معقول أن يحصل العاملون في شركات خاسرة علي أرباح؟! الإجابة نعم.. بعد ان تحولت بعض مسارات الثورة الي اتجاهات سلبية للمطالبة بحقوق غير مشروعة. رؤساء شركات قطاع الاعمال العام قدموا شكاوي من إصرار العمال علي ان يحصلوا علي أرباح من الشركات الخاسرة بقوة الضغط.. بالتظاهر.. ومحاصرة القيادات.. واتهامهم بالفساد في حال امتناعهم عن تحقيق مطالبهم.. والفاتورة تدفعها الدولة!! يقول المهندس محمد عبد السميع رئيس شركة سيناء للمنجنيز السابق ان الارباح بعد الثورة تحولت الي اتاوة.. فالقانون يؤكد ان العاملين في الشركات الخاسرة يجب ألا يحصلوا علي ارباح.. ولكن مع ارتفاع نبرة التهديد ومحاصرة الشركات وعدم وجود من يحمي قيادات القطاع العام وايضا الخاص اضطر رؤساء الشركات الي منح العمال ارباحا مهما كلفهم ذلك من خسائر في رأس المال.. فالشركات التابعة كانت تطالب الشركة القابضة بتمويل بند ارباح العاملين بالشركات الخاسرة وكثيرا ما تضطر الشركة القابضة الي الاستدانة من الدولة لتمويل هذا البند. يكمل المهندس عبدالسميع مؤكدا ان الجمعيات العمومية كانت تضطر بعد الثورة الي الموافقة علي صرف مكافآت الي العاملين تصل الي ستة اشهر من المرتب.. رغم ان العمال كانوا في بعض الشركات لهم دور في خسائر باهظة بسبب الاضرابات ووقف عجلة الانتاج وتعطيل المصانع ورغم ذلك كانوا يطالبون بأرباح.. وان كانت ادارات بعض الشركات مسئولة عن الخسائر ولا ذنب للعاملين في بعض الشركات في الخسارة. يكمل رئيس شركة سيناء للمنجنيز السابق مؤكدا ان الحل يتمثل في وجود منظومة جديدة لإدارة القطاع العام ومن بنودها ان يتم وضع نظام جديد للعقود والتأمينات داخل القطاع العام ليعمل بفكر القطاع الخاص ويتم وضع الاختيارات امام العاملين اما ان يوافقوا علي العقد الجديد الذي يزيد رواتبهم بنسبة كبيرة بشرط ان يكون الاجر علي قدر الجهد او ان يستمر العاملون بنظام العقد القديم وبرواتب محددة. خسائر متراكمة وتعتبر شركات الغزل والنسيج هي المثال الاكبر التي يتقاضي العاملون فيها ارباحا رغم خسائرها المتراكمة.. ورغم ان الدولة تعاني شهريا من صعوبة توفير رواتب العاملين في تلك الشركات.. ويقول المهندس فؤاد عبدالعليم رئيس الشركة القابضة للنسيج ان العمال بالفعل يتقاضون مبالغ مالية كبيرة في نهاية السنة المالية ولكن الجمعيات العمومية للشركات تطلق علي هذه المبالغ كلمة حوافز ومكافآت وليس ارباحاً فالشركات الخاسرة ليس من المفترض ان تحصل علي ارباح.. ودائما كان يردد العمال اننا لسنا لنا يد في خسائر الشركات التي قد ترجع خسائرها لسياسة الدولة نفسها وقد يكون للعاملين بالنسيج بعض العذر في هذا الكلام لأننا نحتاج بالفعل الي سياسات حكومية متكاملة لإنقاذ قطاع النسيج من الغرق. يكمل رئيس القابضة للنسيج أن قيام الشركات بصرف مكافآت للعاملين بالشركات الخاسرة عرف بدأ.. ونحتاج الي خطط لإصلاح الشركات وانقاذها من خسائرها حتي نتجاوز هذا الامر الخطير. مسئولية الخسائر ويعترف المهندس صفوان السلمي رئيس الشركة القومية للتشييد انه وضع قواعد صارمة لصرف مكافآت للعاملين لبعض الشركات التي لم تحقق ارباحا وذلك بدعم من الشركة القابضة. يكمل رئيس القومية للتشييد مؤكدا ان خسائر الشركات مسئولية مشتركة بين الادارة والعاملين الذين يتحملون المسئولية.. ولكننا نراعي الظروف الاجتماعية للعاملين ونصرف لهم مكافآت لحين تحسين اوضاع الشركات. ويضيف المهندس حسن كامل رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية ان العاملين بشركته طلبوا زيادة نسبتهم من الارباح لمواجهة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.. والقانون يحدد حدا اقصي للأرباح.. ومن اجل الخروج من هذا المأزق القانوني تم الاتفاق علي ان يتم منح العاملين ارباحا تساوي رواتب عام وثلاثين شهراً من المرتب في صورة مكافآت. وأضاف رئيس شركة السكر ان الشركات الرابحة لا يوجد عندها مشكلة في منح العاملين فيها مكافآت ولكن المشكلة تكمن في الشركات الخاسرة.