سئلت عن الحب: هل اختلف الآن عن زمان؟ وأجبت ببيت من قصيدة لنزار قباني: »الحب في الأرض نوع من تخلينا.. لو لم نجده عليها لاخترعناه«!. فالحب احتياج انساني، وبدونه يتحول الانسان إلي آلة صماء أو كائن بلا مشاعر، يأكل ويشرب ويعمل ويتناسل وينام!. الحب طاقة جبارة وشحنة ايجابية اذا استطعنا ان نعثر عليها داخل ذواتنا وليس خارجها، وان نفجرها في قنوات متعددة: نحب ذاتنا فنطورها، ونحب اهلنا فنهتم بهم، نحب اعمالنا فنخلص لها، وعندئذ سوف نحب حباً رائقاً صافياً لا خداع فيه ولا كذب لشريك العمر!. اما الحب زمان والآن، فالفارق هو ان قيمة الحب كانت هي الأعلي في قرار الارتباط او الزواج، اما الآن فللأسف تتراجع هذه القيمة مقابل اشياء أخري علي رأسها المادة والطموح الزائد، والاستعمال والتطلع غير المقترن بالصبر وبذل الجهد والعطاء. كل هذا جعل الحب يتواري، لكنه ابداً لن يختفي ويزول، طالما هناك حياة علي سطح الارض، فكل انسان يدرك ولو بعد حين ان الحب هو الحياة، وهو الذي يجعلنا نتشبث بكل ما هو جميل، وسوف يدرك ايضاً ان الذكي هو من يجعل الحب دستوره في كل شيء، ليس في اختيار شريك او شريكة العمر فحسب، بل في العمل والحياة ايضاً. ولا انسي هنا جملة انحفرت في وجداني لأستاذي الراحل مصطفي امين: ان النجاح في اي شيء في الحياة هو قصة حب!.