منطقة صناعية مصرية علي مساحة 526 ألف مترمربع في انتظار المستثمرين المصريين للمرة الثانية اطير الي اقليم كردستان، هذا الاقليم الغريب تماماً عن الشعب المصري، فإذا قلت انك ذاهب الي العراق كانت علامات التعجب تسبق علامات الاستفهام، وعلامات الخوف تسبق السؤال عن سبب الزيارة، ولكن اذا ذكرت كردستان فالوضع مختلف وإن تساوت الأسئلة إلا ان الإجابات مختلفة تماماً، فأنت أمام شعب له من الهدوء والصفاء النفسي والرضا مع النفس، ما لم اجده في اي مكان في الوطن العربي، والابتسامة التي يستقبلك بها الناس هنا لا تقاوم، فعلي الرغم انه من الممكن ان يكون مستقبلك لا يعرف العربية، إلا انه يحاول التواصل معك بكل السبل ولو حتي بالاشارة والابتسامة، فالشعب الكردي يعتز جداً بلغته ويعتز بقوميته ويعتز بكل من يزوره ويرحب به. لم اكن اتوقع ان تكون هذه الزيارة التي قمنا بها لاقليم كردستان في يناير الماضي تؤتي ثمارها بهذه السرعة، ولم اكن اعرف هذا الحجم من التأييد والحب لكل ما يحمل اسم مصر في هذا الاقليم، فقد مهدت زيارة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل للعراق الطريق، وفتحت الابواب لإزالة كل الحواجز والعقبات التي كانت تقف في بعض الأحيان أمام الصناعات المصرية ورجال الأعمال من التعامل مع العراق.. ونظم الرحلة مكتب التمثيل التجاري في كردستان التي زار فيها 18 رجل أعمال كرديا مصر، والتقوا برجال أعمال مصريين وممثلي الغرف التجارية والصناعية ووضعوا لهم خريطة واضحة لكل ما يمكن ان يستثمروا فيه بكردستان. توقيع عقد »صنع في مصر« بين أحمد سامح وأبو بانجين معرض أربيل الدولي للكتاب نموذج للمعارض الناجحة الرحلة الثانية ضمت 51 رجل اعمال مصريا للاقليم، لحضور ندوة مشتركة مع رجال الأعمال الأكراد، تحت رعاية وزير الصناعة والتجارة المصري د. حاتم صالح، ووزير التجارة الكردي سنان جلبي، وضمت الندوة اكثر من 200 رجل أعمال كردي، ناقشوا علي مدي يومين وفي مدينتي اربيل والسليمانية كل المشروعات المقترح إقامتها، ودور مصر في رعاية الصناعة الكردية.. والجميل ان أغلب رجال الأعمال المصريين كانوا يمثلون صناعات مواد البناء والمواد الأولية والصناعات البترولية والأعمال الهندسية.. علي مدار اليومين حضر أعضاء الغرفة التجارية الكردية ومحافظا اربيل والسليمانية، ووضع رجال الأعمال خريطة طريق لما يمكن ان ينفذ علي أرض الواقع في الاقليم، وترجم هذا وزير الاستثمار هيرش محرم في لقائه بأعضاء من الوفد المصري، فقال ان الصناعات المصرية لها كل الترحيب والتشجيع في الاقليم، وأنه أعطي الصلاحيات الكاملة لمديري الاستثمار في المدن الكردية للموافقة علي المشروعات المصرية التي تخدم أغراض التنمية لكردستان.. وقال إنه في الأيام الأخيرة تمت الموافقة علي بدء العمل في 9 مشروعات مصرية علي أرض الاقليم، ويتم الآن بحث إقامة منطقة صناعية مصرية علي مساحة 600 ألف متر مربع لتكون مدينة كاملة للصناعات المصرية، وسوف يتم مناقشة التسهيلات التي تمنح للمستثمرين المصريين في هذه المدن. فرصة للتنمية والتعاون وأعرب أنور الصهرجتي رئيس الجانب المصري عن سعادته للروح التي جرت بها الندوة واللقاء بين رجال الأعمال، وأعرب عن تفاؤله من مستقبل العلاقات لما يتمتع به اقليم كردستان من استقرار، وأمان وفرص حقيقية للتنمية والتعاون مع الجانب المصري.. وعرض علي الجانب الكردي الاستفادة من خبرات المصريين في اقامة مناطق للتجارة الحرة بين البلاد العربية وبينهم، لما يتمتع به الاقليم من وسطية الموقع التي تؤهله لكي يكون مفرق طرق للتجارة العربية ومعبراً للسلع المصرية والعراقية إلي أوروبا عن طريق تركيا.. وعرض الصهرجتي أيضا استفادة الجانب الكردي من خبرات المصريين في مجال حماية المستهلك، وشروط جمعيات الحماية المدنية، وذلك لاعتماد البرلمان الكردي قانونه الجديد لحماية المستهلك والذي يعقبه قانون آخر لحماية المنتج الوطني والذي يشجع الصناعات الوطنية. وأكد سنان جلبي وزير التجارة الكردي عن سعادته بنتائج الملتقي الأول لرجال الأعمال، ورحب بكل المشروعات المصرية بالاقليم، وتمني أن يجد أكثر من 90 مشروعا مصريا بدلاً من ال»9« التي تمت الموافقة عليها.. ووعد بتبني ادخال المشروعات المصرية ضمن برنامج حماية الصناعة الوطنية، ورحب بفكرة إقامة منطقة تجارة حرة مع مصر في اقليم كردستان، تتمتع بكافة الاعفاءات التي يتمتع بها أي مشروع وطني. معرض للمنتجات المصرية وكان مسك الختام للندوة، حين أعلن السفير سليمان عثمان القنصل المصري بكردستان ترحيب الجانب الكردي بأول معرض للمنتجات المصرية بعنوان »صنع في مصر« تقيمه »أخبار اليوم« علي مساحة 7 آلاف متر مربع علي أرض المعارض الدولية بأربيل.. وقام والسيد ابوبانجين الرئيس التنفيذي لهيئة المعارض الكردية بتوقيع العقد في ختام الندوة وعلي منصة وضعت عليها أعلام العراق ومصر واقليم كردستان.. والمعرض هو جزء من اسبوع ثقافي مصري كامل في أربيل بصفتها عاصمة السياحة العربية لعام 2014 والذي سيتضمن نشاطات ثقافية وفنية ومعرضا للكتاب ضمن فعاليات معرض »صنع في مصر«..والجميل أن يقرر وزير الثقافة الكردي منح المسرح الكبير بأربيل للفعاليات المصرية دون مقابل وان تقرر هيئة المعرض الكردية وضع المعرض علي الخريطة السنوية ليكون إحدي العلامات البارزة في عمل الهيئة. ولم تنقطع المناقشات والمداولات مع رجال الأعمال طوال الرحلة، لبحث أفضل المشروعات التي تخدم الاقليم والحماس الذي رأيته في العيون يبشر بالخير لمصر وللتعاون بين مصر والعراق، والكل أكد أنه كان لزيارة الدكتور هشام قنديل الأخيرة للعراق الأثر الكبير في حل العديد من المشكلات التي كانت تعرقل أعمال المصريين بالعراق، ويكفي أن صناع الأجبان المطبوخة كانوا محظورين من التصدير للعراق لولا فك الحظر الأسبوع الماضي، وحجم هذه التجارة مع العراق يفوق ال50 مليون دولار شهرياً ... اضف الي هذا السماح للمشروعات المصرية بأن تجلب العمالة المصرية علي مسئوليتها دون التقيد بنظام الكفيل، أو أن يكون صاحب المشروع عراقي الجنسية. وكل هذه جهود قام بها القليل من رجال أحبوا مصر وسعوا إلي خيرها وكافحوا لإعلاء اسم مصر في اقليم غاب لسنوات عن فكر وعقل التجار والصناع المصريين.. منهم سليمان عثمان قنصل مصر العام والذي سهل كل الأمور للوفد المصري ولم يفارقهم لدقيقة، وعمرو هزاع القنصل التجاري المصري وفريق عمل معه لم يكل للحظة منذ وصول الوفد إلي مطار أربيل وحتي المغادرة.
تحية لكل من يرفع اسم مصر وتحية لكل مصري يخاف علي مصالح بلاده في أجواء الغربة والتعب والارتباك الذي يسود المنطقة، ويعرقل كل الجهود الجدية التي تفيد الشعب المصري.. وإلي اللقاء في يوميات أربيلية جديدة من أرض المعارض في معرض صنع في مصر.