كتبت في هذا المكان منذ ما يزيد علي عامين، وبالتحديد في 27 سبتمبر 2008 مقالا بعنوان:" التعليم الأزهري يبحث عن ضالته" حيث عرضت فيه لاجتماع رئيس مجلس الوزراء مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ووزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي، ورئيس جامعة الأزهر لبحث تطوير التعليم الأزهري، وإدخال عنصر الجودة للتعليم.. حيث أكد حينها رئيس الوزراء ضرورة أن يكون خريج الأزهر علي مستوي عال في العلوم الشرعية والتكنولوجية والاجتماعية، وذلك لمواجهة الأفكار المتطرفة والتأكيد علي الدور الريادي للأزهر علي المستوي الاقليمي والدولي. وقتها سعدت باهتمام د. نظيف بتطوير التعليم الأزهري وحرصه علي تصحيح مساره.. ولكن علي ما يبدو أن هناك مسئولين بالتعليم الأزهري نفسه يصرون علي السير عكس الاتجاه!، وهو ما يؤكده شكاوي أولياء أمور تلاميذ معهد الإخيوة الإبتدائي الأزهري، والذي شيد بالجهود الذاتية منذ خمسة عشر عاما، وظل يقدم خدمته التعليمية علي أكمل وجه، حتي صدر هذا العام فرمان تفتيش الحسينية الأزهري التابع لمنطقة الشرقية الأزهرية، بنقل أربعة مدرسين!، لتكون المهزلة، حيث زادت كثافة الطلاب في الفصول، وتضخمت أعدادهم نتيجة دمج أكثر من فصل في واحد، ليصبح عدد تلاميذ الصف الثاني الإبتدائي 68 تلميذا في فصل واحد!، وتلاميذ الصف الثالث 61 تلميذا في فصل واحد، وعدد تلاميذ الصف الخامس 56 تلميذا في فصل واحد أيضا!، مع ترك فصول خالية من التلاميذ تماما! لتزيد المشكلة تعقيدا، مما يحتاج معه تحركا سريعا قبل فوات الأوان. ليت توصيات هذا الاجتماع، الذي عقد منذ عامين انقضيا، تجد من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي حضر الاجتماع بوصفه رئيسا لجامعة الأزهر مراجعة وبحثا عن علاج ما رصدوا من علل وأمراض نظام التعليم هذا، وصولا لحلول مشاكله ونهوضا به. تلك المشكلة وما خفي من مشاكل، تستوجب الاهتمام بالتعليم، والعمل علي الدفع به ليكون مشروعا قوميا إذا أردنا صلاحا، فليس البطء والتراخي في صالح مستقبل أبنائنا، والواجب يحتم علينا مساعدة التعليم الأزهري، ليعود إلي أفضل مما كان، وليكن درعنا في المستقبل القريب، يمكننا من مواجهة الأفكار المتطرفة التي قد تسيء للإسلام والمسلمين.. أليس كذلك؟!