لا ندعو لانتخابات رئاسية مبكرة ونطلب احترام آليات الديمقراطية شدد سامح عاشور نقيب المحامين رئيس حزب العربي الناصري والقيادي البارز في جبهة الانقاذ الوطني علي أن الجبهة تمثل رمزاً للمعارضة الوطنية، وهي أكبر من أي حزب حيث تضم أكثر من ثلاثين حزباً وحركة ثورية.. مؤكداً أن الجبهة لا تملك آليات للحشد والتوجيه للرأي العام، ولكنها تقدم التصورات وتضع الحلول. وقال عاشور في حوار مع «أخبار اليوم» انهم لا يدعون إلي انتخابات رئاسية مبكرة، ولكنهم يدعون إلي احترام آليات الديمقراطية الصحيحة التي تفرض انتخابات يقول الشعب من خلالها كلمته نحو حسم القضايا الخلافية ومعالجة المشكلات المتضخمة والخروج بالبلاد من المأزق الراهن. سألت سامح عاشور في بداية الحوار: ما مفهوم جبهة الانقاذ الوطني؟ أجاب: العنوان يدل علي المضمون، هي جبهة تعني بإنقاذ الوطن »مصر« من كل مايعانيه الآن، واستحقاقات ذلك متعددة منها كشف عيوب النظام الحاكم، ونصح هذا النظام، ومحاولة تقديم تصورات له لتساعده علي الخروج مما يعيشه الوطن وما تلك التصورات؟ متعددة، ومن أهمها ضرورة إعداد دستور البلاد بطريقة توافقية تضم كل فئات المجتمع وأطيافه باختلاف انتماءاتهم وأن يكون معبرا عنهم محققا لكل المطالب والتطلعات، وأن يلقي قبولا شعبيا يكشف عن الأغلبية الواسعة التي يجب أن تصوت لصالحه، وإلغاء كل الإعلانات الدستورية التي صدرت غير شرعية واعتدت علي الديمقراطية وإنهاء أي أثر ترتب عليها، تنفيذ حكم إقالة النائب العام واستبدال الحكومة الحالية بعدما ثبت للجميع فشلها بحكومة وحدة وطنية تقود البلاد للخروج من المأزق التي تعيشه حاليا، والتحقيق في تزوير قاعدة بيانات الناخبين، وتشكيل لجنة تقصي محايدة تتولي التحقيق في التزوير الواسع الذي وقع في مناطق متعددة والكشف عنها، وعن القائمين بها مع إبلاغ النيابة العامة عنها لأن السكوت عن ذلك معناه السيطرة علي كل الانتخابات والاستفتاءات القادمة زورا، بما يعتبر انتهاكاً للديمقراطية الحقيقية التي ننشدها لنهضة مصر، والتحقيق في كل جرائم العنف والقتل التي سقط فيها قتلي وجرحي، وكشف المتهمين الذين قاموا بذلك ومحرضيهم بدءا بأحداث محمد محمود وحريق المتحف العلمي وأحداث الاتحادية، مرورا بما وقع من تحرش جماعي بنساء مصر وأحداث بورسعيد المتكررة وأحداث السويس والمحلة والمنصورة إلي أحداث اعتداءات المقطم غير المبررة بالمناسبة كيف تري أحداث المقطم؟ أري أنها موقف مثير للاستغراب، لأن الفعل ورد الفعل مبالغ فيه، ولم يحدث مثل ذلك من قبل، كذلك يلفت النظر ماحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، ورأيي أن في ذلك دلالة علي أنهم فقدوا أعصابهم وكشفوا بوضوح عن عدم احتمالهم للمعارضة، وتخطيطهم للاعتداء علي كل من يختلف معهم، وهذا بالضبط ما كان يقوم به الحزب الوطني الديمقراطي في أواخر عهده البائد، وهو يعطي دلالة واضحة علي أنهم سائرون علي دربه عودة إلي جبهة الإنقاذ.. هل ذابت كيانات الأحزاب فيها؟ هي ليست حزبا موحدا ولكنها ائتلاف لأحزاب وحركات ثورية فاق عددها الثلاثين، وهي متباينة الاتجاهات ولكنها تتفق علي ضرورة إنقاذ الوطن بمسلمات بديهية اتفقت عليها جميعا وتعمل في إطارها، بينما كل حزب من أحزابها أو حركة مشاركة يمارس دوره حسب رؤيته وامكاناته.. ونحن في الجبهة وجدنا أنه علينا توحيد الصف لنكون البداية الحقيقية لإكمال ما بدأته الثورة ولم يتحقق حتي الآن، فالكل يشهد بعد مضي عامين وأكثر علي الثورة، الحياة المشلولة في مصر، وعدم وجود تقدم حقيقي في أي مجال، فهناك تدهور في الوضع الاقتصادي أدي لهبوط مستوي المعيشة وارتفاع معدلات البطالة، وبالتأكيد كلنا يلمس تدني المستويات الاجتماعية وماصاحبها من سقوط منظومة الأخلاق والتقاليد وبالتالي انهيار الأمن والأمان في المجتمع خاصة بعد الضربات المتتالية والمتعمدة لمؤسسة الشرطة وذلك كله ضمن خطة مستمرة لتركيع مصر
الحاكم مسئول ومن المسئول عن ذلك كله؟ من يحكم البلاد هو المسئول لعجزه عن السيطرة علي الأوضاع وتقاعسه عن تدارك التدهور المستمر فيها ورغم إبداء النصيحة والاشارة لمواضع الخطأ والتصورات للحل، إلا أنه لا يأخذ بأي منها ومازال ملتزما الصمت ولكنهم يقولون إنكم الدافع لما يحدث وإنكم جبهة للخراب الوطني.. ما ردك؟ اسألهم من الذي يحكم؟ ومن الذي بيده سلطة التشريع والتنفيذ، إنه المسئول الفعلي عما حاق بالبلاد من خراب، ولوكنا نحن الذين نحكم لكنا قد نفذنا خططا للإنقاذ الفعلي مدروسة وقائمة علي أسس علمية واقتصادية وسياسية، ولكن يغيب عن الحكم الآن أي رؤي - خاصة السياسية منها - فهو ينتظرها تأتي من مكتب الإرشاد ولصالح جماعة الإخوان. لقد كشفت الجبهة مخططاتهم للاستيلاء علي الحكم وهو ما أزعجهم فتعرضوا للجبهة بالإساءة تقول لو كنا نحكم، كيف تحكمون والناس يؤكدون أنه ليست لكم في الشوارع قواعد تستطيعون حشدها؟ جبهة الإنقاذ هي رمز للمعارضة الوطنية، ولابد أن يعلم الجميع أن الأمر أكبر من أي حزب، فكل الأحزاب سواء الحاكم منها أو المحكوم لا يتجاوز عدد أعضائها مجتمعين 10٪ من الشعب المصري، ونحن لا نملك آليات الحشد والتوجيه والوسائل المعروفة التي يستخدمها الآخرون ويدعون أن تلك قواعدهم الشعبية، ولكن نحن علي العكس منهم نقدم التصورات ونضع الحلول ونترك الرأي العام ليقتنع بها ويستجيب لها، نحن لانملك سلطات وليس لدينا أدوات حكم ولكننا فقط نلجأ لآليات الديمقراطية الحقة في صنع شعبيتنا ولانفعل مثل غيرنا سعيا وراء شعبية زائفة تتآكل الآن لأن الجميع اكتشف عدم صدق ما ادعاه أصحابها تدعون أنكم جبهة إنقاذ وطني، وتهربون من الحوار الوطني فكيف تبررون ذلك للشعب؟ الشعب يعلم أن الرئيس ومن وراءه لم يستجيبوا لأي نتائج لحوارات شاركت فيها أطراف وطنية مختلفة، كما لم يستمعوا لأي استشارة مخلصة قدمها المستشارون الحقيقيون أصحاب الفهم والعلم والإدراك لما يُستشَارون فيه، ولذلك فالكل يدرك أن مصر تقع الآن تحت سيطرة مثلث ذي ثلاثة أضلاع تقع في قصر الرئاسة ومكتب الإرشاد ومقر حزب العدالة والحرية، والشعب يعلم كل ذلك ولا يحتاج لتبرير منا فهو غاضب من البلطجة التي أصبحت علنية وتحت الحماية، تُستخَدم في القتل والتحرش وحصار المحاكم ووسائل الإعلام وعندما يُقبضَ علي أحد زعمائها تهب الجماعات تدافع عنه هل تري إذن حاجة إلي اللجان الشعبية؟ هذه بعض بضاعة الجماعات التي نتحدث عنها، وهي دعوة مفضوحة للفوضي ودليل علي فشل الأمن وضرورة لإعادة النظر بشمولية للأمان المصري الغائب، وأهم مطلب لجبهة الإنقاذ الوطني إقالة وزير الداخلية الحالي الذي يُخضِع الأمن لتوجهات جماعة كانت محظورة ويغض الطرف عن جرائمها ويأمر بالقتل والسحل إرضاء لها، والآن يمهد الأرض لفكرة المليشيات المسلحة التي ستقوم بإرهاب المواطنين وإسكات من يجرؤ علي الانتقاد
انتخابات مبكرة تناقضون أنفسكم فتعلنون احترامكم لشرعية الرئيس المنتخب في نفس الوقت الذي تدعون فيه لانتخابات رئاسية مبكرة لم تدع جبهة الإنقاذ الوطني لهذه الانتخابات ولكنها تدعو إلي احترام آليات الديمقراطية الصحيحة التي تفرض انتخابات يقول الشعب من خلالها كلمته نحو حسم القضايا الخلافية ومعالجة المشكلات المتضخمة والخروج بالبلاد من المأزق الذي وضعوها فيه، والذي يقف أمامه الرئيس ساكنا صامتا ليس لديه فكر أو رؤية للخلاص ولكن رؤساء أحزاب أعلنوا لو أن الرئيس الحالي ترك الحكم فلن يقبل غيره بالرئاسة، هل تري الجبهة ذلك قولا صحيحا؟ غير صحيح، فالوطن الذي له من التاريخ الممتد ما لمصر ويملك حضارة سبعة آلاف عام مثلها لا يقف يوما واحدا علي حكم فرد، مصر مليئة بالكفاءات ومليئة بالوطنيين المخلصين الشجعان ذوي الفكر والمقدرة والابتكار والسياسات القادرة علي إعادتها لمصاف دول المنطقة العظمي، وإذا كان البعض ممن يسير في ركاب الحاكم لا يري غيره جديرا بحكم مصر فلينظر لأحوالها الآن وماوصلت إليه وفي رأيك ما مواصفات الرئيس الذي تنتظرونه؟ ليس لجبهة الإنقاذ مواصفات رئيس، ولكن لديها مواصفات وطن، فهي تريد وطنا حر الإرادة مستقل السياسات، غير ملزم باتجاهات تأتيه من الخارج. نريد وطنا يحكمه دستور عصري يعلي من كرامة الإنسان ويحترم حقوق كل الأفراد وتتوافق عليه الغالبية العظمي من المواطنين فتعمل علي تنفيذه برضا ومشاركة مع الحاكم.. نريد وطنا السيادة فيه للقانون، يسود في ربوعه الأمن والأمان.. وطنا تبتعد عنه الأزمات الاقتصادية ويشعر فيه المواطن بالعدالة الاجتماعية ويعيش فيه حياة كريمة. باختصار نريد وطنا تتحقق فيه كل مانادت به ثورة 25 يناير وهل تجد الجبهة أن الإنقاذ يأتي مع توكيلات من الشعب تعطي الجيش حكم البلاد؟ تفويضات المواطنين في بعض المحافظات للجيش - التي تشير إليها - هي احدي وسائل التعبير عن فشل النظام الحاكم في إدارة البلاد والعودة إلي المربع رقم واحد وهو الفترة الانتقالية، وهي وجهة نظر نحترمها، ولكن علي رئيس الجمهورية تصحيح الأخطاء والعودة إلي المسار الصحيح بأن يكون رئيسا لكل الشعب حتي يتخلي المواطنون عن هذه الوسيلة
حكومة وطنية وماذا عن حكومة الوحدة الوطنية؟ من الواضح أنها أصبحت رغبة الجميع الآن وضرورة وجودها محل اتفاق بينهم، والجبهة تري أن مهمة هذه الحكومة إدارة البلاد خلال فترة انتقالية ووضع خطط عاجلة للنهوض بالاقتصاد ومنع الانهيار في أركان الدولة وإعادة بناء الأمن ومراجعة القوائم الانتخابية المختلفة وتنقيتها من التزوير وإجراء عملية انتخابية نزيهة بشفافية، إلي جانب الكشف عن قتلة الشهداء في كل مكان ومحاكمتهم. ومدة هذه الحكومة مرهونة باكتمال مهمتها. وعن رئيسها وأعضائها يجب أن يكونوا شخصيات محايدة لاتخضع لأحزاب حاكمة أو معارضة، مقبولة من كل التيارات ومن غالبية الشعب اسألك عن مصالحة رموز العهد السابق مقابل تنازلهم عن أموال نهبوها.. هل تقبل ذلك؟ المصالحة يجب ألا تكون "بيزنس" علي حساب المواطن وإثراء غير مستحق من أموال الشعب، ومن كان ينادي بهذه المصالحة قبل وصول الإخوان للحكم كان يرمونه بالخيانة للوطن وهم الآن الذين يسعون إليها