علي مدي خمسين عاما جمعنا فيها العمل بصحف مؤسسة ∩أخبار اليوم∪، لم ألتق خلالها بالجميلة مظهرا وجوهرا مها عبدالفتاح سوي مرتين، مع مكالمة تليفونية جرت مرتين أيضا، بسبب عملها في الخارج وسفرياتها الكثيرة واختلاف تخصصنا ما بين التحقيقات الصحفية لي والتغطية السياسية لها. اللقاء الأول كان خاطفا في أوائل السبعينيات.. ثم كان اللقاء الثاني في أوائل الثمانينيات في تجمع محدود حول أستاذنا الكبير مصطفي أمين في فندق المريديان، نظمه الجميل المهذب سمير عبدالقادر ∩رحمه الله∪ وحضره أستاذنا القدير موسي صبري، وعملاق الترجمة الصحفية محمد مصطفي غنيم، وعدد قليل من شباب الصحفيين أتذكر منهم الزميل الكاتب الكبير حاليا صبري غنيم الذي أمتعنا بنوادره وقفشاته.. أما مها، فكانت درة الجلسة وفعلا قيمة وقامة. والمكالمة التليفونية كانت منذ عشر سنوات مضت عندما كنت أحرر باب ∩عزيزتي أخبار اليوم∪ وكان وقتها يحمل اسما جديداً هو ∩بين الناس∪ عندما وصلتني رسالة من قارئ يثني فيها علي مقال لمها ويرفعها إلي قمة كانت تستحقها فعلا، مما أسعدني جدا ودفعني لأن أطلبها في بيتها بالزمالك وأنقل لها نص الرسالة قائلا: ∩هذه الرسالة ستضيء الباب هذا الأسبوع يا أستاذة مها∪.. فردت عليّ بخجل: أشكرك يا أستاذ فتحي، وشكرا جزيلا للقارئ الفاضل.. وأضافت: وياريت ترجع اسم ∩عزيزتي∪ الذي ابتكره وكان أول من حرره أستاذنا الكبير مصطفي بيه.. فأجبتها: هيحصل إن شاء الله. وما أن صدر العدد وبه الرسالة حتي فوجئت بنحو عشر رسائل من قراء يشيدون بالأستاذة مها وأنها كاتبتهم المفضلة في السياسة، كما أن الزميلة الفاضلة الأستاذة سناء البيسي في الأهرام هي كاتبتهم المفضلة في الإنسانيات والاجتماعيات.. فعاودت الاتصال بمها قائلا: احنا محتاجين ملحق لقرائك المعجبين!.. فضحكت قائلة: مش للدرجة دي يا فتحي.. الله يبارك فيك وفيهم. فإلي جنة الخلد يا مها.. وإنا بك للاحقون.. فالبقاء لله وحده.