يحتاج الجمهور من وقت لآخر أن يري النجم في صورته الحقيقية بعيدا عن أدواره وعن أعماله الفنية صورة من قريب تكشف عن ملامح جديدة من شخصيته.. أو جوانب مختلفة من حياته. ورغم انني أعرف النجمة الجميلة ليلي علوي منذ خطواتها الأولي في عالم التمثيل فإنني شعرت انني اكتشفت جوانب فيها لأول مرة وهي تطالعنا بوجهها الصبوح علي شاشة قناة النايل سينما في سهرة رائعة قادها بنجاح المحاور مفيد فوزي.. وأقول المحاور وهو اللقب المحبب إليه وهو فعلا يستحقه لأن الحوار يحتاج إلي محاور لبق، ومناور محترف يستطيع أن يقود الحوار بسلاسة فيدفع ضيفه ليبوح بكل ما عنده، وقد استطاع ان يدفع ليلي علوي لكي تتحدث بصراحة مطلقة مستعرضة مشوارا طويلا قطعته منذ طفولتها حينما كانت ترافق والدتها اليونانية الأصل والمذيعة في الاذاعة الموجهة.. حكت ليلي كيف كانت تستغل انشغال أمها في تسجيل برامجها داخل مبني الاذاعة لتتجول بين الاستديوهات فتكتشف عالما جديدا وتقع في غرامه وتنطلق تغني وتمثل في برامج الاذاعة وهي لاتزال طفلة.. وقد صعدت ليلي بعد ذلك سلم النجومية خطوة خطوة حتي صارت واحدة من أهم نجمات السينما المصرية.. واستطاع مفيد فوزي أن يقنع كل أفراد أسرتها بأن يظهروا علي الشاشة ويتحدثوا عنها.. فتحدثت والدتها كيف تعتبر ليلي »صديقتها الانتيم« وأنها لا تطمئن إلا اذا كانت معها فهي لم تفارقها في معظم رحلاتها.. وحينما سألها مفيد فوزي عن النجمة التي تأخذ اهتمامها بعد ليلي علوي قالت: أنا أم وابنتي هي التي تأخذ كل اهتمامي ولا مجال لأحد آخر بجوارها، أما زوجها رجل الأعمال منصور الجمال فهو رجل هاديء قليل الكلام بطبيعته.. فقد تحدث بحب عن زوجته وروي كيف تعلق بها كإنسانة بعيدا عن اعتبارات النجومية واكتشف حبه لها الذي ازداد بعد زواجهما. وقد ظهر أيضا طفلها الوحيد خالد وهو يتحدث عن ليلي وهي تحتضنه وتضمه بحنان بالغ، جاءت الحلقة رائعة في قدرتها ان تقدم صورة من قريب لهذه النجمة الرائعة التي توقعت لها منذ بدايتها أن تحتل مكانة متميزة بين نجمات السينما وقد جمعني بها أكثر من فيلم.. حيث شاركت في بطولة فيلم »شوارع من نار« الذي كتبت له السيناريو والحوار وأدت فيه دور البطولة الثانية لشقيقة البطلة التي كانت تؤديها النجمة الراحلة مديحة كامل.. ولفتت ليلي الأنظار بأدائها ثم جمعني بها فيلم »الحرافيش« الذي لعبت بطولته أمام محمود يس وممدوح عبدالعليم وكانت قد قفزت لأدوار البطولة.. واستطاعت أن تقدم أدوارا مهمة استحقت عنها جوائز عديدة وتكريمات في مختلف دول العالم وأذكر انني شاركتها رحلتها إلي أمريكا قبل سنوات حين فازت بلقب أحسن ممثلة علي مستوي العالم العربي في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كان يقيمها التليفزيون العربي الأمريكي في هوليوود. ولم يأت كل ما حققته ليلي من فراغ وإنما لأنها أحبت السينما وعملت بجد واجتهاد فمن حظها أنها أحبت هوايتها واحترفتها.