يعيش المجتمع المصري الآن بمختلف عناصره، وفئاته العمرية وقواه السياسية حكومة ومعارضة حالة من حالات الغيبوبة الفكرية، والتي أتمني للأسف أن تكون حالة طبيعية وليست مقصودة أو مخططة بهدف ادخال المجتمع المصري في هذه الحالة المرضية والتي ستؤدي حتماً إلي وقف مسيرته الديمقراطية والقضاء علي حلم ثورة يناير التي صفق لها العالم أجمع وقالوا تعليقاً علي أحداثها »لا شئ جديد.. فالمصريون يغيرون العالم كما تعودنا منهم«. ولكن المصريين تناسوا لماذا قامت الثورة؟ وانطلق كل واحد فيهم يبحث عن مصلحته الشخصية وعن المكاسب التي يمكن أن يحققها.. فمن يري أنه إذا ساند الإخوان سيحقق ما يريد أطلق لحيته ولسانه يسب الفلول وكل من عاش في ظل النظام السابق، ومن يري أن مصلحته مع جبهة الانقاذ انطلق نحو الفضائيات يسب ويلعن الاخوان والإسلاميين بمختلف انتماءاتهم الفكرية، لعل وعسي يجد ضالته بجوار البرادعي أو حمدين صباحي. وهناك من رأي أن مصلحته مع القوي السياسية الشابة التي اكتشفت أنها وبعد أن ساهت بشكل أساسي في قيام الثورة خرجت من المولد بلا حمص، فذهبت هي الأخري تبحث عن دور لعل وعسي تصبح من القوي الفاعلة في المجتمع.. وبين هذه الفئات المختلفة يعيش أكثر من 300 ألف بلطجي يتكسبون من هنا وهناك وينفذون خطة من يدفع لهم أكثر وأمام كل هؤلاء تحاول الحكومة والقيادات السياسية صاحبة القرار البحث عن عدوها الرئيسي، لمحاسبته ومحاكمته علي جريمته، والقصاص منه علي ما ارتكبه من جرائم في حقهم، والواقع يؤكد أن جميع هذه القوي تعيش في غيبوبة سياسية. سيدي الرئيس الدكتور محمد مرسي.. لقد نسي الجميع أن هناك شعبا قوامه 90 مليون مصري، منهم حوالي 50 مليونا يلعنون السياسة ليلاً ونهاراً لأن نصفهم علي الأقل يعيش علي خط الفقر، وهؤلاء يا سيادة الرئيس هم الهدف الرئيسي الذي يجب أن تركز عليه ويركز عليه الجميع.. هذا الشعب يحتاج فوراً لمضاعفة دخله وزيادة الحد الأدني للأجور، ويحتاج إلي طعام نظيف ومسكن مناسب وحياة كريمة كالتي تحياها شعوب أقل منا بكثير في امكانياتنا العلمية والبشرية ومواردنا وحضارتنا. سيدي الرئيس نحن في انتظار قراراتك الاقتصادية التي ستعيد للمواطن المصري احساسه بأن الرئيس يهتم به هو وليس بالقوي السياسية المؤيدة أو المعارضة، وتعيد له ثقته في نفسه وقدراته ووطنه وبالتالي يصبح جاهزاً لبناء مصر التي نحلم بها مصر ثورة يناير.. وبدون ذلك سنغرق جميعاً.. وأرجو من الله أن ننتبه بسرعة..!!