كل عام وأنتم بخير احتفالا بمرور سنتين علي ثورة 25 يناير.. إنها حقاًًً ثورة جديدة علينا.. ولكنها لن تكتمل إلا بقطع رءوس الفساد والقضاء علي أصحاب الثورة المضاده الذين يضيقون الخناق ويتصورون أنهم سيعيدوننا الي الماضي ولا يتركون خياراً سوي المواجهة بالحديد والنارلتكون ثورة قطع رؤوس الفساد، فقد أصروا وتناسوا أن أي ثورة لابد أن تحقق إعادة توزيع الثروة وإعادة توزيع السلطة، وبالضرورة عندما نأخذ منهم الثروة والسلطة سيتضررون من ذلك ولن يتقبلوا الأمر بسهولة .. بل سيواجهون بكل مايملكون.. وهذا ما يحدث مع كل الثورات. وفي الثورة الفرنسية كانت مواجهتهم بقطع الرءوس ونصب المقاصل لأمثال هؤلاء.. وفي روسيا والصين.. قضوا عليهم.. ونحن لا نحب حمامات الدم.. ولذلك صبرنا وفضلنا تنبيههم حتي لا يؤثروا علي مسار الثورة، مع مراقبة الذين بغبائهم يدمرون هذه التجربة.. ولا يمكن تركهم يناصبون الحكومة العداء لدرجة انهم لا يفهمون ان هذه الحكومة هي حكومة ثورية لا تريد حربا أهلية لا هي ولا الشعب، لكنهم لا يفهمون أن الماضي لا يمكن أن يعود.. وانه بغبائهم ستقوم ثورة أخري وستكون ثورة قطع رءوس الفساد، لأن الناس لم تعد تخاف من أي سلطة لا رابعة ولا خامسة.. ولا غيرها خاصة بعد تعرضهم لكم هائل من الأكاذيب ولي الحقائق والتضليل علي يد رءوس الفساد من خدام النظام السابق والذين كانوا هم نجومه وبالتالي لن يصبح أمام الثورة الجديدة وثوارها إلا مواجهة هؤلاء بالحديد والنار وبالعنف لقطع رءوس الفساد، وقد بدأت بوادره تظهر خلال العديد من الأحداث السابقة ردا علي أكاذيبهم وهذا ما لا نريد أن نصل إليه.. ولا نريد دفع بلدنا الي ثورة جديدة لإزالة المهيجين ونجوم العهد البائد الذين اعتادوا علي لحس عسل السلطة والشهرة ويحاربون لمنع إعادة توزيع الثروة وإعادة توزيع السلطة أو حتي حجب أضواء الشهرة التي تجلب لهم المزيد من الأموال والمكاسب. عندما تأتي النصائح من الخارج تكون مسموعة علي عكس ما تكون الحلول والنصائح من الداخل، ولذلك أعتبر أن حديث الزميل والصديق محمد حسن البنا رئيس تحرير الأخبار مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي كان قمة الذكاء وفي توقيت مناسب.. وقد أفحم الكثيرين من أعداء ثورات الربيع العربي، خاصة وأن رءوس الفساد كانوا يرددون مهللين أن تونس دائما ما تسبقنا بخطوة وهي ستفلس ونحن وراءها فقد عانت تونس مثلنا وكما هو الحال في كل دول الربيع العربي من مشاكل اقتصادية حقيقية نتيجة عوامل عديدة ولكن الرئيس التونسي وضع النقاط علي الحروف قائلا: إذا كانت سنة 2011 سوداء علينا وتراجعت المؤشرات الاقتصادية، وتناقصت نسبة النمو الي 2٪ في ظرف سنة، لكن الماكينة الاقتصادية بدأت تدور.. فالاستثمار الخارجي يعود .. وعادت السياحة تقريبا كما كانت في سنة 2010، وزادت التحويلات التونسية من العاملين بالخارج 80٪، وانخفضت نسبة البطالة .. مما يدل علي ان الماكينة الاقتصادية تسير في طريقها.. صحيح انه ببطء لكن هي في الطريق الصحيح.. ومواردنا السيادية تتحسن، ويجب ألا نغفل أن علاقاتنا الاقتصادية مع أوروبا هي الآن منخفضة، لأن أوروبا الآن وعاطلة ونسبة النمو منخفضة فيها وتكاد تكون صفرا في المائة، وهذا يصعب الأمور علينا.. وأكد أن التظاهرات حق للمواطنين ولكن الافراط فيها هو ما يجب أن نعمل له حسابا، ونستعد للقضاء علي قوة الثورة المضادة التي تعمل علي التخريب.