فكرت ماذا اكتب؟ اردت ان ابتعد عن الحزن، وعن الدموع التي ملأت العيون طوال الاسبوع الماضي بسبب الارهاب. حاولت أن أتناسي ما يحيط بنا من مشكلات سياسية واقتصادية. تلفت حولي وتساءلت أين الرجال الكبار في بلادي.. مثل مصطفي الرافعي، وتوفيق الحكيم، وطه حسين والعقاد واحمد امين وسلامة موسي؟ هل نعيش عصراً مختلفاً.. خال من العباقرة؟! إسترجعت جملة توفيق الحكيم الشهيرة بمناسبة حصول لاعبي كرة القدم علي ملايين الجنيهات عندما قال: "انتهي عصر القلم وبدأ عصر القدم. فاللاعب يأخذ في سنة ما لم ياخذه كل أدباء مصر من أيام أخناتون!" تمر هذه الايام الذكري الثلاثون لرحيل توفيق الحكيم رائد من رواد الرواية والكتابة العربية، الذي أثّر فكره علي أجيال متعاقبة من الادباء. قليل من مسرحياته - رغم إنتاجه الادبي الغزير - أمكن تمثيلها علي المسرح، لان معظمها رموز، ليكتشفها القارئ من خلال نقد واع وعميق للمجتمع المصري في ذلك الوقت! كان توفيق الحكيم عالما بأسره. كان أصدقاؤه قليلين والمعجبون بأدبه كثيرين. كان بخيلا في العلن وكريما في السر. هذا ما قاله عنه صديقه مصطفي أمين (صاحب دارأخبار اليوم) والذي عرفه في الثلاثينيات من القرن الماضي . كان يكتب مجانا في اخبار اليوم في البداية. ثم أصبح يتقاضي جنيهين عن المقال.. إلي أن أصبح يتقاضي أربعمائة جنيه عن كتابة القصة.. ولم يطلب زيادة مرتبه أبدا. توفيق الحكيم كان أسطورة!