المواقف الحقيقة تظهر وقت الأزمات، ففي خضم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، وتراجع حجم احتياطي النقد الأجنبي بالبنك المركزي لنحو 15 مليار دولار، وهو ما يعني الدخول في منطقة الخطر، لأنه لا يكفي إلا لاستيراد احتياجات البلاد من السلع الأساسية لمدة 3 أشهر فقط، وما تلا ذلك من إقبال علي الدولار والمضاربة عليه لتحقيق مكاسب للبعض علي حساب الوطن. وما زاد من الشعور بهذه الأزمة تأخر موافقة البنك الدولي علي توقيع القرض المقدم من صندوق النقد الدولي لمصر بقيمة 4.8 مليار دولار، والذي كان مقررا لتوقيعه الشهر الماضي، ورغم ما نشر وينشر عن معاناة الاقتصاد المصري، لم تمتد يد العون من أي دولة شقيقة لمصر، التي بذلت الغالي والنفيس من أجل هذه الدول خلال عدة عقود. ووسط هذا الموقف الغريب من الأشقاء.. والظلام الذي يحيط بمصر، جاء الموقف القطري بزيادة المنح والودائع القطرية بمصر من 4 إلي 5 مليارات دولار، ليكون بمثابة ضوء يبدد ظلمة الواقع العربي، وليكون إثباتا حقيقيا علي أن المواقف المشرفة تظهر وقت الشدائد. شكرا لقطر قيادة وشعبا علي موقفها النبيل تجاه مصر، خاصة أن الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها أكد هناك تعليمات من سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر لمساعدة الأشقاء المصريين في اجتياز المرحلة الحالية، مضيفا أن مصر القوية مهمة لكل الدول العربية ولقطر بشكل خاص، ومصر ستجتاز هذه المرحلة، وستكون هناك قفزة بين البلدين في المجال الاقتصادي والاستثماري ."كما سبق ذلك بأشهر إعلان قطر عن توجيهها استثمارات حكومية قطرية بمصر بحوالي 18 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة.