في احد شوارع إمبابة كانت هذه الجريمة التي تعرضت لها الطفلة الصغيرة التي لم يتعد عمرها 4 سنوات.. صحيح انها عادت سالمة لامها.. ولكن ستترك هذه الجريمة بصماتها وربما تصبح عقده لديها وهي تتذكر كيف اختطفها والدها وسلمها لغرباء حرموها من الطعام وكل شيء بعد ان ظلت رهينة عندهم لحين حصول والدها علي مبلغ الفدية من أمها. الجريمة البشعة نسج خيوطها اب مدمن للمخدرات الزوجة ابنة البلد ادركت سوء حال زوجها الذي تعيش معه علي مضض وكما يقول المثل الشعبي »رمت طوبته» فهو والعدم من الرجولة سواء.. لا يتحمل أية مسئوليات فقررت ان تسعي لتكسب لقمة العيش بالحلال بالعمل بالاضافة الي ما تحصل عليه من مساعدات الاسرة المنتظمة لها. وفي بداية الاسبوع الماضي غادرت الزوجة منزلها في طريقها للعمل وتركت الطفلة في رعاية جدتها.. التي انهمكت في استكمال ما كانت ابنتها قد بدأته قبل ذهابها للعمل بالاضافة الي عدة مكالمات تليفونية عبر هاتفها المحمول انشغلت خلالها عن متابعة حفيدتها. انتهت الجدة مما شغلها لتنتبه الي عدم وجود الطفلة.. اكتشفت ان باب الشقة مفتوح اعتقد ان الصغيرة خرجت لتلهو امام الباب كعادتها هرولت بسرعة للخارج سألت الجيران انكروا رؤيتهم للطفلة.. امسكت بهاتفها المحمول تحدثت الي زوج ابنتها ربما يكون قد حضر للمنزل ليداعب ابنته سألته عما اذا كانت طفلته معه.. ولكن جاء جوابه الصادم بأنه لم يرها اليوم جن جنون الجدة التي اسقط في يدها فقامت بالاتصال بابنتها وبصعوبة ابلغتها بالخبر المشئوم عن اختفاء طفلتها. بعد نصف ساعة كانت الام لا تعرف كيف تقفز علي الارصفة وتهرول في الشارع لم تترك الام مكانا أو احد من اقاربها أو معارفها او الجيران حتي سألته عن طفلتها.. كان الانكار هو الاجابة الموحدة لدي الجميع وهم يؤكدون عدم مشاهدة الطفلة. لم يعد سوي حل واحد لابديل عنه هناك داخل مكتب رئيس مباحث قسم شرطة امبابة جلست أمام الضابط وسط دموعها وعبارات كلامها تتلعثم في بلاغها عن اختفاء طفلتها.. اسئلة كثيرة وجهها لها الضابط عن كل شيء يتعلق بتفاصيل حياتها ومن هم اقرب الناس اليها.. خاصة زوجها الذي شرحت لهم ظروفه خاصة عندما استفسروا منها في دهشة لماذا لم يأت معها للابلاغ عن اختفاء طفلتهما. بعد ساعة كان الزوج قد اتي به رجال المباحث للقسم حيث خضع لاستجواب كانت هيئته وسيرته كفيلة باهتمام رجال المباحث في البداية كان لديهم قناعة باحتمال قيام احد من رفقاء السوء قد اختطف الطفلة.. ولكن اجاباته المتناقضة وقلقه وتفكيره الطويل قبل الاجابة علي كل سؤال يوجه اليه.. جعل رجال المباحث يرتابون في امره.. فحاصروه بمزيد من الاسئلة عن كل تحركاته في ذلك اليوم.. وبخبرة رجال المباحث في التعامل مع هذه العناصر البشرية نجحوا في الضغط عليه لينهار ويعترف بأنه هو من اختطف طفلته حتي يجبر زوجته التي تعمل وتكسب من عملها بالاضافة الي ان حال اسرتها ميسور ليحصل منها علي فدية 25 ألف جنيه مقابل اعادة طفلتهما اليها. شرح المجرم كيف خطط لجريمته حيث يعرف البرنامج اليومي لتحركات زوجته وامها المسنة ليغافلما ويسرق الطفلة حيث قام بتسليمها الي نديمه المسجل خطر وزميل اخر له ليحتفظ بالطفلة لديه لحين حصوله علي مبلغ الفدية.. قائلا انه اتفق معها علي اعطائها مبلغ 10 الاف جنيه لكل منهما بينما سيحتفظ لنفسه بخمسة عشر الف جنيه. اصطحبه رجال المباحث في سيارتهم وانطلقوا به الي مسكن صديقيه المسجلين خطر.. كانا في حالة يرثي لها بسبب حالة تعاطي للمخدرات.. لم ينكرا اي شيء اعترف بصحة ما قاله والدة الطفلة المسكينة وأكدا انه هو من عرض عليهما الفكرة.. وعندما سألهما رجال المباحث عن الطفلة قال احدهما انه نقلها الي مسكن عشيقته بمنطقة المرج لتكون بعيدة تماما عن اية محاولات للبحث عنها. وبسرعة كان رجال المباحث يسابقون الريح وسيارتهم التي تقل المجرمين تنهب الطريق الدائري الي المرج حيث مكان العشيقة ومعها الطفلة المخطوفة.. عثروا عليها عادوا بهم جميعا لقسم إمبابة حيث تم تحرير محضر بكل ما حدث وتم اتخاذ جميع الاجراءات القانونية ليتم احالة كل اوراق المحضر الي اسلام شاكر وكيل اول نيابة امبابة الذي يعيد استجواب جميع الاطراف ويستمع منهم الي اعترافات تفصيلية عن دور كل منهم في تنفيذ وارتكاب الجريمة. وكلهم اعترفوا ولكنهم حرصوا جميعا علي التأكيد بأن الاب هو الذي فكر وخطط ونفذ جريمة خطف ابنته.. فقرر وكيل النيابة تسليم الطفلة لامها وحبس الاب.