السيسي: إفريقيا في صدارة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية ونحرص علي دعم دولها أمن وتنمية إفريقيا وتعميق التبادل الاقتصادي في مقدمة الأولويات -الرئيس السيسي ومنذ اللحظة الاولي كان قراره ضرورة تصحيح المسار الذي فقدته مصر بسبب تجاهل امتد لعقود للتواجد في افريقيا حيث يري مستقبل مصر من قارتها الغنية بالموارد من خلال توطيد العلاقات بين دولها وتعطي الزيارات المتتالية من جانب السيسي رسالة طمأنينة بأن مصر عادت لهم وجزء منهم وتحمل علي اكتافها تطور البنية التحتية في إفريقيا وأن مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو تسعي بشتي الطرق لاستعادة علاقاتها التاريخية بالقارة الإفريقية في محاولة لإعادة ترتيب أولويات سياستها الخارجية بعد أن فقدت الكثيرمنه نتيجة تراجع دورها في القارة خلال العقود الأخيرة الأمر الذي صب في مصلحة المتربصين بأمنها القومي وأوسع لهم الساحة لاختراق القارة السوداء وتوجيهها ضد المصالح الحيوية والاستراتيجية لمصر.. ويحرص الرئيس السيسي منذ اليوم الاول لتولي المسئولية علي وضع العلاقات مع الدول الإفريقية علي رأس اجندة السياسة الخارجية المصرية وخلال السنوات الثلاث الماضية حضر الرئيس جميع القمم الإفريقية وزار العديد من الدول الإفريقية واستقبل الكثير من قادة القارة وشهدت العلاقات المصرية الإفريقية تطورًا كبيرا بعد غياب امتد لعشرات السنين بسبب تجاهل الرئيس الأسبق حسني مبارك للعلاقات بين القاهرة والقارة السمراء في أعقاب تعرضه لمحاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في منتصف تسعينيات القرن الماضي الرئيس السيسي يهدف من زياراته المتكررة الي الدول الافريقية الي تعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التصدي لها فضلًا عن استعراض رؤية مصر تجاه التطورات في المنطقة وسبل التعامل مع الأزمات القائمة وبحث تعزيز التعاون مع دول القارة بجانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وبحث التحديات التي تواجه المنطقة والقارة الإفريقية.. بالاضافة الي بحث سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المستمرة من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المتشددة وتأكيد أن مكافحة الإرهاب يجب الا تعتمد فقط علي المحاور الأمنية والعسكرية ولكن تشمل أيضًا الأبعاد الفكرية والدينية. زيارة تأخرت نصف قرن الرئيس بدأ جولته الافريقية من العاصمة التنزانية دار السلام يوم الاثنين الماضي وامتدت يومين وكانت اخر زيارة لرئيس مصري لدار السلام عام 1968 اي منذ نصف قرن والتقي الرئيس فور وصوله قمة مع نظيره التنزاني جون ماجوفولي اعقبها جلسة مباحثات موسعة. وأكد الرئيس السيسي أن العلاقات بين مصر وتنزانيا كانت دوماً نموذجاً للتعاون البناء والمثمر بين دولتين شقيقتين يربطهما نهر النيل الخالد وتاريخ طويل من الكفاح بقيادة رموز تاريخية مثل الزعيمَيْن الراحلَيْن جمال عبد الناصر وجوليوس نيريري الذين سعوا إلي تحقيق الوحدة الافريقية والدفاع عن قضايا قارتنا في مختلف المحافل الدولية. وقال السيسي إن مصر وتنزانيا ينظران نحو المستقبل بثقة وتفاؤل لتلبية تطلعات شعبيهما نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وفي هذا الإطار نولي اهتماماً خاصاً لتعزيز حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين وشدد الرئيس أهمية اتخاذ جميع الإجراءات والخطوات اللازمة لتيسير وتشجيع زيادة التبادل التجاري بين البلدين والمشروعات المشتركة في القطاعات الاقتصادية المختلفة خاصة في مجالات الزراعة والصناعات الدوائية والطاقة والثروة المعدنية.. وأشاد الرئيس التنزاني بمستوي العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا مؤكداً حرص بلاده تعزيز هذه العلاقات وتطويرها خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات في الدولتين. أكد الرئيس التنزاني تفهم بلاده الكامل لأهمية نهر النيل بالنسبة لمصر كونه يمثل المصدر الأساسي للمياه في مصر وأعرب الرئيس التنزاني عن ثقته في قدرة دول حوض النيل علي التوصل لتوافق يرضي جميع الأطراف. الزيارة الثانية في عام وكانت العاصمة الرواندية كيجالي هي المحطة الثانية في جولة الرئيس الافريقية ووصلها ظهر الثلاثاء الماضي في ثاني زيارة للرئيس لكيجالي في عام واحد بعد الاستقبال الرسمي عقد الرئيس جلسة مباحثات ثنائية مع بول كاجامي رئيس رواندا أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.. وكشف السيسي أن قمة دول حوض النيل الأولي التي عقدت مؤخراً بعنتيبي تشكل البداية لحوار بناء وفعال بين قادة دول حوض النيل من أجل تحقيق المصالح المشتركة وأن مصر تدعم بشكل كامل جهود أشقائها في دول الحوض لتحقيق التنمية الشاملة للجميع مع الحفاظ علي مصالح الشعب المصري الذي يعتمد بشكل أساسي علي نهر النيل لتوفير المياه. ومن جانبه أكد الرئيس الرواندي أن دور مصر في القارة الإفريقية مهم للغاية وغياب القاهرة عن مسئولياتها تجاه القارة ودولها يؤثر علي طبيعة العمل الإفريقي وشدد علي وجود مسئولية مشتركة بين دول حوض النيل في الحفاظ علي مياه النيل التي تمثل شريان الحياة لملايين المواطنين الذين يعتمدون عليها كمصدر أساسي للحياة.. واتفق الرئيسان علي تفعيل اللجنة المشتركة بين مصر ورواندا وعقد اجتماعاتها في القريب للعمل علي تطوير مجالات التعاون المشترك ودفع جهود تحقيق التنمية الشاملة في البلدين أول زيارة لرئيس مصري وكانت المحطة الثالثة للرئيس هي العاصمة الجابونية ليبرفيل في مستهل زيارته للجابون والتي تعتبر أول زيارة لرئيس مصري.. وبدأ الرئيس زيارته بعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجابوني أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.. وتم خلال المباحثات الاتفاق علي تفعيل التعاون الأمني والعسكري بين البلدين وتنسيق جهودهما في مواجهة الإرهاب وما يمثله من مخاطر علي أمن واستقرار مختلف دول القارة الإفريقية والعالم. تشاد المحطة الرابعة واختتم الرئيس جولته الإفريقية بزيارة تشاد ولقاء قمة مع الرئيس التشادي إدريس ديبي وتعد العلاقات بين مصر وتشاد علاقات قديمة بحكم ما يجمع البلدين من عوامل مشتركة، وبحكم عضوية البلدين في عديد من المنظمات الدولية، والإقليمية، ومنها الاتحاد الإفريقي، وتجمع الساحل والصحراء، ومنظمة التعاون الإسلامي والنيباد، إضافة إلي تعدد مجالات التعاون في عديد من الملفات، ومنها الملف الليبي بحكم الجوار الجغرافي، واشتراك البلدين في آلية دول الجوار الليبي ومواجهة الإرهاب.. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التشادي ديبي إتنو، رغبتهما بأن تشترك كل الاطراف الليبية لتحقيق السلام في ليبيا، كما اشاد الرئيس السيسي بالتزام رئيس تشاد لصالح السلام والآمن في منطقة الساحل.. وأشاد رئيس تشاد خلال المباحثات بالعمل القيادي للرئيس عبد الفتاح السيسي علي حل الأزمات في افريقيا والشرق الاوسط وحث الزعيمان الاممالمتحدة ببذل المزيد من الجهد للحد من التوترات.. اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره التشادي إدريس ديبي إتنو علي إعادة تنشيط اللجنة المشتركة للتعاون قريبا وذلك خلال المباحثات بين الطرفين في قصر الرئاسة بالعاصمة انجامينا كما آدان الزعيمان الاعمال الإرهابية التي ارتكبت في بعض البلدان الإفريقية.