د. صلاح عبدالمؤمن : استنباط 71 صنفاً طاقتها الإنتاجية 03 أردباً للفدان خبراء الزراعة: التوسع في زراعة القمح بالمناطق الصحراوية سبيلنا للاكتفاء رئيس بنك التنمية :390 شونة جاهزة لاستلام القمح بدأت شون وصوامع بنك التنمية والائتمان الزراعي ووزارة التموين تسلم بشائر القمح بعد وصول سعره إلي 004 جنيه للأردب مما شجع المزارعين علي زراعته.. ووصلت المساحة المزروعة قمحاً هذا العام 3.3 مليون فدان.. وتباينت آراء الخبراء والمسئولين والفلاحين.. البعض قال أنه من الصعب تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح لأن هذا يعني زراعة 5 ملايين فدان وسيأتي هذا علي حساب محاصيل أخري مهمة.. ورفض خبراء الزراعة هذا الكلام وأكدوا أنه يمكن تقليل الفجوة الاستيرادية من القمح وتوفير 11 مليار دولار سنوياً علي الدولة عن طريق زراعة الأراضي المستصلحة حديثاً والتوسع في تنميتها الي جانب استنباط أصناف عالية الانتاجية وتقاوي جيدة وتوفير مستلزمات الزراعة من تقاوي وأسمدة للفلاحون.. وأوضح المسئولون بوزارة الزراعة أن هذا العام سيشهد انتاج كميات كبيرة من القمح وإنشاء صوامع جديدة ستدخل الخدمة هذا العام الي جانب تطوير الشون والصوامع القديمة.. وكذلك توفير 11 مليار جنيه لاستلام محصول القمح الجديد وسيتم تسليم الفلاح ثمن القمح خلال 84 ساعة من توريده علي الأكثر..»أخبار اليوم« حملت هذا الحلم إلي الخبراء والمزارعين والمسئولين بوزارتي الزراعة والتموين.. وكان هذا التحقيق. في البداية قول د.يحيي متولي أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث: يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في القريب العاجل، إذا توسعت الدولة في زراعته في المناطق الصحراوية والمستصلحة حديثاً فنحن نزرع حالياً حوالي 3.3 مليون فدان في المناطق القديمة والمستصلحة حديثاً ولكننا لم نتوسع بالشكل الكافي في زراعته في المناطق الصحراوية علي الرغم من أن القمح من المحاصيل التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه وتتم عملية الري من 3 الي 4 مرات طوال فترة زراعته.. كما تتميز هذه الاراضي بأنها بكر وتستطيع انتاج قمح ذي انتاجية عالية ربما تصل إلي 42 أردبا للفدان. وطالب د.يحيي الدولة بتبني مشروع قومي لانتاج تقاوي قمح عالية الانتاجية وتستطيع تحمل ملوحة التربة إلي جانب توفيرها.. وأضاف: الأسعار التي تحددها الدولة لمحصول القمح لا تشجع المزارعين علي زراعته وتجعلهم يتجهون إلي زراعة محاصيل أخري أكثر ربحية، ولذلك فعلي الدولة منح المزارعين أسعاراً مجزية للمحصول لتشجيعهم علي زراعته والوصول بالمساحات المزروعة قمحاً الي 5 ملايين فدان مستقبلاً بدلاً من 3 ملايين فدان حالياً. مازال صعباً ويختلف معه في الرأي د.محمد عبدالحميد نوفل الخبير الزراعي ورئيس قسم بحوث التسميد بمركز البحوث الزراعية حيث يقول أنه يمكن سد الفجوة القمحية عن طريق عدة أمور منها الاهتمام بالتسميد البوتاسي لتزويد الانتاج بصورة جيدة فمتوسط الانتاج الحالي 81 أردبا ويمكن الوصول بهذا التسميد إلي 22 أردباً وأكثر وتم تطبيق هذا التسميد في العديد من الأراضي الزراعية وأعطي نتائج مبشرة يمكن من خلالها سد الفجوة الغذائية وتقليل الاستيراد من الخارج. ويؤكد د.نوفل أن قطاع الارشاد الزراعي يقوم بدور كبير في هذه المرحلة من خلال توعية المزارعين بأهمية زراعة القمح وما يمثله من أمن غذائي لمصر وتقديم دورات تدريبية لهم لزيادة الانتاج. أما د.محمد محمود سامي استاذ الاقتصاد الزراعي بمركز بحوث الصحراء فيقول: انه يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح اذا اهتمت الدولة بالمشروعات الزراعية القومية في توشكي وشرق العوينات وترعة السلام، وبدأت في توسيع الرقعة الزراعية بهذه المشروعات. ويطالب د.سامي الدولة بضرورة التوسع في زراعة الأراضي الصحراوية من أجل سد الفجوة الغذائية من القمح وتوفير مصادر المياه لها فالمشروعات القومية هي مستقبل مصر والأجيال القادمة، وستكون السلة الغذائية لمصر إذا تم الاهتمام بها. صوامع جديدة ويقول عبدالرحمن شكر نقيب فلاحي مصر ان الاكتفاء الذاتي يمكن تحقيقه إذا استنبطت الدولة سلالات جديدة من القمح ذات جودة عالية ووفرت للمزارع كل مستلزمات الانتاج بأسعار مخفضة. وطالب شكر الدولة بضرورة إنشاء صوامع جديدة لاستيعاب الكميات الموردة من الفلاحين وعدم اتلافها إلي جانب تحويل الشون الترابية إلي شون خرسانية أو صوامع لضمان جودة تخزين القمح. ويقول د.عبدالسلام جمعة رئيس مركز البحوث الزراعية السابق والمعروف باسم أبوالقمح ان تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 001٪ صعب حيث تستهلك مصر 41 مليون طن سنوياً وننتج 8 ملايين طن مما يعني استيراد 6 ملايين طن من الخارج.. ولكن يمكن تقليل الفجوة الاستيرادية بنسبة 02٪ عن طريق استنباط أصناف عالية الانتاجية وزراعة الأراضي المستصلحة حديثاً وأكد علي صعوبة تحقيق الاكتفاء الذاتي نظراً لأن ذلك يتطلب زراعة 5 ملايين فدان قمحاً. ويضيف د.عبدالسلام جمعة: تفتيت الحيازات الزراعية يساهم في اضعاف قدرة الدولة علي تحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب خاصة القمح وهو ما يستوجب عودة العمل بنظام الدورة الزراعية. أمن قومي أما د.محسن البطران رئيس مجلس إدارة بنك التنمية والائتمان الزراعي فيقول: الدولة اعتمدت 11 مليار جنيه لتوريدات محصول القمح من المزارعين.. وتم توفير 005 مليون جنيه حالياً منها 052 مليون جنيه لبنك التنمية الزراعي و052 مليون جنيه لهيئة السلع التموينية وذلك لاستلام محصول القمح من الفلاحين.. وبمجرد توريد المزارعين للقمح لشون بنوك التنمية والائتمان الزراعي والتي يبلغ عددها 093 شونة جاهزة للتسليم بمختلف المحافظات سيتم تسليم المزارعين خلال 84 ساعة ثمن ما وردوه من المحصول دون تأخير، وذلك لتشجيعهم علي سرعة تسليم القمح وعدم بيعه لأي جهة أخري.. موضحاً ان الفلاح المصري أصيل ولن يتخلي عن دوره تجاه الوطن فهو يعرف جيداً ان القمح مسألة أمن قومي والعبث به في غاية الخطورة..وأشار رئيس البنك إلي انه تم تطوير عدد كبير من الشون التابعة للبنك وصل عددها لأكثر من 56 شونة تم تطويرها ويجري حالياً تطوير الشون الترابية بتحويلها إلي شون خرسانة مشيراً إلي أن البنك خصص حوالي 003 مليون جنيه لتطوير أرضيات وأسوار ومظلات أكثر من 95 شونة تستقبل حوالي 057 ألف متر مكعب من القمح وهي تمثل 33٪ من الناتج في الموسم الحالي.. مؤكداً أن شون البنك ستستوعب هذا العام حوالي 2 مليون طن قمح. الحد من الاستيراد ويقول د.صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ان الوزارة ستستمر في سياساتها لدعم مزارعي القمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه والحد من الاستيراد مشيراً الي ان الفترة السابقة شهدت اقبالاً كبيراً من المزارعين علي تقاوي القمح المنتقاة والمنتجة في الإدارة المركزية لانتاج التقاوي.. ويوضح ان مركز البحوث الزراعية استنبط 71 صنفاً من القمح منها ما هو قمح للخبز وآخر للمكرونة عالي الانتاجية وتصل طاقته الانتاجية الي 03 أردباً للفدان وهذه الأصناف ستساعد علي تقليل الفجوة القمحية نظراً لانتاجيتها الجيدة. ويضيف د.عبدالمؤمن أن هذا العام بالتعاون مع وزارة التموين سيدخل الخدمة 52 صومعة جديدة تستوعب ما يقرب من مليون طن زيادة وباقي الكمية تأخذها المخابز الخاصة والمنازل ومنها ما يهدر.