الخبراء: »الحرم الأمني» أنقذ الكنيسة من كارثة كشف الهجوم الذي تعرضت له كنيسة مارمينا بحلوان عن ملامح المخطط الذي يستهدف مصر خلال أعياد الميلاد، حيث يتضح إصرار العناصر الإرهابية علي استهداف الكنائس لتستكمل حلقة الضغط علي الدولة المصرية باستخدام استهداف المسيحيين واشعال الفتنة الطائفية. الربط قائم بين الحادث والمحاولات الجارية في الخارج لإثارة الملف القبطي بقرار يصدر من الكونجرس الأمريكي وفرض حماية دولية للأقباط في مصر وهو ما رفضته الكنيسة الوطنية والمسيحية المصرية. إلا أن يقظة قوات الداخلية نجحت في التصدي للهجوم ومنعت العناصر الإرهابية من التسلل للكنيسة وإحداث أكبر قدر من الخسائر كما كان مخططاً. لا تأتي العمليات الإرهابية مصادفة وفشل مخطط اشعال فتنة أطفيح دفع الإرهابيين ومن يعاونهم في الخارج إلي اللجوء لأسلوبهم الدموي المعروف عبر استهداف مباشر لإحدي الكنائس. احتفالات المصريين مسلمين ومسيحيين بأعياد الميلاد تشعل الحقد بداخل الإرهابيين فقرروا إحراق فرحة المصريين في هذه الأيام الطيبة. اتفق خبراء الامن علي أن يقظة رجال الشرطة ساهمت بشكل كبير في إحباط العملية الإرهابية التي وقعت صباح أمس امام كنيسة مارمينا بحلوان، وذلك من خلال سرعة رد الفعل والتعامل الفوري مع العناصر الإرهابية المنفذة حيث تم اصابة احدهما والتحفظ عليه بعد فشله في تفجير العبوة الناسفة التي كانت بحوزته. ويؤكد اللواء رضا يعقوب خبير مكافحة الإرهاب الدولي أن رجال الامن نجحوا في تحقيق مفهوم الضربات الاستباقية خلال تعاملهم مع هذا الحادث الذي كان من الممكن او يودي بحياة المئات لو نجحت العناصر الإرهابية في تنفيذ العملية وتفجير العبوة الناسفة التي كانت في حوزتهما، مشيرا الي ان الاستعداد المبكر الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية منذ يومين والخطة المحكمة التي وضعتها لتأمين الكنائس واحتفالات الإخوة الاقباط بأعياد الميلاد كانت السبب الرئيسي في فشل هذه العملية التي كانت تهدف الي زعزعة الثقة عند المواطنين في أجهزة الامن. واوضح اللواء يعقوب ان عمليات القبض المتتالية للعناصر الإرهابية من قبل أجهزة الامن تسببت في حالة من الارتباك داخل صفوفهم دفعتهم للقيام بمثل هذه العمليات في محاولة لإثبات وجودهم علي الارض ولكن ينبغي اتخاذ الحيطة والحذر خلال الفترة القادمة لأن المخطط لم ينته بعد ومازالت الدول والأجهزة المختلفة التي تستهدف مصر تمول وتدعم مثل هذه الجماعات الشيطانية وينبغي ايضا ألا ننسي ما صرح به الإخواني التركي رجب طيب أردوغان منذ أيام بأن فلول داعش التي هربت من سوريا تم توجيههم الي ليبيا وسيناء وتجميع هذه الفلول الهاربة واستخدامهم في مثل هذه العمليات الإرهابية متوقعة. محيط آمن ومن جانبه يري اللواء أشرف امين مساعد وزير الداخلية السابق ان السبب الرئيسي في إفشال العملية الإرهابية التي وقعت صباح أمس أمام كنيسة مارمينا بحلوان هو قيام الأجهزة الامنية بعمل محيط آمن للكنائس قبل أيام من احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد والابتعاد عن حرم هذه الكنائس بمسافة حتي تتحقق فكرة التأمين عن بعد والأهم من كل ذلك هو جهاز المعلومات بوزارة الداخلية الذي يلعب دورا كبيرا في رصد وتتبع العناصر الإرهابية التي تقوم بمثل هذه العمليات، مشيرا الي ان هناك استراتيجية جديدة يتبعها الإرهابيون للهجوم علي المناطق الحيوية في مصر، بإطلاق الرصاص، بعد أن فشلوا في الدخول إلي الكنيسة لتفجيرها. وأضاف مساعد وزير الداخلية السابق، أنه بسبب التشديدات الأمنية لم يستطع منفذو الحادث الدخول إلي الكنيسة كما حدث في وقائع مشابهة. وأوضح أن رجال القوات المسلحة والشرطة يبذلون جهدا كبيرا في محاربة الارهاب وابنائنا لديهم تاريخ كبير سيتم تدريسه بعد ذلك حيث إن هذه الفترة تعتبر حربا واكثر من الحرب لانك تحارب عدوا خفيا. استهداف المصريين ويري اللواء ضياء عبد الهادي، الخبير الأمني، أن الجماعات الإرهابية تحاول تنفيذ عمليات تحقق أكبر خسارة للدولة المصرية وتساهم في الإعلان عن نفسها، خاصة مع الضربات الناجحة لقوات الجيش والشرطة في سيناء وغيرها من الأماكن. وأضاف أن الإرهاب يتوجه للكنائس في الفترة الحالية نظرا لكونها فترة أعياد وبالتالي هو يسعي لاستهداف أكبر عدد ممكن من المواطنين، بالإضافة إلي رغبته في خلق جو من الفتنة الطائفية للحفاظ علي تمويله الخارجي. مشيرا الي ان الاستعداد الجيد وتوافر المعلومات وحسن التوقع من قبل العناصر المكلفة بتأمين الكنيسة كان كفيلا بمنع وصول العناصر الإرهابية إلي حرم الكنيسة والقيام بالعملية وبالتالي إسقاط اكبر عدد من الضحايا. وأوضح اللواء ضياء عبد الهادي ان تعامل الأجهزة الأمنية مع هذا الحادث كان يهدف الي تحقيق غرضين رئيسين هما ان يتم منع الجريمة قبل وقوعها وضبط العناصر المكلفة بالتنفيذ وهو ما نجحت فيه بالفعل القوات الأمنية، حيث تم احباط العملية وإصابة احد العناصر المشاركة في التنفيذ والتحفظ عليه لاستخدامه في الإرشاد عن الجهة التي تقف وراءهم وضبط باقي العناصر التي شاركت معه في تنفيذ العملية. حرب بالوكالة وكشف اللواء علاء بازيد الخبير الأمني ومدير مركز الدراسات الامنية والاستراتيجية عن نجاح الأجهزة الامنية المختلفة في اجهاض أكثر من 90% من العمليات التي كان من الممكن ان تقع الفترة الماضية سواء من خلال الضربات الاستباقية قبل تنفيذ مثل هذه العمليات او بالتعامل الامني الاحترافي مع هذه العناصر أثناء قيامهم بمثل هذه العمليات.. موضحا ان الإرهاب لا دين له والجماعات الإرهابية لا تفرق بين مسلم ومسيحي لأن هدفها الاساسي هو زعزعة الاستقرار واشعال الفتنة وضرب مؤسسات الدولة المختلفة ومن ضمنها الكنائس والمساجد ونعلم جميعا ان ما تقوم به هذه العناصر الإرهابية هو حرب بالوكالة وما يحدث تدعمه دول واجهزة مخابرات عينها علي ضرب الاستقرار في مصر وخنق الاقتصاد وتخويف الشعب الذي اصبح المستهدف الاول لتلك العناصر، مؤكدا انه من لا يؤمن بنظرية المؤامرة فهو متآمر بالفعل علي الدولة المصرية التي تحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم كله. وأوضح اللواء علاء بازيد ان كل الدول التي تعرضت لحروب وعمليات إرهابية هاجرت شعوبها الي الخارج إلا مصر الدولة الوحيد التي يقف فيها الشعب صامدا خلف القوات المسلحة والشرطة في حربهم علي الإرهاب ومن هرب من مصر هم المرتزقة الذين يحاربون المصريين من الخارج وبالتالي لابد من الحسم والحزم واستخدام القوة المفرطة والغاشمة في التعامل مع هؤلاء العملاء والخونة.