حسنا فعل المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتعيين د. سامي الشريف رئيسا لاتحاد الاذاعة والتليفزيون بعد ان اصبح مقعد رئاسة الاتحاد شاغرا عقب اقصاء اسامة الشيخ عن منصبه وخضوعه للتحقيقات امام نيابة الأموال العامة وهو ما تم اتخاذه مع أنس الفقي وزير الإعلام أيضا وبالتالي لم تعد هناك سلطة عليا تدير دفة الامور داخل هذا الكيان الاعلامي المهم مما ترتب عليه انتشار حالة من الفوضي تمثلت في بعض المطالب الفئوية للعاملين في العديد من قطاعات مبني ماسبيرو العريق. .. واتصور ان هناك مجموعة من الملفات العاجلة ينبغي ان يقوم د. سامي الشريف بدراستها واتخاذ ما يراه مناسبا لحلها حتي تستقر الاوضاع داخل كل قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعدما شهده من القرارات العشوائية الاخيرة التي اصدرها المهندس الشيخ قبل سقوطه في ايدي الاجهزة الامنية. ولعل من أهم تلك الملفات العاجلة لائحة الاجور الموحدة للعاملين داخل منظومة اتحاد الاذاعة والتليفزيون فمن غير المعقول هذا التفاوت المخيف بين المرتبات علي جميع المستويات سواء في الإدارة العليا او حتي بين العاملين في الوظائف الأقل مما خلق نوعا من الاحتقان بين ابناء الاسرة الواحدة فمثلا من يعمل في التليفزيون كمذيع هواء او مقدم برامج يخضع للوائح مالية تختلف تماما عن تلك التي يخضع لها العاملون في البرامج الإذاعية سواء في تقديم البرامج او في التنفيذ علي الهواء. وقد فوجيء ابناء الإذاعة الغلابة قبل سقوط امبراطورية الشيخ في ماسبيرو بإصداره عدة قرارات غريبة وغير مدروسة تمس اوضاعهم المالية وتزلزل كيانهم الاجتماعي مما أصابهم بالغضب الشديد والقلق علي مستقبلهم وهو الامر الذي ينبغي تداركه بسرعة حتي لا يؤثر علي سير العمل في هذا المرفق الإعلامي الخطير. وعلي الجانب الاخر احدثت قرارات الشيخ العشوائية العديد من الزوابع الاخري في قطاعي الاذاعة والتليفزيون حيث افتي له مستشارو السوء بعدم جواز الجمع بين تقديم البرامج امام الميكرفون والشاشة وتولي المناصب الإدارية العليا وكأن المبدع لا يحق له ممارسة عمله اذا ما تولي منصبا رفيعا داخل دولاب العمل الإداري بعد سنوات طويلة من الخبرة او اذا ما كان متمتعا بموهبة تؤهله للجمع بين العمل الإعلامي والإداري وتلك سقطة لابد من تداركها بسرعة بالبحث عن حلول جذرية في لائحة الاجور تحدد السقف المالي لمن يزاول عملا إداريا ويقوم في نفس الوقت بتقديم اعمال ابداعية. وهناك ملفات اخري عاجلة داخل قطاع الاخبار ينبغي ان يتم الاسراع بفتحها تتعلق ايضا بأجور العاملين الإداريين والمذيعين ومقدمي البرامج فهم يتحملون ضغوطا هائلة ويقومون بأعمال مرهقة لا تتناسب ابدا مع ما يتقاضونه من مرتبات وبدلات وأري ضرورة تحسين اوضاعهم المالية مرورا ايضا بالفنيين من المصورين والمخرجين حتي اصغر عامل داخل هذا القطاع المهم والخطير فهم جميعا يستحقون التقدير والاحترام. ومن ناحية اخري ارجو من د. سامي الشريف ان يفتح ملف أجور نجوم الدراما ويضع حدا حاسما لهذا الانفلات المخيف الذي دمر صناعة الفيديو في مصر وترتب عليه اوضاع مؤسفة وفتح عدة ابواب خفية للفساد وخلق مراكز قوي باتت تتحكم فيما تعرضه اولا تعرضه شاشة الانتاج الدرامي خاصة في شهر رمضان تحت اصطلاح ما يسمي بكله حصري علي شاشة التليفزيون المصري وهناك كلام كثير في هذه الجزئية المؤلمة ارجو ان يأتي الوقت المناسب لنتحدث عنها تفصيلا بعد اجتيازنا للظروف التي يمر بها مجتمعنا الآن بعد ثورة 52 يناير المجيدة التي أعادت إلينا الأمل في حياة مستقرة ومحترمة يجد فيها الشرفاء مكانا لائقا بهم وداخل مبني ماسبيرو قطاع كبير من هؤلاء الشرفاء علي جميع المستويات الإدارية والفنية العليا حاولوا أن يتصدوا لأباطرة الفساد قبل سقوطهم ولكنهم لم يجدوا من يساندونهم حتي من الاجهزة الرقابية التي تحمل البعض منها فوق طاقة البشر لمحاصرة ومطاردة رؤوس المافيا التي تلاعبت بأموال اتحاد الإذاعة والتليفزيون وارتدت ملابس الملائكة وأولياء الله الصالحين! وقبل أن انهي سطوري هذه ارجو من د. سامي الشريف أن يسارع بدراسة ملف انشاء شركة راديو وتليفزيون النيل تلك البدعة التي اخترعها من كان بيدهم أمور الاعلام المصري طوال السنوات الخمس الماضية حيث راحوا يخترعون مسميات غريبة لتفكيك بنية الاعلام المصري فنحن لا ندري لماذا تم إنشاء مثل هذه الشركة وما هو الدور المنوط بها وما هو الفرق بينها وبين راديو القاهرة العريق بشبكاته المختلفة وشاشة تليفزيوننا الوطني بقنواته الأرضية والفضائية الذي كان رائدا في منطقتنا العربية؟ انها فزورة تحتاج لمن يكشف لنا أسرارها بنزاهة وشفافية صادقة تضع النقط فوق كل الحروف. ومايزال للحديث بقية في الأسابيع المقبلة ان شاء الله مع الملفات العاجلة التي ارجو ان تنال عناية د. سامي الشريف الذي اعلم عنه ما يتمتع به من تاريخ وكفاءة مشهود بها في كل ما اسند إليه من مهام اعلامية واكاديمية وجامعية في مجال الاعلام في مجالاته المختلفة المرئية والسموعة والمقروءة وخالص تمنياتي للصديق العزيز والاعلامي القدير بالنجاح في تحمل مهام مسئولياته الجديدة .