"المخ ذكر أم انثي " هو عنوان الكتاب الذي صدر مؤخرا للمرة الرابعة في طبعة جديدة عن دار الشروق الدولية ويناقش قضية مثيرة للجدل بصورة علمية وهي الفروق بين "مخ" الرجل والمرأة .. وبالرغم من الحقائق العلمية التي أكدت أن هناك فروقا وتباينا بين كل منهما إلا انه ما زال هناك كثيرون يختلفون حول نظرتين متناقضتين، نظرة الفكر المادي الغربي التي يسيطر عليها مفهوم التماثل العقلي المطلَق بين الرجال والنساء، ونظرة مضادة يدعمها إرث من الأعراف البيئية التي يجور كل منها علي المرأة بطريقته الخاصة. يأتي الكتاب بعنوان فرعي علي الغلاف يتساءل فيه المؤلفان الدكتور عمرو شريف استاذ الجراحة العامة بجامعة عين شمس والدكتور نبيل كامل خبير التنمية البشرية : هل المخ لدي الرجل والمرأة : متماثلان .. أم متشابهان .. أم مختلفان متكاملان ؟ الكتاب يدور حول فكرة دراسة جوانب التشابه والفروق بين مخ الذكر والأنثي، وتأثير هذا التباين علي الحياة البيولوجية والنفسية لكلٍ منهما.وقدّم الدكتور أحمد عكاشة للكتاب بقوله : إن كتاب المخ ذكر أم أنثي رحلة في أشد العوالم غموضاً ألا وهو المخ. وفي أثناء إبحارنا مع المخ تتجلي عظمة الخالق. ويقول المؤلفان في تقديمهما للكتاب : "حتي وقت قريب كان يتم ارجاع الاختلاف في اسلوب تفكير وسلوك كل من الذكور والإناث الي العوامل التربوية بناء علي مفاهيم اجتماعية وموروثات حضارية تحد ما ينبغي ان يكون عليه كل من ابنائنا وبناتنا .. ولكن الدراسات العلمية اثبتت غير ذلك والكتاب ينقسم الي بابين وحصاد وثلاثة ملاحق الباب الأول يتناول فيه المؤلفان المواضيع التالية (تأملات وتساؤلات،العلماء يجيبون ، ملامح وسمات التعاطف والتنظيم ، التنشئة أم الفطرة،إكسير الذكورة،إكسير الأنوثة،أمراض تكشف الحقيقة،الجينات والمخ ثم ماذا بعد) الباب الثاني : تطبيقات علي الجنوسة وتندرج تحته المواضيع التالية (الجنس بين شهريار وشهر زاد، شريكان في مؤسسة الأسرة ، بين الأمومة والأبوة، أيها الآباء أيتها الأمهات ستحصدون ما تزرعون،القدرات والاهتمامات والعمل). وختاماً الملاحق معنوّنة كالتالي : (مفاهيم بيولوجية،من الكناري إلي الشمبانزي ،المخ البشري بين الذكر والأنثي). ومن بين سطور الكتاب جاءت هذه السطور لتكشف الفوارق بين مخ الرجل ومخ المرأة : العقل الأنثوي تعاطفي بينما العقل الذكوري تنظيمي.. دماغ الرجل أكثر تخصصاً بينما دماغ المرأة أكثر ترابطاً الذكاء البشري أنواع متعددة ، يتميز الذكور في الذكاء الفراغي البصري والتصنيفي وتتميز الإناث في الذكاء اللغوي وذكاء التعامل مع الآخرين ويؤكد المؤلفان علي ان الخلفية البيولوجية لا تعني الحتمية البيولوجية ومشكلة شعور المرأة بعدم المساواة تكمن في عاملين : (1) قياس النجاح بمقاييس ذكورية ومن ثم فرضها علي المرأة. (2) تجاهل دور المرأة الحيوي في عملها داخل البيت وحصر مفهوم العمل ب (ما يتم خارج المنزل لصالح الغير مقابل أجر وهناك حقائق علمية يوضحها المؤلفان في سطور كتابهما وهي: إن من يفهم ويستوعب تشريح وفسيولوجيا وكيمياء المخ ولا يؤمن بوجود الله، فإنه لم يفهم شيئاً لأن المخ البشري هو معجزة الخالق - الذاكرة مثل المكتبة يمكن تحسين الخدمة بها عن طريق العناية بترتيبها وليس بالضرورة زيادة سعتها - هناك انفصال بين عاطفة الرجل ومنطقه،في حين أن المرأة تمنطق الأحداث بعاطفية،وفي قمة عواطفها لا تتخلي عن المنطق -علمياً دماغ المرأة لا يهدأ، حتي في أوقات الراحة،فهو مشغول دائماً بمعالجة ما مرّ به من مواقف بعكس الرجل الذي ينخفض النشاط الكهربائي لدماغه أثناء الراحة إلي 30٪من إجمالي نشاطه - الخلفية البيولوجية لا تعني الحتمية البيولوجية،بمعني أن وجود خلفية بيولوجية للسلوك الإنساني لا يفرض بالضرورة سلوكاً إنسانياً معينا الكتاب يوضح حقيقة علمية اثارت جدلا طويلا ومازالت عن الفوارق بين مخ الرجل والمرأة بشكل علمي حتي يتثني لنا فهم حقيقة تصرفات كل منهما ومن اين تنبع هذه السلوكيات التي لو عرفت أسبابها العلمية لهانت مشاكل كثيرة في حياتنا اليومية وداخل بيوتنا