في كتاب »أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز» الصادر الأسبوع الماضي يقول مؤلفه عبدالله السناوي: سألت هيكل: هل تعتقد ان عبدالناصر مات مسموماً؟ فقال: ليس عندي يقين والجزم في مثل هذه الأحوال خطأ فادح والوثائق تقول إنهم كانوا يريدون الوصول اليه بالسم ولكن هذا لا يعني بالضرورة انهم نالوا منه فعلا! ويذكر هيكل عدة وقائع أهمها اثنان: الأولي: ان المخابرات المصرية قدمت لعبدالناصر في مطلع السبعينيات تسجيلات صوتية حول مؤامرة لقتله بالسم دارت بين السفير الأمريكي في إسرائيل دونالد بيرجس والوزير المفوض في السفارة الأمريكية بتل أبيب تبادلا فيه ما توصلا إليه قبل أيام من حوارات دارت بين قيادات إسرائيل »جولدا مائير وموشي ديان وايجال الوه» يقولون فيها ان بقاء إسرائيل رهن بالقضاء علي ناصر.. وانه يجب الوصول إليه بالسم أو المرض! فهل وصولوا اليه فعلا!! لقد مات عبدالناصر بعدها بعشرة شهور فجأة!! أما الثانية والتي يذكرها هيكل ويقول انها جرت امامه في آخر يوم في حياة عبدالناصر عندما كان يقيم بفندق هيلتون حيث القمة العربية الطارئة التي عقدت لوقف حمامات الدم فيما عرف بمذبحة أيلول الأسود بين الأردنيين والفلسطينيين. يقول هيكل: اقترح السادات ان يعد بنفسه فنجانا من القهوة للرئيس عبدالناصر ودخل المطبخ وصرف العامل المختص واسمه محمد داود وأعد فنجان القهوة بالفعل لعبدالناصر. ويسأل السناوي: هل يمكن ان يكون السادات فعلها؟ ويجيب هيكل: والله لا أعرف.. هناك اسباب اخلاقية وسياسية تمنع تورطه في مثل هذا العمل.. ولكن رويت.. مارأيت!! ويبقي السؤال: هل كان عبدالناصر خطرا حقيقيا علي أمن إسرائيل؟ لقد أعطاها ما لم تحلم به؟ فلماذا تفكر في قتله! ولكنه هيكل الذي ظل حاقداً علي السادات حتي آخر يوم في حياته!!