا كانت المنشأة تقضي فيها حوائج الناس؛ فهي حلال حلال حلال . في مثل هذا اليوم 10 مارس 2010 رحل عن دنيانا فضيلته بالرياض ؛ ودفن بالبقيع مع صحابة رسول الله (ص) بعد صلاة العشاء بالمسجد النبوي الشريف "وفقا لوصيته" ...رحم الله الشيخ طنطاوي ومن قربنا منه الحاج محمد كليلة رحمة واسعة والحقنا بهم علي خير ........ألا قد بلغت اللهم فاشهد.