ارتسمت كل مسارات قدومها.. تشهر انيابها القاتلة في وجه الجميع.. تتسلل بخبث.. اقتربت ثورة الجياع التي لن تبقي حكاما ولا محكوما بينما المصريون مشغولون منذ الذكري الثانية لثورة يناير باقامة حفلات تعذيب شيعية لأنفسهم.. يسفكون دماءهم ببرود.. يخربون بيوتهم بأيديهم في نشوة بالغة. يخطئ من يحسب ثورة الجياع بعيدة، فقد لاحت علاماتها الصغري في احدث تقارير مصلحة الأمن العام والذي يكشف عن كوارث ومنها زيادة معدلات جرائم السرقة بالاكراه بنسبة تتجاوز 531٪ بينما تجاوزت نسبة الزيادة في جرائم الخطف إلي 541٪ وزادت جرائم سرقة المتاجر والمساكن بنسب تتراوح بين 021٪ إلي 031٪. رقم آخر يثير الفزع كشفت عنه تقارير الأمن العام حيث بلغت نسب الزيادة في معدل جرائم سرقة السيارات 005٪!! أما علامات ثورة الجياع الكبري فقد لاحت بوضوح في محاولات نهب فنادق القاهرة الكبري خلال الاضطرابات والمصادمات الأخيرة بين المتظاهرين والأمن . دلالات أخري لا تخطئها العين منها الانفلات الرهيب في الاسعار التي اصبحت »كرباجا« يجلد ظهور الغني والفقير والتناقص الحاد في الاحتياطي النقدي الاجنبي وفقدان الجنيه لهيبته امام العملات الأخري. لست متشائما ولكن كل الارقام ومعظمها صادر عن جهات حكومية تدعو للتشاؤم واليأس.. يكفي أن نعلم أن الدين الداخلي وصل إلي 0531 مليار جنيه بزيادة 211 مليار جنيه خلال الشهور الستة الأخيرة فقط بينما زاد الدين الخارجي أكثر من 7 مليارات دولار ليصل إلي 24 مليار دولار!! احذروا تكاليف فاتورة الانفجار والغضب الاجتماعي ستكون باهظة شديدة القسوة علي الجميع وستعطي اشارة البداية لطوفان الفوضي والذي لن ينجو منه أحد. قنبلة الجوع والفقر إذا انفجرت لن ترحم احداً ستطول نيرانها الجميع الذين يحاولون التشبث بأظافرهم واسنانهم في كراسي الحكم وكأنهم سيعشون ابداً والذين يحاولون القفز علي الكرسي وكأنهم سيموتون غدا.