ضغوط هائلة تمارسها اسرائيل علي المجتمع الدولي ، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، من اجل توجيه ضربة عسكرية لإيران تستهدف تدمير برنامجها النووي الذي تؤكد طهران انه ذو طبيعة سلمية بينما تصر تل ابيب علي انه يسعي لإنتاج أسلحة ذرية. مبررات اسرائيل المعلنة لهذا التصعيد الحربي الخطير هو تصريحات القادة الإيرانيين بداية من الزعيم الراحل آية الله خوميني وحتي الرئيس الحالي أحمدي نجاد حول ضرورة إزالة الدولة الصهيونية من خريطة الشرق الأوسط وهو الأمر الذي سيصبح ممكنا ، من وجهة النظر الإسرائيلية ، اذا امتلكت ايران القوة اللازمة وخاصة القوة النووية. هذه المبررات يفندها بروس ريدل الخبير في معهد بروكنجز ومستشار شئون الشرق الأوسط لأربعة من الرؤساء الأمريكيين.. يقول ريدل: ان مخاوف اسرائيل من تنامي القوة العسكرية الإيرانية مبالغ فيها وذلك لأسباب عديدة من أهمها: أن اسرائيل سوف تظل القوة العسكرية المهيمنة علي المنطقة في المستقبل القريب دون أي حاجة لمهاجمة ايران لضمان أمنها. ويضيف ريدل ان اسرائيل لديها الآن حوالي 200 قنبلة ذرية وهي قوة جبارة يستحيل ان تصل اليها ايران لعقود قادمة مهما فعلت. ولدي اسرائيل انظمة متعددة لتوصيل اسلحتها النووية الي اهدافها مثل صواريخ "أريحا" القادرة علي ضرب أي منطقة داخل إيران وطائرات اف 15 التي تستطيع حمل رؤوس نووية وايضا ما تمتلكه من غواصات دولفين الألمانية القادرة علي اطلاق صواريخ نووية. ويؤكد الخبير الأمريكي ان تفوق اسرائيل الساحق في مجال الأسلحة التقليدية لاجدال فيه وتراقب الأقمار الصناعية الإسرائيلية كل كبيرة وصغيرة في دول المنطقة بما في ذلك ايران علي مدار اليوم. علي الجانب الآخر، مازالت القوات الإسرائيلية تعاني من آثار حربها الطويلة مع العراق والحصار الذي يفرضه الغرب عليها والعقوبات الدولية التي حرمتها من استيراد الأسلحة وقطع غيارها ومنعت بعض الدول مثل روسيا والصين من أي تعاون عسكري معها في الوقت الذي تتلقي فيه اسرائيل مساعدات عسكرية هائلة من الولاياتالمتحدة والدول الغربية تضمن لها التفوق علي جميع دول المنطقة. ورغم ادعاء ايران بانها قادرة علي الاكتفاء الذاتي في مجال السلاح إلا أن اي مقارنة علمية او موضوعية مع اسرائيل في مجال القوة العسكرية لايمكن ان تكون في صالح الإيرانيين الذين يقول بروس ريدر انهم يعتمدون اساسا علي سلاحين في مواجهة احتمال تعرضهم لعدوان أمريكي إسرائيلي وهما الصواريخ والإرهاب. والسؤال المهم هو.. لماذا تسعي اسرائيل لتضخيم الخطر الإيراني علي أمنها ؟ يري الخبراء في شئون الشرق الأوسط ان اسرائيل تحرص علي استمرار احتكارها للأسلحة النووية في المنطقة والذي دام قرابة اربعين عاما وهو مايتيح لها ميزات استراتيجية وسياسية هائلة خاصة في مواجهة الدول العربية. وتخشي اسرائيل من التأثير النفسي الذي سينتج عن اقتناع العرب ولو علي سبيل الخطأ ، ان هناك قوة اخري في المنطقة يمكنهم الاعتماد عليها ضد اسرائيل. والي جانب ذلك، يعتقد اليمين الإسرائيلي المتطرف ان خير وسيلة للهروب من مأزق السلام الذي يعيشونه الآن هي إشعال حرب جديدة في المنطقة ضد ايران ينشغل بها العالم عن مطالبة اسرائيل بالتجاوب مع الجهود السلمية وتتيح لهم الفرصة لاستكمال المشروع الاستيطاني الإسرائيلي وابتلاع كامل التراب الوطني الفلسطيني.