أصبحت وسائل الاعلام والاتصال المتطورة سلاحاً مهما وجعلت كل مواطن، صحفيا متجولا فوجدت صحافة المواطن، ومع تقدم مسار ثورة الاتصالات والمعلومات أخذ دور تقنيات الاعلام الجديدة ومنها الفيس بوك يتسع شيئا فشيئا حتي تحول إلي وكالة أنباء مباشرة يحتاج أي نظام ان يواجهها بالاساليب التي دأبت عليها الانظمة الحاكمة، هكذا تم تنفيذ امرين اثنين، اولهما يتناول المعلومات والخبرات السريعة.. بين الشباب وتشجيع الناس علي التوجه للتعبير وكسر حاجز الرقابة علي العشرات من المواقع والمدونات الاليكترونية، وثانيهما في الاتصال مع العالم الخارجي ونقل صورة أي حدث لوسائل الاعلام ولمنظمات حقوق الانسان وللمهتمين للرأي العام الدولي في شكل عام جاعلا منها ومن المعلومات عابرة للحدود وما ساعد علي ذلك وجود نسبة مرتفعة في اعداد مستخدمي ومستعملي الانترنت والتي تشير بعض التقديرات الي انها تصل إلي نحو خمسة ملايين مواطن مشتركين في الفيس بوك وهي نسبة متقدمة جدا، مقارنة ببقية الدول العربية والافريقية وحتي الدول الاوروبية المتوسطية وتعتبر مصر الثامنة علي العالم.هذا الوعي المعلوماتي الذي تصدره هذا الجيل من الشباب الذي تربي في احضان الحاسب الآلي وتقنياته، حيث تسقط قوانين الرقابة وسلطة الانظمة، أدي إلي اللجوء إلي دبابات وانقلابات وسفك دماء. فشباب اليوم يعيش ثورة اعلامية متجولة ومتحولة كل لحظة ويتابع كل شيء عبر تقنية اليكترونية تبث عبر الاقمار الصناعية التي لا يمكن حجب بثها عن سماء بلد معين أو تعطيله واصبح الفضاء الاليكتروني يسمح بالتواصل بين الشباب في العالم ويصنع اصدقاء عالميين وبصرف النظر عما ستؤول اليه الاحداث في مصر يمكن التوقف عند النقاط الرئيسية الآتية: اولا: ثورة الاعلام الجديدة التي أوجدت هذا الحجم الجماهيري المعارض والمؤيد والمتدفقة علي ميدان التحرير مذهلا بالنسبة للسلطات التي اصيبت بحالة من الارتباك الشديد.ويبدو ان قوات الشرطة المصرية استخدمت كل وسائل القمع ضد المتظاهرين والمعترضين علي استمرار نظام الحكم وسقطت اعداد كبيرة من الضحايا بين قتيل وجريح. ثانيا: بلغ الوضع من الحراجة بشدة وطأة المأزق، أن اصبح رحيل الرئيس المصري مشكلة، كما ان بقاءه في السلطة مشكلة ايضا. ثالثا:لاشك في أن ما حدث في مصر زلزال شعبي ستكون له الكثير من الارتدادات وأول من تبلغ الرسالة كان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي أعلن عزمه عن عدم الترشيح مرة اخري وانه ألغي دعوة البرلمان الي الاجتماع لتعديل الدستور من أجل هذه الغاية. ان مصر ليست دولة عربية عادية، فهي الأكبر وهي قلب العروبة الصلبة منذ ثورة عام 2591 وحتي اليوم، لكن الامر المؤكد ان ثورتي مصر وتونس قد وضعتا الشرق الأوسط امام منعطف بالغ الدقة والخطورة ويتوقع البعض ان تكون المرحلة القادمة حافلة بالاضطرابات والقلاقل ولو لأسباب مختلفة . رابعا: وفي الاطار العام لما جري في مصر وتونس تبرز حقيقة راهنة وهي ان الشرق الأوسط الجديد الذي يولد بشكل تدريجي ليس ذلك الشرق الاوسط الذي نادت به السياسة الامريكية خاصة خلال السنوات القريبة الماضية وقد اكدت الولاياتالمتحدة مرة جديدة انها أول من يدعم بعض الانظمة في المنطقة وأول من يسحب البساط من تحت اقدام بعض الحكام. خامسا: وفي العودة الي ما تشهده »هبة النيل« مصر الحبيبة، في هذه الايام المشهودة من تاريخها المعاصر لابد من الاشارة الي موقف الجيش المصري الذي يجمع المصريون علي تقديره واحتدامه والاعتزاز به، ان دوره الاساسي هو الدفاع عن الوطن من العدو الخارجي وان نتذكر ان هذا العدو الموجود علي حدود مصر.. عدو غدار منتهز للفرص يطمع في ارض الوطن.. علينا ألا نجهد جيش مصر وندرك سرعة التفاوض والاتفاق حتي يعود الجيش المصري لموقعه الاساسي وهو الدفاع عن الوطن .