فازت مصر في وقت واحد بمنصبين في غاية الأهمية بالنسبة للجامعة والتعليم العالي الأول هو منصب الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية وفاز به د.عمرو عزت سلامة وهو الاتحاد الذي يضم 323 جامعة عربية والثاني هو رئاسة اتحاد جامعات البحر المتوسط والذي يضم 146 جامعة في 23 دولة عربية وأجنبية والتي فاز بها د.محمد الأسود نائب رئيس جامعة طنطا السابق ليكون أول مصري يفوز برئاسة هذا الاتحاد.. وأصبح السؤال : كيف نستفيد من هذه المكانة التي حققتها مصر في الفترة الأخيرة باتحادي هذه الجامعات العربية والأجنبية ؟ وكيف سنعكس ذلك علي مستوي التعليم الجامعي في العالم العربي ؟ وماهي الملفات التي سيركز عليها كل قيادة من القيادتين بهذين الاتحادين خلال الفترة المقبلة؟ ..هذا السؤال طرحناه علي كل من د.عمرو عزت سلامة الأمين العام الجديد لاتحاد الجامعات العربية، ود.محمد الأسود رئيس الاتحاد الجديد لجامعات البحر المتوسط وكانت هذه هي النتيجة. في البداية تحدث د.عمرو عزت سلامة فقال :أنت تعرف في البداية أن اتحاد الجامعات العربية هو إحدي المنظمات التي أنشأها مجلس جامعة الدول العربية، وقد بدأت فكرته عام 1964 وتشكلت أمانة مؤقتة وفي عام 1969 تشكلت الأمانة الدائمة له، وبدأ ممارسة عمله عام 1969 وكان أول أمين عام لهذا الاتحاد د.مرسي أحمد وزير التعليم العالي الأسبق في مصر، ومنذ ذلك الحين كان الاتحاد يمارس عمله من خلال مقره في القاهرة، لكن بعد إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية تم نقل جميع المنظمات العربية بما فيها جامعة الدول العربية إلي خارج القاهرة، ثم عادت بعد المصالحة العربية لكن ظلت المنظمات العربية الأخري التابعة لها في مكانها في العديد من الدول العربية مثل »منظمة التنمية الصناعية» في بغداد و»اتحاد الجامعات العربية» في عمان و»الأليكسو» في تونس، وهكذا، وكان الذي عاد فقط هو جامعة الدول العربية. أما عن تكوين الاتحاد فهو يتكون بالطبع من الجامعات العربية التي تتبع الدولة العضو في جامعة الدول العربية وهي 22 دولة عربية، وتكون إدارة هذه الجامعات عربية، والاشتراك اختياري في هذا الاتحاد، وحاليا يوجد حوالي 323 جامعة مشتركة في عضوية اتحاد الجامعات العربية ، مع أن عدد الجامعات الموجودة في الدول العربية يفوق ال600 جامعة، ويعمل الاتحاد من خلال أمانة عامة مكونة من أمين عام ومعه اثنان من الأمناء المساعدين ، ومدة ولاية الأمين العام ومساعديه ثلاث سنوات تجدد لمرة واحدة فقط، وبالطبع هناك طاقم إداري يعمل في الاتحاد الذي يعمل أيضا من خلال عدة آليات، قد يكون من أولها 8 مجالس موجودة حاليا مثل المجلس العربي لتدريب طلاب الجامعات العربية، المجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي، المجلس العربي للأنشطة الطلابية، مجلس ضمان الجودة والاعتماد للجامعات العربية، المجلس العربي لحوكمة الجامعات، صندوق دعم الجامعات الفلسطينية، مركز إيداع الرسائل الجامعية، مركز حوسبة الدوريات العربية. وبالإضافة إلي ذلك هناك آلية أخري وهي الجمعيات العلمية للكليات المتناظرة، وهي تجمع لكل عمداء الكليات المتناظرة في العالم العربي الذين يكونون جمعيات علمية ويجتمعون بصورة دورية للتنسيق فيما بينهم، هذا بالإضافة إلي المجلات العلمية التي تصدر عن الجمعيات بالإضافة الي المجلة التي تصدر باسم الاتحاد. رسالة الاتحاد ويضيف د.عمرو عزت سلامة أن رسالة اتحاد الجامعات العربية هي دعم وتنسيق جهود الجامعات العربية لإعداد الإنسان القادر علي خدمة أمته العربية والحفاظ علي وحدتها الثقافية والحضارية وتنمية مواردها البشرية بما يحقق تطلعاتها وعلي الأخص من خلال العمل علي أن تلتزم الجامعات العربية بالقيم النابعة من عقيدة الإسلام ورسالته الخالدة وأن تعني بالتراث العربي والإسلامي، والعمل علي أن تكون اللغة العربية لغة التعليم في الجامعات مع الإهتمام باللغات الحية والسعي لتوحيد تعريف المصطلحات العلمية والإهتمام بالترجمة، وتشجيع إنشاء مراكز البحوث ودعم إجراء البحوث العلمية والإهتمام بالترجمة، وتشجيع إنشاء مراكز البحوث ودعم إجراء البحوث العلمية المشتركة وتبادل نتائجها والعناية بالبحوث التطبيقية وربط موضوعاتها بخطط التنمية العربية الإقتصادية والإجتماعية، وتوثيق التعاون بين الجامعات العربية وتنسيق جهودها فيما بينها ومع الجامعات والمؤسسات الإقليمية والدولية ذات الصلة وخاصة فيما يساير مستجدات العصر وتقنيات التعليم وأنماطه الحديثة، ودعم عمليات تطوير أداء الجامعات العربية وإستقلالها وتأكيد الحرية البحثية والأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس فيها وحماية حقوقهم وتقوية أواصر التعاون بينهم، ودعم وتحفيز التميز والإبداع وتشجيع الأنشطة الطلابية المشتركة بين الجامعات العربية، والتعاون لضبط جودة التعليم الجامعي والعالي وضمان نوعيته والسعي لتحقيق الإعتراف المتبادل بالشهادات الصادرة عن الجامعات العربية. كما أن الاتحاد يقوم أيضا في أنشطته بعقد ندوات ومؤتمرات علمية سواء بالاشتراك مع الجامعات العربية أو بالاشتراك بين الجامعات العربية والتجمعات الأخري علي مستوي العالم، كما يتعاون مع عدة تنظيمات علي المستويات الإقليمية، فهناك بروتوكول تعاون مع اتحاد الجامعات الأسيوية، ومع اتحاد الجامعات الأوربية، ويجري حاليا عمل اتفاقيات تعاون مع اتحاد جامعات جنوبأمريكا بالإضافة إلي التعاون مع عدة جامعات أمريكية، والاتحاد بالإضافة إلي ذلك لديه جائزة سنويا تسمي جائزة إتحاد الجامعات العربية للباحث العربي المتميزة، وهذه الجائزة تحدد فيها قطاعان معينان كل عام في العلوم، ويعلن عنهما للتقدم لمثل هذه الجوائز. حقيقة ماحدث في الانتخابات لكن ماذا حدث في الانتخابات الأخيرة لقيادة الاتحاد سواء بالنسبة للأمين الجديد أو الأمناء المساعدين وكيف تمت إدارتها ؟ - في أواخر شهر أكتوبر الماضي تم عقد المؤتمر العام للاتحاد وكان في أهم البنود الموجودة في هذا المؤتمر العام هو انتخاب الأمين العام واثنين مساعدين للدورة الجديدة القادمة، وتقدم لمنصب الأمين العام ثلاثة مرشحين الأول من دولة فلسطين وآخر من دولة العراق والثالث من جمهورية مصر العربية ممثلا في شخصي، وتقدم للأمناء المساعدين 8 مرشحين في البداية تقلصوا إلي 5 مرشحين فقط، وبالنسبة للأمين العام المرشح من دولة العراق تنازل لمرشح جمهورية مصر العربية وأصبحت المنافسة مابين مرشحين اثنين فقط. وهنا أريد أن أوضح أن الدولة المصرية ورؤساء الجامعات المصرية خططوا تخطيطا جيدا ومتميزا لهذا الحدث، وتم التنسيق مابين كل الجامعات المصرية المشتركة في الاتحاد وعددهم 42 جامعة ومعهداً وأكاديمية، كما تم التنسيق بينهم تنسيقا جيدا في مرحلة ماقبل المؤتمر، وأثناء المؤتمر تم العمل بصورة سيمفونية متناسقة ومنتظمة، حتي أن هناك بعض الأصوات التي كانت متجهة للمرشح الآخر إلا أن رؤساء الجامعات المصرية بقدراتهم المتميزة استطاعوا أن يصححوا مسار أصوات كثيرة وجعلوها تتجه للمرشح المصري.. وكانت نتيجة الانتخابات بعد هذا الجهد المتميز والذي أشكر فيه زملائي رؤساء الجامعات وأشكر فيه الدعم الكبير للدولة المصرية وفي نفس ا لوقت، وأشكر فيه الجامعة المنظمة للمؤتمر وهي جامعة الإمارات العربية المتحدة ومديرها علي الإدارة المتميزة للإنتخابات والتأكيد علي أن تكون إنتخابات نزيهة وشفافة وصحيحة، وبعد كل هذا إستطاع المرشح المصري ممثلا في شخصي أن يحصل علي 75 صوتا في مقابل 41 صوتا للمرشح المنافس مرشح دولة فلسطين. رؤيتي في الفترة المقبلة لكن ماهي رؤيتك في الفترة المقبلة سواء للجامعات العربية عامة أو المصرية خاصة ؟ - وجهة نظري أن جامعات الوطن العربي وجامعاتنا المصرية أمامها عدة تحديات وقد تكون هذه التحديات هي المدخل لما نرضاه ونبتغيه إنشاء الله، وأنا أقول أن هناك تحدياً أساسيا وهو تحدي العولمة بعدما أصبح الخريج اليوم في أي مكان ينظر له علي أنه خريج عالمي وليس خريجا محليا، وأصبحت الأبحاث التي تتم لاينظر إليها داخليا ومحليا ولكن ينظر لها أنها ابحاث لخدمة البشرية، ولهذا أمامنا تحديا حقيقي أن نكون علي قدر المنافسة، وعلي قدر التطور الذي حدث في العالم، وفي جامعات العالم المتقدم.. كما أنني أومن بضرورة استقلالية الجامعات بمعني أن تكون قادرة علي تحقيق رسالتها من خلال مواردها الأساسية.. أما التحدي الثالث فهو التوافق مابين خريج التعليم العالي والجامعي وسوق العمل، وهذا موضوع لابد أن نشتغل عليه بصورة جيدة.. والتحدي الرابع هو تحقيق الجودة وغرس هذه الثقافة داخل مؤسسات التعليم العالي بمختلف مسمياتها.. والتحدي الخامس هو تحدي إستخدام تكنولوجيا الإتصال والمعلومات وهذا تحد كبير جدا لأن العالم تطور تطورا كبيرا إلي أبعد حد في مجال تكنولوجيا الإتصال والمعلومات وإذا كنا في وقت من الأوقات كانت الجامعات هي التي تقود المجتمعات، لكن اليوم الجامعات تحاول اللحاق بالتقدم الحادث اليوم، ولابد لجامعاتنا العربية علي وجه الخصوص أن تعود مرة أخري لقيادة مجتمعاتها في مجالات التنمية والتقدم بمختلف اشكالها.. وهناك قضية حرية إنتقال الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بين الجامعات العربية وبعضها البعض وبين الجامعات العربية والأجنبية أيضا لأن هذا هو الذي يثري العملية التعليمية والعملية البحثية أيضا. وعندما نتحدث عن التعليم العالي لابد أن نهتم بالبعد الإجتماعي للتعليم العالي والبحث العلمي ودوره في تحقيق العدالة الإجتماعية بمعني أن التعليم هو الممكن للترقي الإجتماعي للأفراد وهذا لابد أن ننظر له بنظرة جادة.. وهناك البعد الإقتصادي للتعليم العالي والبحث العلمي أيضا ودوره في بناء المجتمع وإقتصاد المعرفة، وهنا نقول أن العالم يبني إقتصاده علي إقتصاد المعرفة وهنا يأتي دور الجامعات ودور التعليم العالي أن يعمل في هذا الأمر بوضوح شديد. وهناك جزء قد يكون للجامعات دور فيه وهو الجزء الخاص بالتعليم الفني، ولابد أن نبدأ أن نرسخ القيمة الإقتصادية والمجتمعية للتعليم الفني والتدريب والتعليم المستمر كأحد مقومات التقدم التكنولوجي ولازم للجامعات أن تدرس كيف تساهم في ذلك المساهمة الإيجابية المطلوبة. موعد تسلمي العمل متي ستتسلم مسئوليتك كأمين عام اتحاد الجامعات العربية بعد نجاحك في الانتخابات؟ أنا أتصور أن المكتب التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية سيعقد اجتماعا خلال أيام لتحديد موعد تسليم وتسلم مابين الأمانة العامة الجديدة والأمانة العامة السابقة.