سمىر عبدالقادر ستظل سيرة محمد »صلي الله عليه وسلم« مشرقاً لا يغيب، يتجدد نوره وبهاؤه علي مر الأيام. ونحن لا نعتمد في حديثنا عنه علي أقوال المؤمنين برسالته، ولكننا نعتمد علي أقوال من لم يؤمنوا به نبياً يوحي إليه، وإنما نظروا إليه وإلي رسالته بعين المقل المنصف المحايد.. قال توماس كارليل: »اتهام محمد باستخدام السيف في حمل الناس علي الإيمان بدعوته، سخف لا يمكن قبوله، فليس معقولاً أن يشهر رجل واحد سيفه ليقتل به الناس إن لم يؤمنوا بدعوته، فإذا آمن به القادرون علي محاربة خصومهم فقد آمنوا طائعين مصدقين«. وقال هنري موكاستري: »بعد أن دخل العرب في الإسلام، ظهروا للعالم مسالمين مؤمنين بحرية الفكر«.وقال روبنسون: »إن أنصار محمد هم وحدهم الذين جمعوا بين معاملة الأجانب معاملة طيبة وبين رغبتهم في انتشار دينهم«.وقال اللورد هزلي: »إن المسلمين لم يحشروا أفكارهم ومعتقداتهم الدينية في قلوب الناس بالقوة أو الفظاظة والتعذيب«. وقال هانوتو الكاتب الفرنسي: »لا يوجد مكان علي سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام فيه حدوده منتشراً في الآفاق، فهو الدين الوحيد الذي أمكن انتحال الناس له زمراً وأفواجاً، وهو الدين الوحيد الذي تفوق شدة الميل إلي التدين به كل سبيل إلي اعتناق دين سواه«. إن الدعوة التي حمل ثقلها محمد »صلي الله عليه وسلم« كانت دعوة أصيلة ممتدة الجذور في نفس الإنسان، جعلت النظر العقلي الوسيلة لتحصيل الإيمان، وقدمت العقل علي ظاهر الشرع عند التعارض، واعتبرت بسنن الله في الخلق، وساوت بين الناس فلم تجعل منهم سيداً وعبداً، ورفضت الملك والوراثة سبيلاً إلي الحكم، وكرمت الإنسان فرفعته إلي المرتبة العليا، وجمعت بين مصالح الدنيا والآخرة، وأفسحت للعقل والعلم، وآمنت بالشوري وحق الشعب، وجعلت حرية العقيدة مقدسة، وليس لدعوة تمجد العقل إلا أن تؤمن بحرية الفكر والرأي والاعتقاد، { ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}، {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} ، { ما علي الرسول إلا البلاغ} ، {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}. ششلم يدع محمد »صلوات الله عليه« أنه صاحب معجزة أو مُلك أو فضل، بل قال »أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد«. وأخيراً، إننا نتطلع أن يقتدي القائمون علي الحكم عندنا بتعاليم الرسول الكريم، وتكون مواجهتهم للمعارضين لهم ليس بتقديمهم إلي المحاكمة.. ولكن بجدالهم بالتي هي أحسن. لم يدع محمد »صلوات الله عليه« أنه صاحب معجزة أو مُلك أو فضل، بل قال »أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد«. وأخيراً، إننا نتطلع أن يقتدي القائمون علي الحكم عندنا بتعاليم الرسول الكريم، وتكون مواجهتهم للمعارضين لهم ليس بتقديمهم إلي المحاكمة.. ولكن بجدالهم بالتي هي أحسن.