فى المؤتمر الصحفى لمهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة والذي عقد مساء الأربعاء الماضي بمسرح الهناجر بالأوبرا كان الاهتمام واضحاً بحضوره من المسئولين عن المهرجانات الأخرى فى مصر، فحضر رئيس مهرجان الإسكندرية الأمير أباظة،كما حضر مدير مهرجان الجونة أنتشال التميمي، ومدير مهرجان سينما المرأة بأسوان حسن أبو العلا، ولم يحضر رئيس مهرجان القاهرة الجديد، بينما حضر نائب المدير الفني أحمد شوقي، وعلى المنصة تواجد رئيس المهرجان د. خالد عبد الجليل ومديره عصام زكريا ومحافظ الإسماعيلية اللواء ياسين طاهر الذي كان سعيداً وفخوراً بوجود المهرجان فى محافظته بل أنه أعلن أن المحافظة أضافت مكانا جديدا لعروض الأفلام على جمهور الإسماعيلية هي حديقة ومنتجع جديد أقيم من أجل الترفيه عن المواطنين وهو أمر مهم للغاية أن يتفاعل المسئول الأول عن أي محافظة مع الأحداث الثقافية والمناسبات الفنية القادمة إليها ويدعمها فهذا الدعم والتفاعل أمر شديد الأهمية فى نجاح أي حدث ثقافى فى أي مكان فى مصر.. وكم من أحداث ومناسبات مهمة أجهضتها سلوكيات موظفى المحافظات بمعرفة أو بدون معرفة المحافظ، وليست بالضرورة موافقته.. والقضية هنا هي تفاعل الموظف العام مع الحدث العام، أو تفاعل المسئول مع مهرجان أو مناسبة ثقافية أو اجتماعية تقام فى موقع مسئوليته، وهل هناك قواعد ولوائح لهذا التفاعل والتعاون.. وهل على كل مسئول عن أي مناسبة ثقافية أو مهرجان أن يطرق وحده أبواب المسئولية وأن يحاول اقناعهم والوصول إلى نقاط للتلاقي والتفاهم معهم حتى تمر المناسبة بسلام وبدون شعور المشاركين فيها أنهم ضيوف غير مرغوب فيهم !.. أن حضور محافظ الإسماعيلية وحماسه الشديد لدعم المهرجان وتفاعله مع أسئلة الصحفيين والنقاد ممن حضروا المؤتمر يمثل روحاً جديدة وفهم غير منتشر بين المسئولين عن أهمية العمل الثقافي، وأيضا ما أبداه مسئولو المهرجانات الحاضرون من اهتمام وتقدير لمهرجان متفرد تقيمه مصر منذ عشرين عاما وكان للناقد الراحل على أبو شادي دور كبير فى إقامته واستمراره.. فى المؤتمر تحدث الناقد السينمائي انتشال التميمي العراقي الأصل والعربي الانتشار عن عمله لسنوات مندويبً لمهرجان الإسماعيلية فى أوروبا، وفى اليوم الثالث للمؤتمر، أصدر مهرجان الجونة السينمائي الدولي بيانا عن فريق عمله الذي سيقوم بتنفيذ دورته الثانية فى سبتمبر القادم.. وفى البيان معلومات يجب أن يعرفها الجميع عن جديد « الإدارة « فى المهرجان وهو تحول التميمي إلى المدير العام له بينما أصبح المخرج أمير رمسيس مديره الفني وتولى آخر مكانه كمبرمج للأفلام هو الناقد محمد عاطف.. اللافت للنظر هنا أننا أنتظرنا هذا من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المهرجان الأكبر والأهم فى مصر، والذي تولى رئاسته المنتج والكاتب محمد حفظ منذ أسبوعين من خلال اختيار وزيرة الثقافة، د. إيناس عبد الدايم، وعرفنا أن تولي حفظ جاء مصحوباً، باستمرار يوسف شريف رزق الله فى موقعه كمدير فني للمهرجان، وبعدها بأسبوع وصلنا خبر بأن نائب المدير الفني الناقد أحمد شوقي أحتفظ أيضا بموقعه.. وكان من المفترض أن يصدر بيان واضح بالاتفاق وأن تصدر الوزيرة قرار اختيار الرئيس الجديد ومعه اختياراته لفريق العمل كله كما حدث مع الجونة، وأن تتم الاجتماعات الأولى بقدر كبير من السرعة تتفق مع الأهمية الكبرى للأيام القليلة القادمة حتى موعد انعقاد مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى اوائل مايو حيث يتواجد فيه مسئولو المهرجانات لاختيار أهم الأفلام التي صنعها مبدعو السينما فى العالم، وعلى أمل أن يتم اختيارها فى « كان» لكن مهرجان القاهرة، مع وجود الرئيس الجديد، لم يصدر البيان المنتظر عن اكتمال فريق العمل، وعن خطة الأيام القادمة، وعن الميزانية المطلوبة هذا العام، وربما تكون هي كالعادة المعضلة الكبرى للمهرجان ولكنها معضلة يعرفها الجميع، وأولهم رئيسه الجديد ولابد من مواجهتها.. ومن إنهاء ديون الدورة السابقة للمهرجان، وأغلبها أجور ومكافآت فريق العمل به.. والسؤل الآن هو.. إذا كان الأستاذ محمد حفظ يعرف كل هذا بحكم قربه من المهرجان وكل ما يخص السينما فى مصر، وأيضا عضويته فى اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان فى الدورة السابقة، فلماذا يتأخر فى الإعلان عن الخطوات التي أتخذها أو فى سبيله لإتخاذها للنهوض بالدورة القادمة، وكيف يمكن لأي رئيس، مهما كانت قدراته، تقديم دورة جيدة بدون اكتمال فريق عمل لا يعاني من الدورة الماضية، وعليه أن يعمل لدورة جديدة، إضافة لمشكلة الرعاة والرعاية القادرة على الحفاظ على قيمة المهرجان وأهميته بدون التدخل فى أمور ليس من اختصاصها، وأخيراً مشكلة المشاكل فى المهرجان وهي الميزانية التي تقدرها وزارة الثقافة وعادة ما تكون أقل بكثير من المتطلبات اللازمة لمهرجان له مكانة كبيرة وإمكانيات محدودة دائما ما تجعله مأزوماً فى مواجهة مهرجانات عربية أحدث منه تحاول الحصول على تلك المكانة أو على الأقل، منازعتها، بإمكانيات فائقة، ودعم لا متناهي من كل الجهات الحكومية والخاصة وأخيرا فى مواجهة المهرجان الأحدث فى مصر « الجونة» الذي يقام من القطاع الخاص وبتمويل رجال الأعمال، ولا يعاني كل ما يعانيه « القاهرة « من رقابة مالية وتأخر فى الصرف وعجز عن دعوة كبار نجوم السينما فى العالم. هل ننتظر طويلا حتى يعلن الرئيس الجديد لمهرجان القاهرة عن فريق عمله.. وخطته.. وميزانيته.. وأن يقول للجميع.. أصدقاء أو غير ذلك.. نحن هنا.. انتظرونا.