إن صح لنا أن نطلق أسماء أو صفات علي الأعوام فإن عام 2016 يعتبر عاما للجوائز الأدبية بكل جدارة، وخاصة أن معظم الفائزين فيتلك الجوائز العربية والمحلية كانوا مصريين، فمثلا نجد جائزة "كتارا" للرواية العربية فيدورتها الثانية كانت من نصيب الروائيناصر عراق حيث حصلت رواية "الأزبكية " علي جائزة قيمتها 200 ألف دولار، لفوزها بجائزة أفضل رواية منشورة يجريتحويلها إلي عمل درامي، و"جائزة الشيخ زايد للآداب" التيفاز بها إبراهيم عبد المجيد، عن عمله »ما وراء الكتابة: تجربتيمع الإبداع». وعن جوائز الدولة حصل الشاعر الراحل فاروق شوشة عليجائزة النيل، وفيفرع مجموعة قصص قصيرة جدًا فاز منير عتيبة، عن "روح الحكاية"، وفيفرع الرواية فاز الروائيعمرو العادليعن رواية "الزيارة"، وفيفرع ديوان شعر فاز سالم الشهباني، عن ديوان "سيرة الورد"، وفيفرع ترجمة نصوص إبداعية، فاز الكاتب محمد عبد النبي، عن اختفاء للروائي "هشام مطر". وفيفرع الكتاب النقديفي أدب الأطفال فاز محمد عبد التواب عن عمل صورة المرأة في أدب الاطفال "التّشكُل والإشكال". وحصد جائزة الدولة التقديرية فيالآداب القاص سعيد الكفراوي ، الشاعر أحمد سويلم، وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر صلاح الراوي وهناك جوائز خاصة مثل جائزة نجيب محفوظ والتيحصل عليها الروائيالمصريعادل عصمت بعد ثلاث سنوات من حصول روائيين عرب عليها ،وفيجائزة أحمد فؤاد نجم حصل الشاعر الشاب عمرو حسن عليالجائزة الأوليأما الروائيالشاب وجديالكوميفقد حصل عليجائزة الابداع العربيوهذا الأسبوع أعلنت جائزة الشيخ زايد عن القائمة الطويلة للرواية لعام 2017 وكان من ضمن الفائزين بها الروائيمكاويسعيد عن رواية " أن تحبك جيهان" .لاشك أن للجوائز وقعا رائعا فيحياة المبدع وخاصة ذلك الذيلا ينتظر الحصول عليالجائزة ولا يكتب من أجلها بل تأتيه فيغفلة منه، هذا النوع من المبدعين يكون همه الأول أن يكتب إبداعا بغض النظر عن أيجوائز ، فالجائزة فيحد ذاتها تمنح المبدع إحساسا بالرضا عن ذاته ، وبأنه لا يغنيبمفرده فيعالم الإبداع والكتابة . ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض الجوائز التيأفسدت الإبداع، ومُنحت للبعض نتيجة للعلاقات الشخصية أو المجاملات أو لأسباب بعيدة كل البعد عن قيمة الإبداع ذاته، ومن الجوائز التيأثارت جدلا هذا العام جائزة "نوبل" التيمُنحت بوب ديلن الشاعر الغنائي والموسيقيالأمريكيعلي أرفع جائزة أدبية، وهذا الجدل لم يكن فيالأوساط المصرية والعربية وإنما فيكل الواقع الأدبي وخاصة أن المنافسة كانت أمام أدباء عالميين لهم باع طويل فيمجال الإبداع. وهذا الواقع الذيضج بالجوائز الأدبية بات يسيطر علي استراتيجية الكتابة الإبداعية والنقدية إن صح التعبير ، فأصبح بدلا من أن نسأل ماذا تقرأ صرنا نسأل ماذا تكتب ؟، مع أن فعل القراءة أهم وأكثر تغيرا للواقع أكثر من فعل الكتابة الذيصار يتحرك بالقويالاستهلاكية وصنع نجوما سرعان ما يتغيرون بظهور نجوم جدد، هذا الواقع الصاخب الذيصرنا نعيش فيه عاما بعد عام بسبب ارتفاع قيمة الجوائز المالية التيتعدت ملايين الدولارات مما جعل بعض المبدعين يتركون الإبداع ويهتمون بالجوائز، ولا نغفل دور بعض دور النشر التيتشارك بقوة فيالحصول عليالجوائز بضخ أعمال أدبية قد لا تتصف بالإبداع أكثر ما تتصف بالأكثر مبيعا ورواجا للحصول عليمزيد من الأرباح المادية بغض النظر عن القيمة الإبداعية للعمل الإبداعي، مما يزيد من محنة الإبداع في زمن الجوائز .