عمت الفرحة امس القاهرة وجميع المحافظات المصرية عقب اعلان عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية تخلي الرئيس محمد حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية وتكليف القوات المسلحة بادارة شئون البلاد وهتف المتظاهرون »تحيا مصر الله أكبر«.. وتبادل الشباب التهاني باعتبارهم اصحاب الثورة التي بدأوها من ميدان التحرير يوم 52 يناير الماضي، وقام الكثيرون بتوزيع الورود والحلويات والشيكولاتة.. واستقبلت اجهزة المحمول الكثير من رسائل التهنئة بين الافراد بعضهم البعض، وخاصة من شباب 52 يناير. واكد الشباب انهم حققوا انتصارا كبيرا بعد ان رفضوا الكثير من الحلول الوسط، وكان آخرها تفويض الرئيس مبارك لنائبه عمر سليمان بالقيام بسلطات رئيس الجمهورية واشاد الشباب والمصريون جميعا بموقف القوات المسلحة منذ بداية الازمة، وقيامها بحماية المتظاهرين ومنع الاعتداء عليهم، وترددت هتافات مدوية »الشعب والجيش يد واحدة«.. واكد الجميع ثقتهم الكاملة في القوات المسلحة وقياداتها وكل ضباطها وجنودها، في تسيير دفة البلاد وقيادتها الي طريق الاستقرار والامان، في ظل الشرعية الثورية التي ستقود مصر في الفترة المقبلة الي الشرعية الدستورية. وشهدت القاهرة والاسكندرية والمحافظات مسيرات بالسيارات التي تحمل أعلام مصر، وتبادل ركابها التهاني وعلامات النصر، وقامت سيدات وفتيات باطلاق الزغاريد.. وملأت اصوات »الكلاكسات« كل انحاء الشوارع والميادين وكانت المظاهرات قد انطلقت منذ فجر امس في ميدان التحرير وتوجه عشرات الآلاف الي منطقة مصر الجديدة حيث قصر العروبة، وشهدت جميع المحافظات مظاهرات مماثلة.. وقبل البيان الذي اصدره نائب رئيس الجمهورية بقرار الرئيس مبارك بتخليه عن رئاسة الجمهورية، كانت الأنباء قد تواترت في كل مكان بتنحي الرئيس، وكادت الحياة تتوقف في كل مكان، انتظارا للنبأ المرتقب، وما ان اعلن حتي انفجرت مصر بالفرحة الطاغية. وبالرغم من كل هذه المظاهر، الا انه لوحظ تأثر الكثيرين وتقديرهم لما قدمه الرئيس مبارك طوال عمله العسكري والسياسي، ورفض الكثيرون المساس به او توجيه الاهانات له.. واستجاب لهم اغلب المتظاهرين وقد غني المتظاهرون في ميدان التحرير اغنية »الليلة عيد« والكثير من الاغاني الوطنية التي تتغني بحب مصر. كما شهدت عواصم العالم والمدن الكبري مظاهرات للجالية المصرية والكثير من العرب تعلن فرحتها وتهنيء الشعب المصري، بما اعتبروه نصرا كبيرا. واستمرت الفرحة حتي صباح اليوم.