عرفناه داخل مجلس الشعب بقاهر الفساد .. عرفناه بشجاعته المعهودة في كشف كل إنحراف .. ومواجهة كل إعوجاج أو فساد .. ولاننسي مقولته الشهيرة تحت قبة البرلمان التي أصبحت قولا مأثورا يشتشهد به الناس في أحاديثهم لآنها جاءت علي لسان رئيس ديوان رئيس الجمهورية .. " الفساد بقي للركب " .. مطالبا بالتصدي بيد من حديد لكل من تسول له نفسه السرقة وقتل الضمير والتستر علي الفساد وخيانة الأمانة أو إستغلال النفوذ أو التجاوز في حماية مصالح المواطنين .. بالطبع الحديث عن الدكتور زكريا عزمي النائب المخضرم الذي عرفناه حريصا علي حضور جلسات مجلس الشعب .. في حضور خاص .. ليس كأي نائب آخر يشغل المقعد ولايشارك بجدية في المناقشات .. وإنما الدكتور لايألو جهدا عن المشاركة بقوة وحماس في كل المناقشات بكلمات حاسمة .. نابضة .. وعبارات صادقة تخرج من القلب واضحة ومتوازنة .. لاتغيب عن برلماني قدير محنك .. ونائب تحمَّل المسؤلية بإقتدار .. بعد أن منحه أهالي دائرته بالزيتون كل الثقة .. وتاريخ فوزه بمقعد البرلمان بالتزكية عدة دورات متتالية خير دليل علي ذلك .. وفي أول جلسة عقدها مجلس الشعب في ثوبه الجديد - الإثنين الماضي - رأينا جميعا الدكتور زكريا عزمي كما عهدناه دائما يصول ويجول في أرجاء القاعة الممتلئة بالأعضاء الجدد ويفجر قضية ساخنة وهامة .. هي قضية حرية الصحافة .. ويتلمس ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين النقد البناء المقبول وبين السب والقذف والتجريح والذي أصبحت تنتهجه الصحف المستقلة والمعارضة وتستغل حرية الصحافة في التطاول والتدليس وإلصاق التهم دون وجه حق وتشويه رموز في الدولة جورا وظلما وبهتانا بحجة " القارئ عاوز كده " وبحثا عن إستثارة الناس والسقوط بهم إلي غياهب الخديعة .. كل ذلك تمارسه الصحف تحت زعم حرية الصحافة البريئة منهم .. براءة الذئب من دم ابن يعقوب ... وكعادته وقف الدكتور زكريا عزمي كالأسد الجسور ليؤكد علي إيمانه الكامل بهذه الحرية التي كفلها الدستور في مادته 702 .. وعبر عن إقتناعه بالدور الهام للصحافة ورسالتها في الرقابة والنقد الموضوعي .. ولكنه يرفض الخلط بين النقد والإهانة وهو ما فعلته صحيفة المصري اليوم التي نشرت رسما كاريكاتيريا في صفحتها الأخيرة يوم الأحد الماضي يصور نواب مجلس الشعب علي شكل قطط وكلاب !! مما يعد إهانة بالغة لنواب الشعب المحترمين .. وطالب الدكتور بإستخدام المادة السادسة من اللائحة الداخلية للمجلس .. وقال معبرا بأنياب من حديد ..: " نحن نحترم حرية الصحافة ولكن دون أي تجاوزات .. فأنا أرفض تصوير نواب الشعب علي شكل كلاب ".. فضجت القاعة بالتصفيق الحار .. هذا هو الدكتور زكريا عزمي الذي ذَكَرنا منذ الجلسة الأولي للبرلمان الجديد .. في الفصل التشريعي العاشر .. ببطولاته وإنتصاراته تحت القبة .. بإقتحام القضايا الشائكة والأكثر جماهيرية ! أستاذ ممتاز .. شكرا بعد إقامة في " البادروم " دامت خمسة أعوام ونصف العام .. تحديدا ألفين وسبعة أيام بالتمام والكمال .. أخيرا قرر الأستاذ الكبير العزيز ممتاز القط رئيس تحرير معشوقتي أخبار اليوم أن يفرجها عليً وينقلني إلي الطابق العلوي " البحري " وفي مساحة أرحب وأوسع .. وذلك في ظل التطوير والتحديث المستمر الذي تشهده الصحيفة الأكبر توزيعا والأكثر قراءة في مصر والشرق الأوسط .. أستاذ ممتاز .. شكرا جزيلا لك !