علي مدار ثمانية ايام كتب مهرجان الجونة السينمائي الدولي شهادة ميلاده الرسمية كمهرجان دولي له خصوصية تميزه عن باقي المهرجانات المصرية حيث استطاع المهرجان ان يشبع جمهور السينما بأفلام كبيرة فنيا وانتاجيا بعضها عرض عالمي أول والبعض الآخر حصل علي جوائز في مهرجانات السينما الكبري مثل (كان وبرلين وفنيسيا) واجتمع خلال أيامه عدد كبير من صناع السينما في العالم يتحاورون ويتناقشون من أجل صناعة السينما.. وقد اختتم المهرجان فعالياته مساء امس الجمعة وحتي صدور الطبعة الاولي من »أخبار اليوم» لم تكن الجوائز قد أعلنت والتي سننشرها في الطبعات التالية . وتميزت الدورة الاولي من المهرجان بعرض مجموعة رائعة من الافلام تعد آخر ما توصل إليه العالم في صناعة السينما لاقت استحسان الجمهور والنقاد والسينمائيين وتناول عدد كبير منها موضوعات شديدة الانسانية تناسبت مع شعار المهرجان »سينما من اجل الانسانية» ويتنافس بقوة علي جوائز المهرجان التي تبلغ قيمتها ما يقرب من اربعة ملايين جنيه مصري ابرزها فيلم »القضية 23» للمخرج اللبناني زياد دويري، العائد للسينما بعد غياب 5 سنوات وحصل فيلمه مؤخرا علي جائزة أفضل ممثل من مهرجان فينيسيا السينمائي لبطله كامل الباشا، كما تم ترشيحه لتمثيل لبنان في مسابقة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية وتدور الأحداث حول مشادة حادة تقع بين مسيحي لبناني ولاجئ فلسطيني مسلم مقيم في لبنان، تتحول إلي قضية رأي عام وتقود الرجلين إلي مواجهة في المحكمة وقد لاقي الفيلم استحسان جمهور المهرجان الذي تفاعل مع أحداثه التي تلقي بظلالها علي الواقع العربي.. كما يتنافس علي الجوائز الفيلم الفنلدي »الجانب الآخر من الأمل» للمخرج آكي كاوريسماكي، الذي حصل قبل أيام قليلة علي جائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية »فيبريسي» لأفضل فيلم هذا العام كما نجح في اقتناص جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي في دورته الماضية وتدور الأحداث في مدينة هيلينسكي، حول »خالد» لاجئ سوري خسر تقريبا كل شيء من حوله، بما في ذلك البيت والعائلة خلال انفجارات حلب. يقابل »ويكستروم»، مندوب مبيعات اشتري مطعما أخيرًا، بعد تركه زوجته مدمنة الخمر. تجمعهما علاقة صداقة مبنية علي الصدفة ومن المنتظر ان يحصل الفيلم علي جائزة »سينما من أجل الانسانية» التي يقدمها المهرجان وتبلغ قيمتها 20 الف دولار وهناك فيلم »المربع» الذي ضمن البرنامج الرسمي خارج المسابقة. وهو الفيلم الذي فاز من قبل بجائزة السعفة الذهبية في الدورة السبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، والفيلم من إخراج السويدي روبين أوستالند، وتدور الأحداث حول كريستيان أب مطلق يخصص معظم وقته لبناته، يعمل في متحف للفن المعاصر، يقدم عرض »المربع»، الذي يحث الناس علي الإيثار ويعيد إلي ذاكرته ضرورة دورهم في المشاركة المجتمعية الفعالة. تتم سرقة هاتفه المحمول ومحفظته في الشارع وتضعه ردود فعله أمام أزمة وجودية تؤثر علي حياته الشخصية وتكشف عن جبنه وفشل حياته المهنية.. وايضا للفيلم المصري »شيخ جاكسون» والذي افتتح الدورة الاولي إلي جانب مشاركته في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ويعد من أهم أفلام السينما المصرية المنتجة هذا العام،وشارك قبل الجونة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وسيعرض في مهرجان لندن السينمائي في أكتوبر المقبل، بالإضافة إلي أنه تم اختياره للمنافسة علي جائزة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وأحداث فيلم »شيخ جاكسون» تعود إلي 25 يونيو 2009، اليوم الذي أُعلن فيه نبأ وفاة المغني العالمي مايكل جاكسون وهزَّ العالم بأسره ويتصادف ان يكون هناك شيخ شاب يحمل اسم جاكسون كان مولعا بالمطرب فتتغير حياته بسبب هذه الوفاة؛ ومن الأفلام المتميزة في المهرجان جاء فيلم »مشروع فلوريدا» للمخرج شون بيكر، يتناول قصة حياة فتاة بالغة من العمر ست سنوات فقط، ومجموعة من أصدقائها، في إجازتهم الصيفية المليئة بالمغامرات، بينما يكافح البالغون من حولهم داخل عالم ديزني.. كما عرض فيلم »فيليستيه» للمخرج الفرنسي آلان جومي، الفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي، في دورته ال67. وعرض ضمن عروض البرنامج الرسمي خارج المسابقة، تدور الأحداث حول »فيليسيتيه»، امرأة حرة وفخورة تعمل كمغنية خلال المساء في حانة في كينشاسا. تنقلب حياتها رأسا علي عقب، عندما يقع ابنها صاحب الأربعة عشر عاما ضحية حادث دراجة. لكي تنقذه، تدخل في سباق بدون هوادة عبر طرقات المدينة الصاخبة حيث تلتقي رجلاً اسمه تاب.. اما فيلم »الرهيب» للمخرج الفرنسي ميشيل هازانيفيسيوس فتدور أحداثه في باريس عام 1967، حول المخرج السويسري - الفرنسي ذائع الصيت، جون لوك جودار، البالغ من العمر 86 عامًا ويركز الفيلم علي فترة من حياته، بالتحديد أثناء تصوير فيلمه »الصينية»، عندما وقع في غرام الممثلة آن ويازمسكي، التي كانت تبلغ من العمر 17 عامًا، بينما كان هو في أواخر الثلاثينات.. وأشاد النقاد والجمهور بالفيلم الاوكراني »كائن لطيف» للمخرج سيرجيي لوزنيتسا، وعرض ضمن البرنامج الرسمي خارج المسابقة،وتدور الأحداث حول امرأة تسكن وحدها في إحدي القري علي أطراف روسيا. يوما ما يصلها طرد كانت قد أرسلته إلي زوجها الحبيس وقد كتب عليه »يرد للراسل»، من أثر الصدمة تقرر أن تسافر إلي مكان السجن الذي يقع في منطقة نائية للبحث عن تفسير.. وتوافرت عناصر الجذب والمتعة في فيلم »لا فراش للورود» للمخرج مصطفي ساروفار فاروكي، والذي يعتمد علي قصة مستوحاة من فضيحة تورط فيها أحد المشاهير مع صديقة ابنته وهزت المجتمع البنجلاديشي المحافظ. دون أن يقع في فخ الأحكام الجاهزة والمفاهيم المقولبة، التي قد تحتويها القصة. يأخذنا المخرج في دروب الأسئلة الوجودية مثل؛ لماذا السعادة لا تدوم وهل الوحدة صفة إنسانية أصيلة؟..كما تنوعت موضوعات الافلام التي عرضت خلال المهرجان ولفتت انتباه الجمهور والنقاد والفنانين المتابعين منها : الفيلم اليوناني »ابن صوفيا» للمخرجة إيلينا بسيكو من خلال حكاية تمزج الواقع بالفانتازيا، حول طفل روسي يموت والده ويضطر للانتقال مع والدته إلي اليونان وهناك تنقلب حياته اما فيلم »وليلي» المغربي فيعد واحداً من أهم الأفلام العربية المعروضة خلال العام الحالي، وانفرد الجونة بعرضه الأول في المنطقة والثاني في العالم بعد مشاركته في قسم »أيام فينيسيا» بمهرجان المدينة الإيطالية ومن خلاله يحلل مخرجه فوزي بن سعيدي الصراع الطبقي في المجتمع المغربي.