حكاية 15 ألف عامل يصنعون المعجزة لبناء مصر الحديثه مع اقتراب وضع حجر الأساس للعاصمة الإدارية الجديدة.. ذهبت أخبار اليوم إليها.. وتجولت في شوارعها.. واستمعت للعاملين بها. 15 ألف عامل.. ما بين إداري.. ومهندس.. ومشرف وعامل بناء.. جميع الأعمال مطلوبة هنا.. من نجار لحداد.. لعامل عادي. انهم جيل البنائين الأوائل في العاصمة الإدارية الجديدة كما يطلقون علي أنفسهم.. فهم أول من جاء إلي العاصمة الجديدة وهم أول من أشاعوا العمران في صحرائها. وراء كل عامل قصة إنسانية رائعة استمعت إليها؟ لماذا جاء إلي هنا؟ وهل يري حقاً مستقبلاً جديداً لا نراه نحن الجالسين في العاصمة القديمة وكم يتقاضي وهل هو سعيد حقاً؟!. يقول أحمد العربي - أنا من أبناء قرية البوصة مركز أبوطشت قنا - تخرجت في كلية الهندسة جامعة الأزهر عام 2012 - كانت مصر في قمة غضبها.. واليأس يملأ نفوس الشباب وكان من المستحيل أن أجد عملاً.. قررت السفر إلي الكويت. سافرت لمدة عام رأيت فيه الأهوال.. وشاهدت كيف يتعرض المصريون للإهانة خارج بلدهم.. ويقبلون أقل الأعمال وأدناها وأرخصها في سبيل ان يعرفوا فقط كيف يعيشون.. شعرت بالغربة.. وملأت المرارة نفسي رغم أنني كنت أتقاضي 12 ألف جنيه شهرياً.. ولكن قررت العودة لمصر. عدت لمصر.. وشاركت في وقفات احتجاجية كثيرة.. ولكن دون جدوي.. وأخيراً تقرر تعييني ضمن أوائل الخريجين وتم تعييني بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بوظيفة مهندس للإشراف علي مشروعات الإسكان. وعندما سمعت بالعاصمة الإدارية طلبت ان أعمل بها وتم اختياري بالفعل.. والحقيقة العمل هنا بالنسبة لمهندس حديث التخرج رائع فهو تدريب عملي علي أعمال كبري وأعتقد أن كل العاملين هنا سيكونون خبراء في المستقبل لأن حجم الأعمال التي أشرف عليها كبير جداً. أما زميله خالد أحمد صالح فله قصة أخري.. فهو قناوي من قرية المحروسة - مركز قنا - ومن أوائل الخريجين أيضاً دفعة 2012.. يقول: نحن سبعة أولاد لأب يعمل مزارعا بقنا.. ثلاثة منهم يعملون مهندسين والباقي في سنوات الدراسة. بعد تخرجي.. عام 2012.. بتقدير جيد جداً.. أخذت في البداية أشارك في وقفات الغضب.. ولكن تأكد لي أن هذا لن يجدي.. فتركت كل هذا.. وبدأت أتردد علي الشركات تركت أوراقي في عشرات الشركات.. حتي وافقت أخيراً شركة ان أعمل بها.. فوافقت رغم عملي الصغير بعدها عملت في جامعة خاصة فأنا من أوائل الخريجين وأخيراً تقرر تعييني.. في هيئة المجتمعات. العمل هنا - شيء آخر.. لأنني أتدرب وأتعلم علي جميع أنواع الأعمال.. تخيل عاصمة جديدة يتم بناؤها تحتاج لكل الأعمال.. كل حاجة مطلوبة هنا.. وأطالب الشباب بالقدوم لهنا.. والعمل أفضل من مخاطر السفر إلي إيطاليا.. والدنيا كلها مفتوحة أتمني أن تأتي كل وسائل الإعلام.. لأن الشباب ربما لا يعرف كم حجم العمل هنا.. أو يتصور أنها مجرد مدينة ككل المدن.. هنا عمل عملاق.. يحتاج كل الأعمال.. والمرتبات للمهندس لا تقل عن 4 آلاف جنيه.. وللفني تتراوح ما بين (2 - 3 آلاف) جنيه. أما أغرب القصص.. فهي لصاحب محل كاوتشوك واسمه عماد عيد فرحات (32 سنة) من القليوبية.. قرية الدير مركز طوخ - يقول: في السنوات الأخيرة.. أصبحت لا أجد عملاً.. وعندي طفلتان منة (5) سنوات وعبير عامين شعرت كثيراً بالمرارة واليأس لعدم استطاعتي توفير سبل الحياة لأسرتي الصغيرة.. ومحلات الكاوتش علي طريق القاهرة الزراعي كثيرة وأكل العيش قليل. سمعت عن العاصمة الإدارية.. وسمعت أن هناك 12 شركة كبري.. ومقاولين.. وأكثر من ألفي سيارة نقل عملاقة تعمل بالمشروع.. تقدمت لشركة وطنية التابعة للقوات المسلحة لتأجير قطعة أرض صغيرة وفعلاً استأجرت قطعة أرض مساحتها 300م وبإيجار 500 جنيه بدلاً من 3 آلاف جنيه.. هدية من قواتنا المسلحة والتي تدعم الآن كل شاب يتقدم للحصول علي شقة أو أرض أو عمل وتقدم له كل التسهيلات. الآن الحمد لله حجم العمل كبير.. والشركات تحتاج إما إلي إطارات جديدة.. أو إصلاح القديم منها. كافيتريا العاصمة أما داخل كافيتريا العاصمة.. فحكاية أخري.. صاحبها شاب عمره 23 سنة من أبناء قرية الغرق مركز أطسا بالفيوم.. سافر كما يقول ليبيا وهناك ذاق الذل.. فما أصعب الحياة لشاب غريب في غير بلده.. ويقول: تعرفت علي مجموعة من مصر.. وهم عتمان أبوسيف من قرية الصقرية - مركز المنشاة سوهاج وشقيقه محمد أبوسيف.. ومحمد جمعة.. كانت ظروفنا كلها صعبة.. فقررنا الرجوع لمصر.. في البداية عملنا في القطامية كعمال.. ثم سمعنا عن مشروع العاصمة الإدارية.. تقدمنا للقوات المسلحة بطلب عمل.. قالوا اختاروا ما تريدون.. طلبنا قطعة أرض.. وتم استئجارها بمبلغ ألف جنيه لمساحة 350م.. وأقمنا هذه الكافيتيريا ووضعنا عليها من الخارج صورة الرئيس عبدالفتاح السيسي. ويقول محمد سيف أحد أصحاب الكافيتريا.. نحن هنا أصحاب وعمال الكافيترا في وقت واحد.. عندما ذهبنا للمنسق العام للعاصمة الإدارية.. كل ما طلبه منا لإعطائنا الموافقة والترخيص بالعمل هو عدم استغلال الزبائن والبيع بأسعار معقولة.. وعدم عمل أي مشاكل وأنا أدعو كل الشباب للقدوم هنا.. كل الدنيا هنا مفتوحة.. وجميع الأعمال موجودة.. والوظائف أيضاً كثيرة لدي الشركات العاملة.. أو عند المقاولين لأن أي مقاول يحتاج لمشرف علي العمال والذين غالباً ما يكونون عمالة عادية سواء نجارين.. أو حدادين. وأكد أن فكرة تفكير الشباب للسفر وتعريض نفسه للخطر.. فكرة ساذجة.. وهروب.. فالعمل هنا أفضل.. وأكثر عائد من السفر غير المضمون للخارج. أعمال من كل نوع وتجولت »أخبار اليوم».. داخل العاصمة الجديدة حيث زارت الحي الثالث بالتجمع العمراني السكني.. والمسمي باسم حي محمد بن زايد.. وهو واحد من بين 20حياً سكنياً بالعاصمة الإدارية.. حيث تجري أعمال البنية التحتية والرفع المساحي للشوارع والميادين العامة. التقيت بشابين هما أحمد حمزة 21 سنة خريج معهد مساحة وزميله إبراهيم 21 سنة ويقومان بعمل رفع مساحي ويقولان.. المرتبات هنا أنواع أولاً عمالة مؤقتة باليومية لدي المقاولين حيث يتقاضي العامل البسيط (100 - 150) جنيهاً.. وهناك العامل الفني.. كأن يكون نجاراً أو حداداً ويصل مرتبه 200 جنيه.. وأخيراً الموظفون من المهندسين والإداريين لدي الشركات العاملة هنا.. وكل الشركات تقوم بتوفير سكن للعاملين بها.. وذلك في المدن الجديدة القريبة من العاصمة الإدارية الجديدة. وفي لقاء ثان لمجموعة أخري من الشباب.. وهنا نلاحظ أن جميع العاملين في العاصمة الإدارية من الشباب كلهم تتراوح أعمارهم ما بين 25 عاماً.. و40 عاماً.. التقيت بمجموعة من هؤلاء وهم: رمضان عبدالمنعم - مجدي يوسف - محمد عبدالمعطي ويعملون بإحدي شركات المقاولات وسألتهم: ما هو الجديد في العاصمة الإدارية والتي يجعلها تختلف عن المدن الأخري قالوا: أولاً تعتبر من الجيل الرابع للمدن من حيث التصميم المعماري والهوية وأعمال البنية التحتية بها تتم من خلال أنفاق أرضية لا تحتاج لحفر الأرض عند حدوث مشاكل سواء في الكهرباء أو المياه.. أو الصرف الصحي.. فهي كالمدن الأوروبية الكبري.. كما أنها مشروع مستقبلي كلها قائمة علي تخطيط عال جداً إذ يبلغ عرض الشوارع 90م.. وداخل الأحياء إلي 25م وكلها شوارع تسمعا بأقصي كثافة مرورية متوقعة ويضيفون: كل ما نحتاج إليه الآن تواجد إعلاميا سواء كان مقروءاً مثل الجرائد.. أو مسموعا مثل الإذاعة أو مرئيا مثل الفضائيات لجذب الشباب للعمل هنا.. لأن كل ما يحدث لم يعرفه الناس بعد رغم ضخامته.. ويكفي أن تعرف أن هناك 3 ورديات يومياً.. وكل الأعمال مطلوبة.. لأن هناك 12 شركة مقاولات تعمل.. اضافة لمقاولي الباطن وعددهم كبير جداً. ويؤكد الشباب.. ان العمل يسير بمعدلات غير مسبوقة فكل هذه الأعمال استغرق تنفيذها 10 شهور فقط. ويضيف حسين محمد حسن مشرف طرق: تخيل مدينة كاملة تقام مرة واحدة.. تحتاج أد إيه.. كل حاجة مطلوبة هنا.. أنا عايز الكل.. أريد أن تقوم المدارس والجامعات برحلات ليري الشباب ماذا يحدث علي أرض الواقع بالضبط. ويختتم أيمن محمد فايد (21) سنة خريج معهد مساحة دفعة 2015.. والتابع لإحدي الشركات قوله: أعمل ومعي 6 آخرون من دفعتي بمرتب شهري 1700 جنيه.. وهي بداية جيدة جداً.