هل يسحب مهرجان الجونة السينمائي المزمع اطلاقه خلال شهر سبتمبر القادم الصفة الدولية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وذلك بعد ان أعلن القائمون علي المهرجان الوليد أنه لن يكون مهرجانا نوعيا ولا متخصصا وسيكون به أقسام مختلفة لكل أنواع الافلام ؟ سؤال يجب أن يجيب عنه المسئولون في وزارة الثقافة التي تنظم (مهرجان القاهرة) وايضا أعضاء اللجنة العليا للمهرجانات والتي من مهامها دراسة طلبات إقامة المهرجانات ومتابعة تنفيذها، ووضع أجندة سنوية لها والتنسيق بينها. كيف ننقذ مهرجان القاهرة السينمائي في ظل حالة التراجع التي وصل اليها في السنوات الاخيرة ؟ وكيف يري السينمائيون المنافسة بين المهرجانين؟ قبل الاجابة علي هذه التساؤلات لابد من الاشارة الي ان مهرجان الجونة السينمائي أعلن صناعة أنه سينطلق يوم 21 سبتمبر 2017 بمنتجع الجونة بالبحر الاحمر الذي يمتلكه رجلا الاعمال نجيب وسميح ساويرس واللذان رصدا ميزانية تبلغ 2 مليون يورو كميزانية مبدئية تتيح استقطاب اهم الافلام والنجوم العالميين وهو ما يعاني منه مهرجان القاهرة السينمائي، وشارك في تأسيس المهرجان الفنانة الشابة بشري ومن المتوقع ان تتولي منصب المدير الاداري اما المخرج أمير رمسيس فيتولي البرمجة للافلام في حين تم اختيار المصور العراقي انتشال التميمي وهو الذي كان يعمل مديرا فنيا لمهرجان روتردام للفيلم العربي قبل ايقاف نشاطه ثم انتقل مديرا للقسم العربي بمهرجان ابو ظبي السينمائي قبل ايقاف نشاطه ايضا قبل عامين ؛ وتعد هذه هي المرة الاولي التي تتولي فيه شخصية غير مصرية ادارة مهرجان مصري !! في البداية يقول د. خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما ومقرر اللجنة العليا للمهرجانات − مهرجان الجونة السينمائي لم يتقدم بملف للجنة العليا للمهرجانات وبالتالي لا يمكن تقييم المهرجان ونوعيته واهدافه ومن حق القائمين عليه الا يتقدموا للجنة العليا للمهرجانات اذا كانوا لا يطلبون اي دعم من وزارات الدولة ومن حقهم ان يقيموه بالشكل الذي يرونه ولا يوجد ما يمنعهم من اقامته . ونفي د. خالد عبد الجليل ان يؤثر هذا المهرجان علي مكانة مهرجان القاهرة السينمائي او يسحب منه الصفة الدولية ورغم ذلك يجب الا نترك مهرجان القاهرة السينمائي علي هذا الحال ولابد من اعادة هيكلته ووضع نسق خاص وخطوط فاصلة لتحديد المسئوليات المالية والادارية بين ادارة المهرجان ووزارة الثقافة التي تشرف عليه وتموله ؛ كما يجب البحث عن وسائل غير تقليدية لتمويل المهرجان في ظل العجز المالي الذي يعاني منه المهرجان فلا يمكن لستة ملايين جنيه أن تكفي لاقامة مهرجان سينمائي خاصة بعد تعويم الجنيه وارتفاع الاسعار. ويري المنتج د.محمد العدل رئيس جبهة الابداع وعضو اللجنة العليا للمهرجانات − ان اقامة مهرجان الجونة السينمائي لا يمكن أن يؤثر بأي حال من الاحوال علي مكانة مهرجان القاهرة السينمائي صاحب التاريخ الطويل، فهذا المهرجان يأتي اطلاقه برغبة شخصية من رجلي الاعمال نجيب وسميح ساويرس ان يكون لديهما مهرجان سينمائي واستعانا باشخاص من داخل∪الشغلانة∪ سواء اتفقنا معهم او اختلفنا وفي النهاية تجربة لابد ان ننتظر اطلاقها . واضاف د. محمد العدل: ادارة المهرجان لم تتقدم بملف له للجنة العليا للمهرجانات حتي الان وسوف أطرح الامر في اجتماع اللجنة القادم حتي يدخل المهرجان في التنسيق بين المهرجانات المصرية حتي لا يتضارب موعده مع مواعيد المهرجانات الاخري. وطالب د. محمد العدل بضرورة دعم مهرجان القاهرة السينمائي بقوة خلال الفترة القادمة فاذا كانت هناك مهرجانات اقليمية تنافس القاهرة فان في الفترة القادمة سيكون هناك مهرجانات داخل مصر ستنافس القاهرة بقوة لذلك لابد من العمل علي زيادة ميزانيته واعادة هيكلته ماليا واداريا واستقطاب ادارة محترفة ومحترمة. ويري الناقد كمال رمزي ان اطلاق مهرجان الجونة السينمائي سيعمل علي زيادة فعالية القاهرة السينمائي وبقية المهرجانات الاخري وكلما زاد عدد المهرجانات المصرية يمكن ان يحدث بينها التنافس والتكامل لا صراعات فمثلا دولة مثل اسبانيا يصل عدد مهرجاناتها 200 مهرجان وفرنسا 250 مهرجان وكل العالم المتحضر بها مهرجانات متعددة وزيادة المهرجانات تحقق ثقافة اوسع واعمق كما ان مهرجان الجونة يقوم عليه اثنان من كبار رجال الاقتصاد في مصر مما يتيح له امكانيات اوسع. وطالب كمال رمزي الدولة بضرورة دعم مهرجان القاهرة السينمائي بقوة ماليا فالميزانية الحالية لا تكفي في ظل الظروف الاقتصادية كما طالب ادارة المهرجان بضرورة الاهتمام بصورة اكبر بالجانب الثقافي في الدورات القادمة والاهتمام بنشرة المهرجان وزيادة عدد صفحاتها وتكثيف الندوات والاهتمام بإصدار اكبر عدد من الكتب السينمائية. يقول المخرج عمر عبد العزيز − رئيس اتحاد النقابات الفنية لا اعتقد أن يؤثر مهرجان وليد مثل ∩الجونة∪في مهرجان بحجم وتاريخ مهرجان القاهرة السينمائي فهو واحد من اهم واقدم المهرجانات في المنطقة وحتي لو اصبح ∩الجونة∪ دوليا لا يمكن ان ينافس القاهرة فالمهرجانات ليست اموال وميزانيات بل تاريخ طويل يمتلكه المهرجان ، فهل مهرجان دبي رغم الاموال الطائلة الي تنفق عليه اصبح اهم من القاهرة؟ لا بالطبع فالقاهرة عمره 39 عاما، واذا نظرنا للجونة فهي غير مؤهلة لاقامة مهرجان دولي في حجم القاهرة فلا يوجد بها دار عرض سينمائي واحدة تصلح لاستقبال عروض مهرجان. وقال رئيس اتحاد النقابات الفنية ليس معني أن مهرجان الجونة لا يستطيع منافسة القاهرة ان نظل نضع ايدينا في الماء البارد امام الحالة الي وصل اليها مهرجان القاهرة السينمائي ويجب علي المسئولين عن المهرجان من وزارة الثقافة التي تتولي تنظيمه أن تعمل علي اعادة هيكلة المهرجان من جديد بداية من الاستعانة بمدير للمهرجان يكون علي مستوي عال من الحرفية ويمتلك المؤهلات ادارة مهرجان بحجم القاهرة وقدرة علي استقطاب افلام عالمية كبيرة واختيار لجان تحكيم علي مستوي كبير من المهنية والشهرة. يقول السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الاقصر الافريقي: قبل عدة سنوات كنت اول من أطلق نداءا بضرورة اقامة مهرجان سينمائي بكل محافظة مصرية وتكون مهرجانات حقيقية وليست التقليدية صاحبة التوجه الاعلامي الفارغ من المحتوي؛ وقد كان مهرجان الاقصر الافريقي في فبراير 2012 البداية في هذه النوعية من المهرجانات وولكي تؤدي هذه المهرجانات دورها كان لابد ان يكون هناك تنسيق من قبل اللجنة العليا للمهرجانات حول طبيعة وتوجه كل مهرجان ودوره الذي يقوم به وموعده ومدي تحقيقه لاهدافه حتي لا نقع اسري للعشوائية في اقامة المهرجانات واقامة مهرجان في ∩الجونة∪ شيئ رائع وايجابي خاصة وان من يقيم المهرجان رجال أعمال وهذا جديد − بعيدا عن النمط البيروقراطي ويعتمد علي الشباب في ادارته (بغض النظر عن مديره الفني) ولكن ان يكون موعد انطلاق دورته الاولي في شهر سبتمبر فهذا يعني ان هناك حالة من التخبط وسيكون له تأثير كبير علي مهرجان القاهرة السينمائي فسيؤدي الي اضعاف المهرجان الاكبر والاعرق في مصر حتي لوكان لدينا تحفظات علي ادارة القاهرة لذلك يجب ان يكون مهرجان الجونة مختلفا كيفا وموعدا عن القاهرة السينمائي.