مصطفى حمدى يبدو المشهد في كواليس السينما المصرية الآن ضبابيا ، فلا شركات كبري لديها الحماس لتضحي بقليل مما كسبته في السنوات الماضية لتدفع عجلة الانتاج ولا الشركات الصغيرة لديها القدرة علي المغامرة بتقديم وجوه وموضوعات جديدة تملأ الفراغ الذي يسيطر علي دور العرض. وبين هذا وذاك يطل بعض المرتزقة من منتجي الهلس والاسفاف السينمائي ليتكسبوا مع حالة الارتباك التي تسيطر علي المشهد تماما مثل تلك النظرية التي تتحدث عن صناعة الملايين علي انقاض الكوارث، فمثل التاجر المستغل الذي يضاعف أسعار بضاعته برعاية الفوضي وغياب الرقابة ومثل رجل الصناعة الذي يضرب بقوت عماله عرض الحائط وينهي عقودهم بفتات مما منحوه له، هناك ايضا المنتج الذي يستغل حالة الانهيار الفني والاخلاقي وغياب الكيانات الكبري عن ساحة الانتاج فيملأ ذلك الفراغ ببضاعة أتلفها الهوي ويصدر للمجتمع انصاف مواهب وعقول ضالة تلهث وراء الشهرة والمال والنجومية الزائفة مداعبا بذلك غرائز المراهقين وثقافة التوك توك التي طفت علي سطح المجتمع المصري. يتفاخر منتجو أفلام "الجزارة" بأنهم انقذوا صناعة السينما من الشلل التام والانهيار وهم في الحقيقة لم يضعوا تلك الاعتبارات امامهم ولا تعنيهم الصناعة ولا قيمة السينما المصرية ولاالجمهور، لا أدعي الخوض في نوايا صناع أفلام »البروتين« ولكن الواقع والشواهد تؤكد أنهم قفزوا الي المشهد وتصدروه في ظل عزوف منتجين كبار مثل محمد حسن رمزي واسعاد يونس ووائل عبدالله وهشام عبدالخالق ووليد صبري عن الانتاج بنفس المعدلات المتعارف عليها قبل الثورة. السينما المصرية في طريق »منحدر الصعود« ذلك المصطلح الفلسفي العميق !، والحل أن يمارس المنتجون دورهم الوطني في انقاذ الذوق العام وانقاذ الصناعة التي تعد من مصادر الدخل القومي ولكن عذرهم الوحيد ان المناخ العام لم يعد يتقبل أي فن أو ابداع جاد وحقيقي مادام سيفتح أبواب التفكير والتعقل والنقاش، ولنا عبرة مما حدث مع فيلم »عن يهود مصر« للمخرج أمير رمسيس.