ذات يوم حلمت دجاجة بالطيران، في رواية كورية للروائية الأكثر شهرة »صن -مي هوانغ» تحكي فيها قصة دجاجة تدعي إبساك، لم يعد يرضيها أن تضع بيضها الذي يؤخذ ليباع في الأسواق، كانت تحلم بمستقبلها كل صباح وهي تتأمل الحظيرة التي تسرح فيها الحيوانات الأخري بكل حرية، لذا وضعت إبساك خطة للهروب إلي البرية لتفقيس واحدة من تلك البيض الذي تضعه كل يوم ثم يذهب بعيدا عنها. تنجح إبساك في الهروب من قفص الدجاج وتبدأ بالبحث عن حلمها وهو أن يكون لها فرخ صغير تقوم بتربيته والاحتفاظ به، وفي طريق البحث عن حلمها العاثر تعثر إبساك علي بيضة ضالة، ترقد عليها وتنتظر كي تفقس. لكن سرعان ما تدرك أن هذه البيضة تنتمي إلي بطة برية، وليس إلي دجاجة. ثم تطير البطة بعيداً عن إبساك وهي تراقب بعينيها طفلتها في فخر، وشعور من الحزن يعترها، ويبقي عليها مواجهة ما هو أصعب لقد كانت عينا أنثي »ابن عرس» تترصدها! لتنتهي القصة نهاية فاجعة، ولتقول لقارئها إنه حتي في عالم الحيوان ثمن الحرية باهظ جداً. هذه الرواية ذكرتني برواية أخري واقعية لا استطيع محو تفاصيلها من مخيلتي حينما ذهبت لبائع الدجاج لشراء دجاجة، وأثناء وضعها علي الميزان قفزت منه علي أرضية المحل لتجد في انتظارها » ديك» هاربا من قفص الدجاج هو الآخر، وما كاد يراها حتي مارس معها الحب أمام كل العيون في لحظة ذهول انتابت جموع الموجودين، ربما كانت تريد أن يصبح لها فرخ صغير مثل إبساك، لكن البائع لم يمهلها حتي فرحة المتعة وذبحها بالسكين الحاد الذي كان في انتظارها ليموت الحلم الذي انتظرته وأوجع الذين رأوا دم الدجاجة يجري علي خلفية المشهد، وجدت نفسي بشكل تلقائي اعتذر عن شراء الدجاج وعدت الي بيتي وهذا المنظر لا يفارق خيالي، هناك دوما ابن عرس يقتل الاحلام والمتعة.