أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ستظل كما كانت، داعمة لقضايا القارة الافريقية، وشريكاً في تنمية قارتنا الغالية، وأشار الرئيس إلي أن مصر ستكون جنباً إلي جنب مع أشقائنا من دول القارة، بما يحقق مصالح شعوبنا ويلبي تطلعاتها في تحقيق التنمية المستدامة. قال الرئيس السيسي إن تحقيق آمالنا في المستقبل الذي نرجوه لإفريقيا، يتطلب مواصلة العمل الدؤوب الذي بدأناه في الدور الاولي لمنتدي أفريقيا في شرم الشيخ، بإيمان راسخ وعزم لا يلين، وشدد السيسي علي ضرورة توافر إرادة قاطعة من الجميع، وعلي كافة المستويات، لجذب مزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال إلي القارة الإفريقية، بما يوفر واقعاً جديداً لها ويضعها في المكانة اللائقة علي الخريطة الاقتصادية للعالم، ويساهم في تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية لأبنائها جميعاً، ويفتح أمامهم آفاق المستقبل. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي أمس في الجلسة الافتتاحية لمنتدي أفريقيا 2017 بشرم الشيخ وذلك بحضور 4 رؤساء أفارقة وهم رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا ورواندا بول كاجمي وغينيا ألفا كوندي ورئيس الصومال محمد عبدالله ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والمهندس مصطفي مدبولي وزير الاسكان القائم بأعمال رئيس الوزراء وعدد من الوزراء بينهم الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي وهبة سلامة مديرة وكالة الاستثمار الاقليمية بالكوميسا وعدد من كبار المسئولين والوزراء. وشدد الرئيس علي اعتزاز مصر بانتمائها الإفريقي، وإيمانها بارتباط مستقبلها بمستقبل الدول الأفريقية الشقيقة، واهتمامنا الكبير بدعم كافة جهود الاندماج الاقتصادي بين دولنا لتحقيق أهداف أجندة التنمية الشاملة في إفريقيا 2063. الخط الملاحي وأكد الرئيس السيسي أن مصر من جانبها لم ولن تألو جهداً، من أجل تيسير استثمارات لأشقائنا أبناء القارة الإفريقية في مصر، لافتا إلي أن مصر ستبذل جهوداً مستمرة من أجل استكمال التزاماتها نحو التكامل فيما بيننا، فضلاً عن دعم كافة مبادرات الاتحاد الإفريقي والمشروعات الإقليمية التي تهدف الي تطوير البنية الأساسية في قارتنا وإنشاء شبكات ربط وطرق تعزز التكامل بين دول القارة. وأشار السيسي إلي أنه من بين هذه المشروعات مشروع الخط الملاحي الذي سيربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وكذلك مشروع إنشاء طريق القاهرة/كيب تاون، الذي يهدف لتنمية حركة التجارة بين مختلف دول القارة الأفريقية. وأضاف الرئيس ان مصر تشجع الاستثمارات المصرية في القارة الإفريقية، وخاصة في القطاعات ذات الأولوية كقطاعات التشييد والبنية الأساسية، والطاقة والتعدين، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيراً إلي أن حجم الاستثمارات المصرية في أفريقيا خلال العام الماضي بلغ أكثر من مليار دولار وبإجمالي تراكمي حوالي 9 مليارات دولار، مما ساهم في توفير عشرات الآلاف من فرص العمل لشباب القارة. ملتقي الخبرات وأوضح الرئيس ان مصر حرصت علي الدعوة لعقد الدورة الثانية لمنتدي إفريقيا 2017، ليكون ملتقي لتبادل الخبرات والأفكار، وللعمل معاً علي تطوير آليات تسهيل الاستثمار، بهدف تعظيم الاستفادة مما تزخر به قارتنا من إمكانات هائلة، وقوة بشرية شابة، تتطلع بأمل نحو مستقبل أفضل. وعرض الرئيس السيسي خلال كلمته أحدث تطورات برنامج الإصلاح الاقتصادي والنمو المستدام الجاري تنفيذه في مصر، مشيراً الي ان مصر تعمل علي تطوير وتنمية عدد من المشروعات القومية الكبري، ووضع خريطة استثمارية لكل فرص الاستثمار في جميع أنحاء مصر، وقال ان الحكومة قامت بإصدار قانون الاستثمار الجديد ولائحته التنفيذية، والذي يتضمن منح المزيد من الحوافز للمستثمرين، والتوسع في الضمانات اللازمة لتنمية الاستثمار المحلي والأجنبي، وتشجيع دور القطاع الخاص ودعم المشاركة بين القطاعين الخاص والعام، وذلك ضمن حزمة إصلاحات هيكلية في السياسات المالية والنقدية، وبما يحافظ في الوقت ذاته علي توفير الحماية الاجتماعية للفئات الأولي بالرعاية والأكثر احتياجاً. التكامل الإقليمي وكان الرئيس السيسي قد رحب في بداية كلمته بالرؤساء وكبار الوفود الافريقية المشاركة في المنتدي بمدينة السلام »شرم الشيخ»، التي احتضنت الدورة الأولي لمنتدي أفريقيا العام الماضي، لافتا الي اننا للعام الثاني علي التوالي، نواصل معاً بذل أقصي الجهود لدفع العمل الأفريقي المشترك، بشكل يعكس الرؤية لمستقبل قارتنا، كما تتطلع إليه الشعوب. واختتم السيسي كلمته متمنيا كل التوفيق لنجاح أعمال المنتدي ومعربا عن ثقته في أن المشاركين في المنتدي سيبذلون أقصي جهد للمساهمة بفاعلية في تطوير آليات التكامل والاندماج الإقليمي، وتعزيز تنافسية أسواقنا الوطنية بما يزيد من قدرتها علي جذب مزيد من الاستثمارات، وعلي النفاذ الي الأسواق الدولية، بالإضافة إلي دعم التحول إلي مجتمعات المعرفة وتطوير مجالات البحث والابتكار.