يؤرقني دائماً عدم الاهتمام بشباب المبدعين في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة وكناقد متخصص في الفنون وهموم الإعلام أتوقف كثيراً كلما شاهدت مهرجانات الإبداع في مشاريع تخرج الدفعات الجديدة بكليات ومعاهد الإعلام أو تلك الروائع التي يقدمها خريجو معاهد أكاديمية الفنون سنوياً.. وقد كتبت مراراً وتكراراً في هذه القضية علي أمل أن تحتضن الدولة المبدعين الشباب وتقدم لهم الدعم والمساندة ولكن وبكل أسف لا حياة لمن تنادي.. وخلال الأيام الماضية دعتني د.إيمان صلاح الدين عميدة معهد الإعلام وفنون الاتصال بأكتوبر مع الزملاء د.أشرف محمد رئيس قسم السيناريو بمعهد السينما والمخرج الكبير عمرو عابدين لحضور عرض مشاريع التخرج بقسم الإذاعة والتليفزيون حيث وجدنا جيلا جديدا من الإعلاميين يمتلكون الموهبة المدعمة بالعلم والثقافة في كيفية تصميم البرامج التليفزيونية والأعمال الدرامية القصيرة ولاحظنا أنا وزملائي أن بعض الخريجين الجدد يتمتعون بالقدرة علي العمل الجماعي في ورش الإبداع الفني فمثلاً هناك من يجيد كتابة السيناريو والإخراج والتصوير دفعة واحدة بينما آخرون يمارسون المونتاج والمكساج وتصميم الديكورات والأزياء بصورة مبهرة تؤكد أن هناك جهدا كبيرا مبذولا في العملية التعليمية وهذا شيء يحسب للعميدة د.إيمان صلاح الدين ونائبتها د.غادة حسام الدين ومعهما بعض أصحاب الرؤي المتميزة من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال بمدينة الثقافة والعلوم في أكتوبر.. ومن الأعمال المميزة التي أبهرتنا أنا وزملائي عمرو عابدين ود.أشرف محمد وطالبنا بعرضها في المهرجانات السينمائية المحلية والقنوات التليفزيونية المختلفة »عرائس بقرار وزاري» و»حجاب أمير الحواديت» و»القصة وما فيها» و»رؤي النحاس» و»إشراقة» و»هي ضلمت ليه» و»الحالة عانس» و»الجاليري» و»آخر شارع الشهرة» و»جلفدان هانم».. وسعدنا جميعاً بقيام محمد عبدالمنعم الصاوي وزير الثقافة الأسبق بدعم ومساندة الشباب المبدعين من خلال الإمكانيات الفنية المتميزة التي تمتلكها »ساقية الصاوي».. ياليت كبري المحطات والشركات التليفزيونية والسينمائية تحتضن بالدعم والمساندة شباب المبدعين وتفعل ما فعله معهم محمد عبدالمنعم الصاوي فهذه هي الخطوات الأولي في مشوار النجاح فالإبداع الشبابي ثروة قومية يجب الحفاظ عليها.