كان طالبا بجامعة شيفيلد في انجلترا. اتفق زملاؤه علي ان يقضوا اجازة عيد الميلاد خارج المدينة، بعيدا عن الدخان والضباب، اراد ان يشاركهم الرحلة، قرر ان يرسل خطابا الي والده في مصر، يطلب منه ان يرسل له مبلغا من المال، ثم عاد وعدل عن رأيه، فمزق الخطاب وقذف به في صندوق القمامة.. بعصبية!.في تلك اللحظة دخل »رونالد« شريكه في الحجرة. روي له الشاب المصري تفاصيل الخطاب الذي كان ينوي ارساله الي والده في مصر. دهش رونالد وسأله: هل تريد ان يدفع والدك تكاليف اجازتك؟ فاجابه الشاب: انا لم ابلغ السادسة عشرة من عمري، ان والدي مازال مسئولا عني، فقال له زميله: هو مسئول عن دفع مصروفات تعليمك وليس مسئولا عن دفع مصروفات اجازتك. يجب ان تعمل لتحصل انت علي هذه الاموال، تعال معي نشتغل باعة صحف.. فرفض المصري وقال: ان بيع الصحف لا يليق بطالب جامعة. فقال له الانجليزي: بيع الصحف اكرم من التسول! فمنذ لحظات كنت متسولا تحاول ان تستجدي نقودا من والدك. اقتنع الشاب المصري وعمل بائعا للصحف في انجلترا.. ووزع الصحف علي مئات البيوت المجاورة. زاد احترام الجيران له بعد ان وجدوه يصر علي توزيع الصحف حتي اثناء العواصف الثلجية. فجمع مبلغا ضخما من المال، سمح له ان يتمتع بأجمل اجازة عيد ميلاد!. منذ ذلك اليوم، قرر عمي علي امين »احد مؤسسي دار أخبار اليوم« ان يعتمد علي نفسه ولم يفكر ابدا ان يكتب خطاب استجداء للاسرة في مصر!.