كان متوقعا أن يبقي اتحاد الكرة علي الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسن شحاتة، كانت الدعوات التي طرحت في بعض وسائل الإعلام للتغيير قد وضعت علي طاولة مجلس إدارة الاتحاد برئاسة سمير زاهر.. وبعد بحث كل السيناريوهات التي سيترتب عليها اتخاذ قرار عاطفي.. وجاءت كل النتائج في غير صالح المنتخب فلم يكن هناك أي اختيار غير الاستمرار.. كان السؤال المطروح أولا لدي مجلس إدارة الاتحاد هل فقد المنتخب كل فرصه في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012.. وكانت الإجابة بالطبع بالنفي لأنه لا تزال هناك آمال حتي وإن كانت ضعيفة أو ضعيفة جدا..ولكنها موجودة علي أرض الواقع. السؤال الثاني كان من يكون البديل..وهل يمكن أن يتحمل المسئولية في ظل هذه الأوضاع غير المطمئنة لمسيرة الفريق في هذا التوقيت ؟البحث المضني في الأسماء المطروحة أسفر عن أنه لا يوجد من يمكن أن يتعرض لهذا الاختبار ويتولي المهمة في توقيت يقترب فيه المنتخب من الخروج أكثر من الوصول إلي النهائيات..وإن كان هناك من يقبل فمتي يرحل ؟ هل بعد التصفيات مباشرة المرشح للفشل فيها أم يستمر ليخوض تصفيات كأس العالم 2014 بالطبع كان من الصعب إيجاد من يعتمد عليه كل هذه الفترة في الفترة الحالية. وهناك قاعدة أساسية كانت محور مناقشات المجلس وهو يتحاور في مصير الجهاز تتعلق بالخلفية التاريخية والحافلة بالانجازات لشحاتة ومعاونيه وتمكنهم من عبور أزمات صعبة مع الفريق الوطني في السنوات الست الماضية.. وعلي الجانب المادي فأن الجهاز الفني لديه عقد ممتد حتي 2014 ومرتبط بتصفيات المونديال وتعد كأس الأمم الأفريقية 2012 والتي تليها في 2013 مرحلتين من مراحل التعاقد..ولأنه لم يحدث إخفاق بعد علي أرض الواقع فلا مجال للتغيير حتي تتضح الصورة لذلك صدر القرار بالاستمرار..وتأكيد الدعم المعنوي للجهاز واللاعبين. وإن كان الاتحاد قد انحاز إلي الاستقرار فأنه كما أوضح سمير زاهر حرص علي التأكيد أن المنتخب لابد أن يشهد تغييرا في الأفراد حيث كانت كل المعايير الفنية والرؤي التي تم طرحها بعد المباراة مباشرة خلال اجتماع زاهر مع أعضاء الجهاز بالكامل أن منحني المنتخب المتراجع بشدة منذ لقاء سيراليون الأول والذي انتهي بالتعادل يجب أن يواجه بتغيرات حاسمة تفتح الباب لكي يتمكن اللاعبون الذين لا يشاركون من المساهمة في مهمة الإنقاذ المقبلة وأن المغامرة بعناصر جديدة أمر واجب الآن لأن التجارب الماضية أثبتت أن الحرص غير مفيد بدليل ضياع التعادل في الثواني الأخيرة في مباراتين متتاليتين أي أن الحرص ليس له مكان لأن التعادل في أي مباراة مقبلة يعني أن فرص التأهل باتت صفرا وتقطع طريق الاستمرار للجهاز وربما الاتحاد. ولم تكن جلسة الاتحاد تهدف فقط بقاء جهاز شحاتة وإنما كانت أيضا للبحث عن سبل لاستمرار مجلس زاهر ولذلك تم تعيين المهندس إيهاب صالح رئيس نادي جولدي أحد أقطاب المعارضة البارزين للاتحاد ليكون المدير التنفيذي خلفا لصلاح حسني الذي لم يعد يطيق البقاء في منصبة حيث تمسك بالرحيل ولم يستجب لأي محاولة من محاولات رئيس وأعضاء الاتحاد للعدول بما فيهم سمير زاهر الذي يرتبط به بعلاقة أسرية تاريخية. كانت المصادمات التي حدثت بينه وبين مجدي عبد الغني عضو المجلس إلي جانب معاناته مع العديد من الكوادر الإدارية في الاتحاد وراء الإصرار الشديد علي الرحيل. وقع اختيار الاتحاد علي صالح بدلا من صلاح من أجل الإصلاح كما أكد المدير الجديد الذي كان انتقاله من خندق المعارضة إلي صفوف مجلس إدارة الاتحاد بدعم من المعارضين الذين أتصل بهم إيهاب كما أكد ل "أخبار اليوم" ليلة الاتفاق وأنهم التقوا علي أن هناك مبادرة حُسن النوايا بين الطرفين وأن كل منهما سيختبر الأخر لفترة بهدف تحقيق الإصلاحات التي تتطلع إليها المعارضة التي كانت تعد لجلسة لأندية الصعيد يوم 6 إبريل في الأقصر لبحث سحب الثقة ولكن هذا القرار ربما يقلب الأوضاع. القرار الذي لم يكن محل بحث هو قبول استقالة المهندس محمود طاهر عضو المجلس التي تقدم بها قبل حوالي 8 شهور بعد خلافات علي بنود وإجراءات مزايدة بيع الحقوق التسويقية للاتحاد والتي شهدت جدلا كبيرا ولم يفصح الاتحاد عن نتائج التحقيق في الاستقالة المسببة وأيضا لم يعلق علي موقف المهندس محمود الشامي عضو المجلس الذي استقال هو الأخر وطالب زاهر بالرحيل فربما يظهر في خندق المعارضة قريبا.