عبدالغفار يشكل »مجموعة أزمة» لكشف هوية العناصر الإجرامية فريق من النيابة العامة ينتقل لموقع الحادث لمباشرة التحقيقات الداخلية: الجناة استخدموا 3 سيارات دفع رباعي في الحادث تجمهر المواطنين للتبرع بالدماء لإنقاذ المصابين وأهالي الضحايا يقطعون خط السكة الحديد أبت جماعات الإرهاب المعادية للأديان والإنسانية إلا أن توجع قلب المصريين في الوقت الذي يستعدون فيه للاحتفال بشهر رمضان المعظم.. وذلك بعد أن قام ملثمون يستقلون 3 سيارات دفع رباعي بإطلاق النار بشكل عشوائي علي حافلة تقل عدداً من المسيحيين بالطريق الصحراوي الغربي بمركز العدوة بمحافظة المنيا كانت في طريقها إلي دير الأنبا صموئيل مما أسفر عن استشهاد 28 مواطناً، وإصابة 25 آخرين من بينهم أطفال.. وعلي الفور وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لرعاية المصابين، كما عقد الرئيس اجتماعا مع القيادات الامنية والعسكرية لمتابعة تداعيات الحادث.. ومن جانبه أمر المستشار نبيل صادق النائب العام بانتقال أعضاء النيابة العامة لموقع الحادث لإجراء التحقيقات.. بينما انتشرت كمائن أمنية علي جميع الطرق المحيطة بموقع الحادث وقامت بعمليات مسح للدروب والمدقات بهدف ملاحقة العناصر الإرهابية، وشكل مجدي عبدالغفار وزير الداخلية مجموعة أزمة للكشف عن هوية مرتكبي الحادث.. وعقب الحادث تجمع المئات من المواطنين علي مستشفيات مغاغة والعدوة بالمنيا للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين في مشهد جديد يدل علي تماسك الشعب ويعكس صلابة تماسك أبنائه في مواجهة الإرهاب. أطلق مجهولون يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي صباح أمس النيران بشكل عشوائي تجاه أتوبيس يقل عدداً من المواطنين المسيحيين أثناء سيره بأحد الطرق الفرعية بالطريق الصحراوي الغربي متوجهاً إلي دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة بمحافظة المنيا مما أسفر عن استشهاد 28 مواطناً، وإصابة 25 آخرين، وانتقلت القيادات الأمنية لموقع الحادث وفرضت قوات الأمن كردوناً أمنياً بالمنطقة وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للوقوف علي ملابسات الحادث وضبط الجناة. وأعلن اللواء عصام بديوي محافظ المنيا، أن إجمالي عدد الذين استشهدوا، جراء الحادث 28 شخصًا بينما أصيب 25 آخرون.. وقال بيان للمحافظ بأسماء الشهداء، إن مستشفي العدوة العام استقبل جثامين 6 شهداء، فيما استقبل مستشفي بني مزار العام 8 جثامين للشهداء، ومستشفي مطاي 9 شهداء، ومستشفي مغاغة 5شهداء.. وأكد بديوي أنه في كل حادث إرهابي يكون المستهدف منه كل مصري وليس مسلماً أو مسيحياً، موضحًا أن معظم الضحايا من محافظة بني سويف. وفي سباق مع الزمن تتابع الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تداعيات وملابسات حادث استهداف أتوبيس المسيحيين بالمنيا حيث شكل مجدي عبدالغفار عقب وقوع الحادث مجموعة إدارة أزمة لكشف كل المعلومات الخاصة بالحادث وتحديد شخصية الجناة مرتكبي الحادث وتضم مجموعة إدارة الأزمة مسئولي قطاعات الأمن الوطني والأمن العام ومساعد أول الوزير للأمن حيث تلقي الوزير تقريراً عاجلاً بالمعلومات المبدئية عن الحادث عقب حدوثه واطلع علي التحركات الأمنية بوصول قيادات شمال الصعيد ومدير أمن المنيا لمكان الحادث الذين أشرفوا علي توجيه سيارات الإسعاف لإخلاء الضحايا والمصابين فيما انتقل خبراء المعمل الجنائي للمكان وبدأوا علي الفور فحص آثار الحادث وجمع المقذوفات النارية الناتجة عن إطلاق الرصاص علي الضحايا فيما تشكلت عدة مجموعات من رجال المباحث لجمع المعلومات والتوصل لشهود عيان للحادث فيما توجه بعض الضباط إلي مستشفيات العدوة ومطاي ومغاغة لسؤال المصابين الذين تسمح حالتهم بالكلام لشرح تفاصيل ما تعرضوا له. كما تابع وزير الداخلية مجدي عبدالغفار مع اللواء ناصر العبد مساعده لشمال الصعيد بتوزيع مجموعات الانتشار السريع والمدعومة بالعربات المصفحة علي جميع منافذ المنيا وتكثيف تواجدها علي الطريق الغربي والمدقات الصحراوية المتفرعة منه لتعقب الجناة الذين كانوا يستقلون 3 سيارات دفع رباعي عند ارتكابهم الحادث وقدر بعض شهود الحادث من الضحايا ان عددهم كان يصل إلي 10 تقريباً يرتدون زياً أشبه بالزي العسكري. كما انتقل فريق بحث من ضباط الأمن الوطني إلي قرية الحرنوس التابعة لمركز الفشن بمحافظة بني سويف وهي القرية التي ينتمي إليها معظم الضحايا الذين كانوا يستقلون الأتوبيس في طريقهم للمنيا وذلك للتوصل إلي عناصر إرهابية تكون قد شاركت في ارتكاب الحادث وجمع المعلومات المتعلقة بالأتوبيس. وعلمت »أخبار اليوم» أن عناصر إرهابية محتجزة في السجون علي ذمة تورطها في ارتكاب حوادث إرهابية والانخراط في مجموعات إرهابية خضعت داخل محبسها لعمليات استجواب أمس بواسطة ضباط من الأمن الوطني وشمل الاستجواب الحصول علي مزيد من التفاصيل حول المجموعات الإرهابية التي تنتمي للجناح العسكري للجماعة الإرهابية تحت مسميات مختلفة ومنها »حسم» والتي أصدرت بياناً قبل أيام تهدد بارتكاب حادث إرهابي في الطريق والذي بسببه أصدرت الخارجية الأمريكية تحذيراً لرعاياها بتوخي الحرص عند السفر لمصر وحذرت الرعايا المقيمين في مصر بالابتعاد عن دور العبادة المسيحية. ومن جانبه أمر المستشار نبيل صادق بانتقال أعضاء النيابة العامة إلي موقع الحادث لإجراء المعاينات والتحقيقات اللازمة للتوصل إلي كيفية ارتكاب الحادث، حيث انتقل علي الفور المستشار أحمد فاضل سلطان المحامي العام الاول لنيابة استئناف بني سويف والمستشار أسامة عبدالمنعم سالم المحامي العام لنيابة شمال المنيا بني سويف والمستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا وفريق مكبر من النيابة العامة إلي موقع الحادث لإجراء المعاينات اللازمة للاتوبيس وموقع الحادث والمناطق المحيطة به وقد اتخذت النيابة العامة عدة إجراءات منها التحفظ علي موقع الحادث ومناظرة الجثامين وندب الطب الشرعي لتوقيع الكشف عليها وتحديد أسباب الوفاة وسرعة التصريح بدفن الجثامين وتسليمهم إلي ذويهم والانتقال إلي المستشفيات للاستماع إلي شهادات المصابين.. وأمر النائب العام بسرعة تكليف جهاز الأمن الوطني وجهات البحث المختصة بإجراء التحريات الفورية بشأن الحادث والتوصل لمرتكبيه وضبطهم وإحضارهم لتحديد المسئوليات الجنائية. وأعلن د.أحمد الأنصاري رئيس هيئة الإسعاف إنه تم نقل المصابين والوفيات إلي مستشفيات (مغاغة ومطاي والعدوة المركزي وبني مزار العام) بواسطة 25 سيارة إسعاف وأكد أنه تم الدفع ب25 سيارة إسعاف أخري بالمحافظة تحسبا لأي طارئ. أوضح د. خالد مجاهد المتحدث باسم الصحة أن وزير الصحة يتابع حالة المصابين لحظة بلحظة، وأمر بنقل المصابين بعد تلقيهم الإسعافات الأولية بمستشفيات المنيا إلي مستشفي معهد ناصر وكلف مستشاره للرعايات الحرجة د. شريف وديع بالتوجه إلي المستشفي ورفع درجة الاستعدادات القصوي به وتوفير الأطقم الطبية والاستشاريين بجميع التخصصات لعلاج المصابين. وأكد أنه تم توفير 7 أسرة رعاية مركزة وإخلاء دور كامل بالقسم الداخلي وتجهيز غرف العمليات وتوفير 1000 كيس ببنك الدم بمستشفي معهد ناصر.. وذكر بيان لوزارة الصحة أن الوزير وجه د.عفاف أحمد مدير عام المركز القومي لخدمات نقل الدم برفع حالة الاستعدادات القصوي بالمركز تحسبا لأي طارئ، حيث تم توفير 10 أكياس دم من كل فصيلة إيجابية و3 من كل فصيلة سلبية. وأكد د.مجاهد أن وزير الصحة يتواصل مع جميع المسئولين لمتابعة أحدث التطورات في هذا الحادث الاليم، وأن غرفة الأزمات بالوزارة تتابع بدورها آخر أحوال المصابين. وفور الحادث تجمع عدد من أسر الضحايا والمصابين تنديدا بالحادث.. ومن جانبه أعلن الانبا أغاثون، اسقف مغاغة والعدوة، أن ثلاثة أطفال فقط هم الناجون في الحادث الإرهابي. كما توافد المئات من المواطنين علي مستشفيات مغاغة والعدوة للاطمئنان علي ذويهم، وتبرعهم بالدم.. وتواجدت الاجهزة الامنية بالقرب من المستشفيات لتنظيم المواطنين المتوافدين علي المستشفيات.. وفي تطور للأحداث توقفت حركة القطارات المتجهة جنوبا وشمالا بالصعيد بسبب قيام أهالي الضحايا بالوقوف علي خط السكة الحديد في تجمعات كبيرة لتنظيم مظاهرة للتنديد بالأعمال الإرهابية.. مما دفع الاجهزة الأمنية للتدخل وفض التجمعات وإعادة تشغيل حركة القطارات.
