من هنا التقينا مع د. رشا صالح أستاذة الأدب المقارن المساعد بجامعة حلوان، رئيس تحرير سلسلة الأدب العالمي للطفل والناشئة والمسئولة عن حماية خيال أولادنا من أفكار قد تأتي بنتائج لا يحمد عقباها من العنف والغضب والكراهية وما يهدد شبابنا في المستقبل. • في البداية سألت د. رشا صالح: كيف يتم اختيار موضوعات قصص الأطفال التي يتم ترجمتها، هل لديكم لجان من أساتذة علم النفس والاجتماع يشاركون في الاختيار؟ - سلسلة الأدب العالمي للطفل والناشئة تعني بترجمة الأدب العالمي الموجه للأطفال بلغات أجنبية، وتهتم بترجمة الحكايات الشعبية العالمية أو القصص المعاصرة. وتهدف هيئة التحرير إلي اختيار القصص التي تنمي لدي الطفل ملكة الخيال والابتكار، وترسخ المعاني الإنسانية السامية، كما تدعوه إلي تأمل الطبيعة من حوله، مما يدفعه إلي الرغبة في المزيد من المعرفة. ونحرص أيضا علي اختيار القصص التي تغرس في الطفل قيم التسامح، واحترام الآخر المختلف، والنظر بعمق إلي القيم الإيجابية المشتركة. فالترجمة تمتلك قدرة معرفية علي المستوي الثقافي والحضاري، فضلا عن أنها جسر مهم للتواصل بين الثقافات المختلفة. والطفل بطبيعته ينجذب إلي المغامرات، واكتشاف عوالم جديدة مكملة لواقعه ومساعدة علي امتداد طاقة التخيل لديه. ومن خلال هذه العوالم المشوقة التي تتحدث فيها الحيوانات والأشجار وكل مفردات الطبيعة، يستطيع أن ينمي ملكات الاكتشاف والابتكار والخيال. والسلسلة تعني أيضا بتبسيط القصص العالمية للناشئة التي يمكنها أن تسهم في تشكيل الرصيد المعرفي والفكري لديهم. كيف تساهم هذه النوعية من القصص المترجمة في زيادة انتماء الطفل لوطنه؟ تنمية الانتماء تكون عبر اختيار القصص التي ترسخ لحب البيت والجار والأسرة بطرق غير مباشرة، ومن خلال وسائل قصصية مغرية، وهذا يقدم فوائد جمة أكثر من أسلوب الوعظ المباشر، والدعوة إلي حب الوطن، وبذلك يستطيع الطفل أن يستخلص بمفرده قيما تترسخ في وجدانه وخياله. وتحاول هيئة التحرير أن تصبغ النص بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا وبما يعرف بأنماط متباينة من حياة الأمم المختلفة. فالحفاظ علي الهوية هدف مهم، والانفتاح علي الثقافات الأخري ومعرفتها هدف مهم أيضا. ما أهم الموضوعات التي تجذب طفل اليوم أمام وسائل السوشيال ميديا؟ - نحاول جذب انتباهه بكل الوسائل، بدءا من اختيار قطع الكتاب، ورسم غلاف جذاب بألوان مشرقة مبهجة، واختيار عناوين تثير التساؤلات مثل: وضحكت الأميرة، نصف كتكوت، ريكي ذو الخصلة، ماجزو. واستخدام ورق ذي جودة عالية، وتقديم موضوعات مشوقة لعوالم جذابة، يتصور الطفل نفسه فيها بطلها، ثم يأتي دور الرسم المعبر الذي نحرص حرصا شديدا أن يعبر بدقة عن مضمون القصة، ويضفي روحا تفيض حيوية علي النص. لذلك نتناقش كثيرا مع الرسامين في كل التفصيلات الخاصة باللوحات الفنية، ونحرص أن تكون الشخصيات مبتكرة، وكأن الرسم يخرج بها من إطار الكلمات إلي حيز خيال الطفل الرحب، فيجدها أمامه تكاد تكلمه، أو يجد الحيوانات تجري في أرجاء القصة. هل ستكون هناك فكرة الأقراص المدمجة لإدخال الصوت إلي الصورة مع قصص الأطفال؟ - نعم، عرضنا فكرة الأقراص المدمجة المصاحبة للكتاب علي د.هيثم الحاج علي رئيس الهيئة، ورحب بها، وسوف نقوم بذلك مستقبلا إن شاء الله. هل ترجمة القصص والحكايات مقصورة علي الأدب الروسي فقط وهو الأكثر تداولا بين قصص الأطفال حاليا أم لديك خطة أكثر اتساعا للترجمة من لغات أخري؟ - نبحث دائما عن اللغات التي لم يتم الترجمة منها، ونحرص علي أن يكون هناك تنوع وتوازن بين الإصدارات، فلا تطغي لغة علي أخري، وسوف تصدر قريبا عن السلسلة قصتان، إحداهما من الأدب الياباني، والأخري من الأدب الأفريقي، واللغة السواحلية. وهي من اللغات الجديدة في السلسلة. من المعروف أن أسعار كتب الأطفال غالية الثمن.. هل لديكم نية في بيع هذه الكتب بأسعار زهيدة تناسب كل الأطفال؟ - الهيئة المصرية العامة للكتاب تقدم أسعارا زهيدة مقارنة بكتب الأطفال المترجمة في دور النشر الأخري، وهي مناسبة وفي متناول الجميع، وتتراوح ما بين 8 إلي 12 جنيها، وتتميز بجودة الطباعة وجمال الإخراج وجودة الورق. هل لديكم خطة مستقبلية للوصول بالكتاب المترجم إلي مكتبات المدارس الحكومية في كل المحافظات؟ - تمتلك الهيئة 27 منفذا بكافة محافظات الجمهورية، كما أنها تقيم معارض للكتاب بالأقاليم، فضلا عن مشاركاتها في معارض الكتاب بالدول العربية والأجنبية، ونتمني أن يتم التنسيق مع المكتبات المدرسية، والقرار في أيدي المسئولين في وزارة التربية والتعليم.