وبينما المصري نائم بين اليقظة والنوم يفكر غاضبا في ارتفاع أسعار كل ما حوله وتقزم راتبه. تتقاذفه أنفاس الغضب وزفرات اليأس والرجاء، حتي انشق الحائط عن هالة من الضوء المبهر..أطل منها وجه جده العظيم »حورس».. ليقول له... أي بني...جئتك اليوم لما استشعرته في قلبك وروحك من ألم عظيم..وكرب شديد ألم بك! أي بني.. اعلم أنك سليل الجيش المنتصر..واعلم أن نصر جيشك في أكتوبر العظيم لم يكن محض صدفة أو ضربة حظ..لكنه كان استعادة لروح أجدادك وأسلافك العظماء..جسده أحفادهم..فأجبروا الدنيا علي أن تنحني لهم إكبار وإجلالا..فلا تهزمك الظروف ولا تتلاعب بك أكاذيب أعدائك.. وإذا تحدتك الدنيا فتذكر أن العالم يوما قد أجمع أن مصر العظيمة قد انتهت إلي غير رجعة، وأن هزيمة جيشها قد كتبت بمداد أسود.. إلا أنك أيها المصري المقاتل قد علمت الجميع درسا لاينسي ، وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر...وأربكت حسابات ثعالب الحرب يوم أن حطمت بفكرك وعزيمتك خط بارليفهم..فزلزلت الأرض تحت أقدامهم ، وحلقت نسورك في السماء تطلق عليهم طاقات من الجحيم..حتي ظنوا أن قيامتهم قد قامت وأنهم قد ألقوا في غياهب جهنم يحترقون فيها. إن كل امبراطوريات العالم وأباطرته قد فنوا جميعا وبقيت مصر كما هي، لها شعب لا يرضي بالهزيمة، ولا يقبل بمحتل، يصنع المستحيل بإرادة لا تلين، ولذا فقد حقق انتصار ملحمة أكتوبر 73، فخر المصريين علي مر تاريخهم والتي تجلت فيها روح المصري الأصيل الذي ما إن ارتدي زي الجندية، حتي تحول إلي مقاتل صلد لا يقبل بغير النصر لبلده.. واعلم أن جنود أكتوبر كانوا يوما ما شبابا مثلك يزرعون، ويمرحون، ويلعبون، طلاب علم، وفلاحون من فقراء وأغنياء هذا البلد، بسطاء في أحلامهم.. ولكن ما إن لبوا نداء الوطن حتي تحولوا الي جنود بالجيش المصري عقيدتهم إما النصر أو الشهادة. هؤلاء الفتية.. هم ثروة مصر الحقيقية. وسر قوتها التي لا تمتلكها أمة غيرها.. وهم عز مصر.. وسر بقائها إلي يوم الدين. فانهض.. وعاند الدنيا.. واقهر كارهيك.. فلايحزن من كان مثلك مصريا له درع وسيف هو.. الجيش المصري.