ينطلق غداً الاحد مؤتمر باريس للسلام الذي دعت إليه الحكومة الفرنسية لإيجاد حل سريع وعاجل للصراع العربي - الإسرائيلي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وذلك بمشاركة 70 دولة مهتمة بالقضية الفلسطينية. المؤتمر الذي إعتبره البعض فرصة لحل القضية الفلسطينية من خلال وضع آلية دولية وجدول زمني للتنفيذ يأتي وسط تخوفات من تعنت إسرائيلي في تنفيذ القرارات التي سيخرج بها، وكذلك علي خلفية افتتاح اول سفارة فلسطينية في الفاتيكان أمس. وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيري سيشارك في المؤتمر قبل أن يترك منصبه في 20 من الشهر الجاري. وسط أنباء عن غياب إسرائيل والسلطة الفلسطينية عن الحضور. رغم ان المؤتمر يتزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن لفرنسا في إطار جولة بدأها بإيطاليا ثم الفاتيكان، حيث افتتح اول سفارة فلسطينية هناك، ثم فرنسا. وسيصل، الرئيس عباس، غداً الأحد، العاصمة الفرنسية باريس في نفس يوم مؤتمر السلام، وسيلتقي، الإثنين، الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. وقبل توجهه، امس الجمعة، علي رأس وفد إلي باريس للمشاركة في فعاليات المؤتمر، صرح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، »إن مشاركة جامعة الدول العربية في المؤتمر تأتي ضمن مشاركتها في كل الاتصالات التي حدثت للإعداد له والمشاورات الخاصة بالبيان الذي سيصدر في ختام المؤتمر الذي يمثل فرصة مثالية لبلورة الإجماع الدولي حول مرجعيات ومحددات التسوية النهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتأكيد علي أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للقضية. وأضاف أن أي أصوات تعارض هذا الحل هي أصوات معزولة دوليا حيث يوجد إجماع دولي يؤكد أن الأراضي التي احتلت في عام 1967 هي أراض فلسطينية بما فيها القدس والتي ستقام عليها الدولة الفلسطينية. من جابنه يقول د.بركات الفرا السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة إن أولي المطالب التي ستقدمها السلطة الفلسطينية في مؤتمر باريس للسلام هو ضرورة وضع برنامج زمني محدد لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي علي الأراضي الفلسطينية.. والبدء في مفاوضات جادة برعاية الدول الخمسة في مجلس الأمن والخروج بقرارات جديدة قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع. مؤكداً علي أن المؤتمر من المفترض أن يكون ورقة ضغط علي قادة إسرائيل لإعادة النظر مرة أخري في ضرورة إنهاء الإحتلال ووقف عمليات الإستيطان علي الأراضي الفلسطينية والإعتراف بدولة فلسطين. فيما يؤكد د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شئون اللاجئين أن اللقاء التمهيدي لهذا المؤتمر شارك فيه حوالي 28 دولة بالإضافة إلي المنظمات الدولية.. وبالتالي يعطي ذلك أملا كبيرا في نجاح المؤتمر الفرنسي في الوصول إلي حل. الدكتور محمد عبد الباري القدسي المدير العام المساعد بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يقول إنه لاشك إن الدول الغربية أكثر وعيا بالقضية الفلسطينية أكثر من الوقت الماضي وأعتقد أن الموقف الفرنسي الآن هو موقف جاد. بالإضافة إلي الجهود والتحركات العربية وعلي رأسها ما تقوم به الجامعة العربية في هذا الشأن.. ونأمل أن يخرج المؤتمر الفرنسي بمجموعة من التوصيات التي تساهم في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.