احساسنا بخطورة الأمر الذي يهدد أخطر فئة عمرية من جيل الشباب المصري دفعنا للمشاركة في دق ناقوس الخطر من جديد بتجربة صحفية مختلفة تعايش الواقع المرير بعيدا عن التصريحات والكلام المستهلك.. فريق الحوادث ب»أخبار اليوم» عاش تجربة الخطر التي يقدمها في السطور القادمة: بدأ فريق »أخبار اليوم» رحلته مع الاستروكس مع أول نفس يتم تدخينه.. وفي السطور القادمة يحكي كيف عاش التجربة ويقول: لم يكن هناك مشكلة في الوصول الي هذه المجموعة، فالأمر كان سهلا بواسطة احد زملاء الدراسة الذي تطوع واصطحبني الي هذا الحي الراقي بالمدينة الجديدة وصلنا بالفعل وقدمني لهم باعتباري ابن خالته كانت مشكلتي انني لا ادخن السجائر وكيف سيكون حالي معهم خاصة ان العزومة علي مخدرات.. ازداد قلقي عندما اخرج احدهم كيسا وكما قال ان به »الوجبة» وكان يقصد »الاستروكس».. تدافعت ضربات قلبي خاصة عندما بدأوا في لف »الاستروكس» في اوراق البفرة وعزموا علي قلت لهم »ماليش فيه» ليتبادل الجميع نظرات الدهشة مع زميلي.. الذي كان قد اعد وسيلة الخروج من المأزق حيث اخبرهم انني سأقدم اوراق الالتحاق بوظيفة في احدي شركات الاتصالات والتي تشترط تحليل المخدرات ضمن اجراءات التعيين رد أحدهم »ماتخفش» كله بيظهر الا الاستروكس علشان كده كله بيطلع براءة.. ولكني اصررت علي موقفي. أخيرا بدأ الدخان يتصاعد.. ورغم عدم تدخيني وجلوسي بعيدا عنهم نوعا ما الا أن شعورا ما بعدم التوازن بدأ يتملكني.. وفجأة وجدتهم يضحكون بطريقة غير طبيعية حاولت معرفة سبب الضحك ولكني اكتشفت ان الضاحكين أنفسهم لا يعرفون.. بعد دقائق من الضحك الهيستيري بدأت تصرفاتهم تبدو هيستيرية مثل رواد الفضاء علي ارض القمر وبعد نحو 20 دقيقة عاد الهدوء اليهم ولكن كان الحزن والاكتئاب واضحا عليهم.. بعضهم بدأ يبكي مثلما ضحك في البداية دون سبب. وبعد مرور أكثر من 3 ساعات عادوا لتوازنهم الي حد ما وبدأوا يتحدثون معي عن تجربتهم مع الاستروكس. لفائف الاستروكس عقب تدخين لفائف الاستروكس تعالت ضحاكاتهم بشكل لافت للانظار لفترة من الوقت ليقول احدهم بعدما تغيرت ملامح وجهه وهو يتذكر ذلك الاحساس المؤلم الذي شعر به بعد ان تناول ذلك المخدر للمرة الأولي: كنت في شرفة منزلي وبعد ان بدأت بتناولها فوجئت انني لا استطيع التحكم بنفسي تماما، وكل ما اريده هو أن اقفز من أعلي الشرفة، وكأنني داخل حلم وأشاهد نفسي اتحرك من بعيد، ولا أعلم ان كان حلما ام لا لكنني شاهدت نفسي فوق السور وتراجعت في اللحظات الاخيرة بعد ان افقت وجدت نفسي ممددا علي الارض.. فيما حكي صديقان قصة أغرقتهما في الضحك بسبب تذكرها اثناء الجلوس وسط دخان المخدرات فيقول أحدهم: كنت سألقي صديقي وسط مياه النيل بعد تناولي الاستروكس وأكمل: لم أتعرف علي صديقي وظننته شخص يريد افتعال مشاجرة معي ولم أشعر بنفسي الا وأنا أحاول القاءه وسط المياه.. داخل مركز معالجة السموم هنا المحطة قبل الاخيرة لمدمن ومتعاطي الاستروكس؟ هنا مركز معالجة السموم القادم اليه هو من كتب له النجاة من الموت محاصرا بخراطيم وأجهزة تتصل بجسده ترصد كل تغيير يحدث له الي حين يكتب له البقاء، وينجح الاطباء في انقاذ حياته بعد رحلة غياب يمكن ان تستمر أياما بل وأسابيع..كلف محرر أخبار اليوم بالوصول الي احد أهم مركزين لمعالجة السموم في مصر الأول يتبع جامعة عين شمس والثاني موجود بالقصر العيني.. ومركز علاج السموم هو المختص باستقبال ضحايا الاستروكس وترصد أخبار اليوم الصورة داخل مركز علاج السموم فيقول: بعد دقائق من وصولي اكتشف سر الصمت غير الطبيعي الذي يخيم علي مكان ممتليء بالمرضي. فمعظم هؤلاء في العادة غائبون عن الوعي بسبب تناولهم جرعات زائدة من المخدرات أو اثار مباشرة لانواع المخدرات الخطيرة. أما سبب وصولهم هنا حيث تكون هذه المراكز المؤهلة لاكتشاف المواد التي تعاطاها هؤلاء الضحايا وبالتالي تحديد وسيلة العلاج والتي تبدأ عادة باخراج المادة المسببة للغيبوبة واعادة الوعي لصاحبه قبل استكمال علاجه..أول لقاء لي داخل مركز علاج السموم بجامعة عين شمس كان مع الدكتور عمر ناصر كمال استاذ علاج السموم بطب عين شمس، وكان يبدو في حالة غضب وانزعاج بسبب ازدياد وتضاعف عدد هؤلاء الذين سقطوا بسبب المخدرات الجديدة وكلها تتميز بالخطورة الشديدة علي حياة متعاطيها ويشرح الدكتور عمر ناصر انواع هذه المخدرات قائلا انها تشمل »الاستروكس والزومبي والفودو» ومن وجهة نظري ان اخطرها هو »الاستروكس» لأنه يتسبب في غياب المدمن عن الوعي بعد النشاط الزائد عن المعدل الطبيعي لمخ المدمن وهنا يصاب بالهلاوس وعدم تقدير المسافات. العلاج وحول كيفية علاج المدمنين من هذه المواد المخدرة قال د. عمر ان هناك مشكلة تواجهها المستشفيات عند استقبالها لمدمن وهي عدم وجود مصل خاص بعلاج اعراض هذا النوع من مخدر الاستروكس.. ففريق العمل من الاطباء يكون في سباق مع الزمن لانقاذ حياة هؤلاء او منع تدهور حالاتهم بجانب حالات الغيبوبة احيانا نستقبل مدمنا في حالة هياج شديد ويكون العلاج بالمهدئات أما في حالة حضوره بصعوبة في التنفس يتم الاسراع بتوصيله لاسطوانة الاكسجين . وحول أعراض ادمان مخدر الاستروكس اوضح د. عمر ان اعراض تعاطي هذا المخدر تنحصر في ضيق حدقة العين وارتفاع ضغط الدم والتشنجات والغياب عن الوعي. ويضيف الدكتور محمود الحبيبي مدير المركز ان الاستروكس واشقاءه من المواد المخدرة يمكن ان تطلق عليها مسمي القنبيات أو الحشيش الصناعي وخطورتها تكمن في ثلاث مشاكل اولها انها لا تظهر في التحاليل الطبية وثانيها ان قابليتها للادمان والتعود عليها عالية جدا.