منذ سنوات طفولته حاول نزار قباني رسم بلاد تسمي مجازا بلاد العرب.. سريره فيها ثابت.. ورأسه فيها ثابت.. لكي يعرف الفرق بين البلاد وبين السفن.. ولكنهم أخذوا منه علبة الرسم.. ولم يسمحوا له بتصوير وجه الوطن. وحين أفاق اكتشف هشاشة حلمه.. فلا قمر في سماء أريحا.. ولا سمك في مياه الفرات.. ولا قهوة في عدن. حاول نزار أن يمسك بشعره ما هو مستحيل فكتب في شتاء عام 1994 قصيدته الشهيرة » متي يعلنون وفاة العرب ؟ » التي أكدت بما يحدث الآن في سوريا والعراق وليبيا والصومال وغيرها صدق نبوءته الصادمة: » أنا منذ خمسين عاما أراقب حال العرب.. وهم يرعدون ولا يمطرون.. وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون.. وهم يعلكون جلود البلاغة علكا.. ولا يهضمون ».. » أيا وطني جعلوك مسلسل رعب.. نتابع أحداثه في المساء.. فكيف نراك إذا ما قطعوا الكهرباء؟ » » رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم ولكني ما رأيت العرب ». »إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب.. ففي أي مقبرة يدفنون ؟.. ومن سوف يبكي عليهم ؟.. وليس لهم بنات.. وليس لهم بنون.. وليس هناك حزن.. وليس هناك من يحزنون». وقد منعت القصيدة في غالبية الدول العربية لكنني نشرتها في روز اليوسف وكنت وقتها مسئولا عن تحريرها فبعث نزار إليّ برسالة من لندن عبر الفاكس قائلا: » شكرا من القلب علي احتضانكم لقصيدتي الأخيرة » متي يعلنون وفاة العرب ؟ ». » لم يفاجئني موقفكم الطليعي والكبير والشجاع فهذا جزء من تراث » روز اليوسف » ومن تاريخها العريق إلي جانب الفكر الحر والكلمات التي لا تساوم ». » عندما تقف معي » روز اليوسف » فهذا يعني أن الدنيا كلها وقفت معي وأن الحرية معي.. وأن الله معي ». منذ ذلك الوقت قويت علاقتي به وجلست إليه كثيرا في القاهرة حين كان يأتي إليها زائرا ومتحدثا أو في لندن (35 سسلون ستريت نورث كبان) حيث اختار العيش هناك بعد أن أخرجته الحرب الأهلية في لبنان من بيروت. وفي فترات التباعد كانت رسائل الفاكس تقوم بالوصل والتقارب. ذات يوم شديد البرودة كنت أتناول العشاء معه في فندق كلاريدج الفندق المفضل للعائلة البريطانية المالكة في لندن عندما وضع أمامي ملفا سمينا تكاد قصاصات الصحف تنزلق منه.. أكثر من عشرين مقالة تهاجمه بضراروة.. نشرت في وقت واحد.. وكأنها حملة مدبرة ضده. أما السبب فكان » غيرة » تاجر سلاح لبناني اعترفت له عشيقته بأنها لا تحب ولا تتمني رجلا في الدنيا كلها سوي نزار قباني فهو الوحيد في رأيها القادر علي إخراج ما في انوثتها من ثمار. ودفع الرجل من سوء ماله لكتاب لا يفرقون بين الصحافة والصرافة للطعن في نزار والتشهير به والسخرية منه حتي تكرهه المرأة. لكن نزار لم يرد علي تاجر السلاح وإنما رد علي الكتاب الذين قبضوا منه وخرجت أبيات شعره لتحاكم من اسماهم بأشباه المثقفين الذين نراهم في الندوات وينشرون في الصحف المقالات ويؤيدون أعداء الحرية في الانتخابات: »إنهم يريدون أن يفتحوا العالم.. وهم عاجزون عن فتح كتاب.. ويريدون أن يخوضوا البحر.. وهم يتزحلقون بقطرة ماء.. ويبشرون بثورة ثقافية تحرق الأخضر واليابس.. وثقافتهم لا تتجاوز باب المقهي الذي يجلسون فيه.. وعناوين الكتب المترجمة التي سمعوا عنها.. ثقافتنا فقاقيع من الصابون والوحل.. فمازالت بداخلنا رواسب من أبي جهل ». وغالبا ما يركب المهاجمون جيادا من خشب يصفونه وهم ثابتون عليها لا يتحركون بأنه شاعر النهود والحلمات: »يقول عني الأغبياء.. إنني دخلت مقاصير النساء.. وما خرجت.. ويطالبون بنصب مشنقتي.. لأنني عن شئون حبيبتي شعرا كتبت.. أنا لم أتاجر مثل غيري بالحشيش.. ولا قتلت.. ولا سرقت ». لم ينصف نزار المرأة إلا بعد أن انتحرت شقيقته الكبري من أمه » وصال» بعد أن أجبرها أبوها علي الزواج من رجل لا تحبه.. وقيل إنها توفيت بمرض القلب.. لكن الكاتبة اللبنانية كوليت خوري كشفت الحقيقة فكتب نزار: »صورة أختي وهي تموت من أجل الحب محفورة في لحمي كانت ميتتها أجمل من رابعة العدوية ».. ويسأل وهو يعرف الإجابة: » هل كان موت أختي في سبيل الحب أحد العوامل النفسية التي جعلتني أنفر لشعر الحب بكل طاقتي ؟ ». ظل المشهد يطارده ويؤرقه ويحيره حتي أخرجه من لحمه في أولي قصائده التي كتبها وعمره 16 سنة أثناء رحلة بالبحر إلي إيطاليا وكان ذلك في 15 أغسطس 1939.. وهو تاريخ ميلاده الشعري الذي يحتفل به كل عام. أما ديوانه الأول الذي نشره في عام 1944 » قالت لي السمراء » فلم يمر بخير فقد هاجمه شيخ يسمي علي الطنطاوي في مجلة » الرسالة » المصرية وصف الديوان بعلبة شيكولاتة » تحتوي علي ما يكون وصفه بين الفاسق والقارح والبغي المتمرسة الوقحة وصفا واقعيا لا خيال فيه لأن صاحبه ليس بالأديب الواسع الخيال بل هو مدلل غني عزيز علي أبويه ». ولكن.. الناقد الكبير أنور المعداوي كتب في المجلة نفسها مقالا يبشر بشاعر جديد.. يغير وجه الشعر.. ويحوله إلي خبز يومي يتناوله الناس.. وقدمت تلك المقالة نزار إلي مصر فتضاعفت جماهيريته في شهور قليلة. وفي عام 1956 نشر نزار قصيدة » خبز وحشيش وقمر » هاجم فيها الخرافة المتسترة بالدين: » في بلادي يحيا الناس من دون عيون.. حيث يبكي الساذجون.. ويصلون.. ويزنون.. ويحيون اتكالا ». وهاجمه السلفيون بكل ما يملكون من قوة وسخروا المنابر للنيل منه مطالبين برجمه بعد أن وصموه بالكفر.. وانتقل الهجوم إلي البرلمان حيث طالب الأعضاء بسجنه لخروجه عن التقاليد بعد طرده من منصبه في السلك الدبلوماسي ». وفيما بعد كتب نزار شارحا موقفه من الدين قائلا: » هل تسمحون لي أن أكلم صغيرتي أن الدين هو أخلاق وأدب وتهذيب وأمانة وصدق قبل أن أعلمها بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل ؟ ». وجاءت هزيمة يونيو 1967 لتغير مجري كلماته.. وتحوله علي حد قوله من » شاعر الحنين إلي شاعر يكتب بالسكين ». قدم نزار في قصيدة » هوامش علي دفتر النكسة » تفسيرا لما حدث: » أنعي لكم يا أصدقائي اللغة القديمة.. كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة.. ومفردات العهر والهجاء والشتيمة.. أنعي لكم.. نهاية الفكر الذي قاد إلي الهزيمة ». »إذا خسرنا الحرب فلا غرابة لأننا ندخلها بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة والعنتريات التي ما قتلت ذبابة ». »ما دخل اليهود من حدودنا وإنما تسللوا مثل النمل من عيوبنا ». ونسخنا القصيدة بأيدينا ووزعناها سرا ونحن طلبة في الجامعة.. فقد رصدت أسباب الهزيمة وحددتها في الثرثرة والارتجال وسوء اختيار القيادات وضعف الحريات. وفيما بعد قدر لي الاطلاع علي محاضر اجتماعات جمال عبد الناصر السرية مع زعماء عرب بعد أسابيع قليلة من الهزيمة ووجدته يضع يده علي نفس أسباب الهزيمة التي سبقه إليها نزار قباني.. فقد تحدث عبد الناصر عن » تبجحنا » في الكلام بلا فعل بلا فعل بجانب اختيار القيادات حسب التقارير الأمنية ولو كانت بلا خبرات أو كفاءات. واعتبر عبدالناصر أن غياب النقد في الصحف ضاعف من الأخطاء وضخمها حتي تجاوزت حدود الخطايا وهو ما سبقه إليه نزار حين قال: »يا سيدي السلطان ما قيمة شعب ليس له لسان»؟!. وبالطبع منعت القصيدة من النشر في مصر وطاردت المباحث كل من يحملها بل أكثر من ذلك منع وزير الإعلام إذاعة الأغاني التي ألفها نزار. وكتب نزار خطابا إلي عبد الناصر يشكو مما فعلوا به وتولي توصيل الرسالة الناقد الشهير رجاء النقاش فأمر عبد الناصر برفع الحظر عن أعماله قائلا: » إنه توجع من الهزيمة مثلما توجعنا جميعا فلا تعاقبوه علي مشاعره ». وما إن رحل عبد الناصر حتي كتب فيه نزار أربع قصائد: »زمانك بستان وعطرك أخضر.. وذكراك عصفور في القلب ينقر.. ملأنا الأقداح يا من بحبه.. سكرنا كما الصوفي بالله يسكر.. دخلت علي تاريخنا ذات ليلة.. فرائحة التاريخ مسك وعنبر.. وكنت فكانت في الحقول سنابل.. وكانت عصافير وكانت صنوبر.. وأمطرتنا حبا.. ولازلت تمطر ». »كرسيك المهجور.. في منشية البكري.. يبكي فارس الأحلام.. وساعة الجدار في ذهولها ضيعت الأيام ». »تركناك في شمس سيناء وحدك.. تكلم ربك في الطور وحدك.. وتعري.. وتشقي.. وتعطش وحدك.. ونحن هنا نجلس القرفصاء.. ونحشو عقول الجماهير تبنا وقشا ». قتلناك يا آخر الأنبياء.. وليس بغريب علينا قتل الصحابة والأولياء.. فكم من رسول قتلنا.. وكم من إمام ذبحناه وهو يصلي صلاة العشاء ». وكثيرا ما وجدت نزار يطلب مني أن القاه في لندن حتي يسمع رأيي فيما يجري من حولنا في العالم العربي قائلا: » إن الصدق في السياسة فضيلة لا يتمتع بها غالبية الكتاب ». وكثيرا ما بدأ الشجن بالسياسة ليصل إلي جراحه الدامية التي لم تتوقف عن النزييف بعد أن فقد أغلي الناس عنده. لقد جرب وجيعة كل اصناف الأحزان.. بعد أخته كان ابنه توفيق.. وبعد أبنه كانت زوجته بلقيس. مات توفيق في أغسطس 1973 وعمره 23 سنة وهو طالب في كلية طب قصر العيني: »مكسورة كجفون أبيك هي الكلمات.. ومقصوصة كجناح أبيك هي المفردات.. فكيف يغني المغني.. وقد ملأ الدمع كل الدواة.. وماذا سأكتب يا بني.. وموتك ألغي جميع اللغات ؟ ». »كان كيوسف حسنا.. وكنت أخاف عليه من الذئب.. كنت أخاف علي شعره الذهبي الطويل.. وأمس أتوا يحملون قميص حبيبي وقد صبغته دماء الأصيل ». »لو كان للموت طفل.. لأدرك ما هو موت البنين.. لو كان للموت عقل.. سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين.. ولو كان للموت قلب.. لتردد في ذبح أولادنا الطيبين ». »أتوفيق.. إني جبان أمام رثائك.. فارحم أباك ». أما بلقيس الراوي زوجته الثانية بعد زهرة فقد قتلت يوم 15 ديسمبر 1981 في تفجير السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل هناك: »شكرا لكم.. فحبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم.. أن تشربوا كأسا علي قبر الشهيدة.. وقصيدتي اغتيلت.. وهل من أمة في الأرض تغتال قصيدة.. إلا نحن.. نغتال قصيدة ». »ها نحن يا بلقيس ندخل مرة أخري العصور الجاهلية.. ها نحن ندخل في التوحش.. والتخلف والبشاعة والوضاعة.. ها نحن ندخل مرة أخري العصور البربرية ». ولثقل الأحزان في القلب يجد نزار نفسه كثيرا ما يبكي مثل الأطفال بلا سبب ويسأم من عينيه بلا سبب ويتعب من كلماته بلا سبب بل ويتعب من نفسه بلا سبب. لكن.. كل هذا الألم لم يمنعه من أن يسعد الناس بقصائده العاطفية.. فالحب هو معلم الحضارة البشرية الذي يهذبها ويربيها ويخفف من قسوتها ويقلل من نزف دمها: »فوضاك رائعة.. فظلي هكذا.. فأنا أحبك في غموضك.. في وضوحك.. في ظهورك.. في اختفائك.. في تجليك الجليل.. وفي حضارتك الفريدة ». »أكرر للمرة الألف إني أحبك.. كيف تريدنني أن أفسر ما لا يفسر.. وكيف تريدنني أن اقيس مساحة حزني.. وحزني كالطفل يزداد في كل يوم جمالا ويكبر.. دعيني أقول لك بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين.. أحبك أنت.. دعيني أفتش عن مفردات تكون بحجم حنيني إليك.. وعن كلمات تغطي مساحة نهديك.. بالماء والعشب والياسمين.. دعيني أفكر عنك.. وأشتاق عنك.. وأبكي وأضحك عنك.. والغي المسافة بين الخيال واليقين ». »أنا ألف أحبك.. فابتعدي عني.. عن ناري ودخاني.. فأنا لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني». ولابد أن كل الحب الذي عبر عنه أصاب قلبه بالوجع فدخل المستشفي أكثر من مرة.. آخرها يوم 25 إبريل 1998 وعندما اتصلت به تليفونيا لم تستغرق المكالمة أكثر من نصف دقيقة اتفقنا خلالها أن نلتقي في دمشق التي قرر العودة إليها بعد أن أحس بقدرة الشاعر علي التنبؤ بأن ساعة الرحيل قد دنت وآن للجسد المنهك أن يعود للأرض التي نبت فيها. كانت دمشقالمدينة التي حرضته ورسمته وكتبته شعرا وزرعت في كلماته قمحا وعسلا.. واختارت لون عينيه.. وطول قامته.. ولون عينيه.. لكنها.. عندما أمست أسيرة للقهر والتنصت والكلاب البوليسية تفجر حضنها الدافئ شوكا.. فخرج منها.. ليجد لشعره وطنا متسامحا في بيروت. »لم تعد كل ألف رسمتها علي الورق هي مئذنة شامية.. أو كل حاء هي حمامة بيضاء في صحن الجامع الأموي.. وإن ظلت كل ميم هي امرأة دمشقية.. وما أكثر الميمات في دواوين شعري ». لكن شوقه إلي دمشق هذه المرة شرقة الموت منه في ثانية.. فلم يعد إليها عاشقا متلهفا علي متن طائرة قادمة من لندن وإنما رقد جثة ساكنة في بطنها.. لم يخرج علي قدميه من قاعة كبار الزوار وإنما خرج علي ظهره في تابوت من إحدي بوابات منطقة البضائع. وتوقعت أن تكون في إستقباله جموع غفيرة من البشر الذين أسعدهم وعبر عنهم لكن الصدمة التي تلقيتها كانت شديدة غير متوقعة.. فلم يكن هناك سوي نفر قليل من أقاربه بجانب وزير الدفاع وقتها مصطفي طلاس الذي همس لي ساعتها: » يا ليته أوصي بدفنه في القاهرة لكان قد نال وداعا يستحقه مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ». فهمت لم رفض شيوخ لندن الصلاة عليه فهم متشددون متشنجون يكرهون صورتهم في المرآة لكني لم أفهم سر الجحود الذي استقبل به في بلاده قبل دفنه في منطقة » باب الصغير » وبحثت عن إجابة عند مصطفي طلاس لكنني لم أجد سوي دمعة متجمدة في عينيه تخشي النطق بالتفسير أو التبرير. لكن.. في منطقة » باب توما » حيث تحولت كثير من البيوت القديمة إلي مقاه مفتوحة عرفت السر من صحفي وكاتب دراما أعتذر عن ذكر اسمه حماية له. قال: » السر فيما جري لنزار هو أنه سني المذهب وليس علويا مثل العائلة السورية الحاكمة ». إن المذهب الديني في سوريا هو الذي يحدد نوع الوظيفة التي يشغلها المواطن والمستوي الطبقي الذي ينتمي إليه ونوعية العائلة التي يتزوج منها وطقوس وداعه إلي مثواه الأخير. لقد أجل النظام السوري دفن الكاتب المسرحي المبدع سعد الله ونوس أكثر من أسبوع حتي يرتب احتفالا يليق به لأنه كان علويا مثل بشار الأسد وأتصور أنه لم يكن ليقبل التفرقة في الموت بينه وبين نزار قباني فقد كان كاتبا متفتحا موهوبا يقيم البشر بما قدموا من أعمال لا بما ولدوا به من ديانات. إن ونوس في مسرحيته » الفيل يا ملك الزمان » وفي مسرحيته » الملك هو الملك » قدم رؤية تقدمية للحرية ومعارضة الفاشية ورفض العنف والتعصب لكن السلطة الحاكمة بما فعلت حرمته بعد موته مما انحاز إليه في حياته وأعماله. والمؤكد أن تلك السلطة تدفع الثمن غاليا منذ اشتعلت الحرب الأهلية في سوريا.. ملايين من شعبها قتل وطرد وانتشر لاجئا يبحث عن وطن بديل. وكانت إشارة المقاومة التي لم تنتبه إليها خروج الملايين من أهالي دمشق لوداع نزار قباني إلي مثواه الأخير في تحد جريء للحكم البوليسي. لقد اثمرت دعوة الحرية التي تبناها الشاعر الكبير فانتقل إلي ربه راضيا مرضيا.