لا أري.. أحلي وأجمل وأغلي من كلمات الداعية الاسلامي الكبير فضيلة الشيخ د. محمد عبدالرحمن العريفي خطيب جامع البوادي بالرياض عندما تغني ببلدي وفضائل بلدي . كلمات من ذهب قالها فضيلته، فطوقت عنق أم الدنيا، ورفعت رءوس أبنائها إلي عنان السماء. مما جعلني أصمم علي المشاركة في تسجيل شهادة الحق التي نطق بها الرجل في زمن عز فيه قوله الحق، وفي وقت يتناحر فيه ابناء بلدي من أجل مناصب زائلة وذلك رغم ان اساتذتي من كبار الصحفيين والكتاب سبقوني لنيل هذا الشرف. الداعية السعودي الكبير أبكي المصريين بكاء الفرح والسعادة والفخر عندما عدد مزايا وفضائل بلدي، ووصفها بالعظمة والشموخ وكيف علمت الامم، وتركت بصماتها علي كل شيء، ولا ينكر فضلها إلا جاحد! هزتني مشاعر فضيلته من الداخل والخارج عندما قال »إذا اردت القرآن وتجويده، فاذهب إلي مصر. وإذا أردت اللغة والفصاحة، فإنك تنتهي إلي مصر. وإذا اردت الأخلاق الحسنة، وحلاوة اللسان، فالتفت لزاما إلي مصر. وفضفض شيخنا الجليل قائلا: إن مصر موطن المجاهدين والعباد، قهرت الامم ، ووصلت ببركاتها إلي العرب والعجم، هي بلاد كريمة التربة، مؤنسة لذوي القربي، فكم لمصر فضائل ومزايا وكم لها من تاريخ في الإسلام منذ أن وطأت أقدام الأنبياء الطاهرين ومشت عليها أقدام المرسلين والصحابة المجاهدين. شيخنا الجليل.. كلامك نزل علي قلوبنا بردا وسلاما وبلسما فما احوجنا إلي معرفة قيمة مصر في الوقت الذي انشطرت فيه نصفين بفعل فاعل وأضرم جسدها نار الفتنة. بوركت يا شيخنا الجليل.. وما اروعك! لا أسمع.. الأسئلة المحيرة التي تدور بين الناس! هل المرحلة المقبلة هي مرحلة حكومة د. هشام قنديل؟ ومتي يكف اطراف الصراع السياسي عن تمزيق الوطن؟ وكيف يستعيد الاقتصاد المصري عافيته وعجلة الانتاج معطلة والطرق مقطوعة والمواطنون في اجازة للعيش في مخيمات لمليونيات؟ وأخيرا كيف يجتمع الفساد مع التنمية؟ أفيدونا بالاجوبة افادكم الله. لا اتكلم.. عن الانتخابات البرلمانية المقبلة! الصراع بدأ مبكرا والتحالفات والتربيطات تأكل الليل والنهار والقضية بالنسبة للتيارات السياسية والحزبية هي قضية »حياة أو موت«! فإما يكونون أو لا يكونون! والذي يريدون »أن يكونوا« عليهم أولا حب بلدي ومصلحة شعبها والبعُد عن النرجسية والافعال تسبق الكلام بالتنظيم والتجانس والترابط والحب، والتركيز علي تشريع قوانين تحل الازمات والمشاكل السياسية والاقتصادية والتحرك بجد نحو الاصلاح الحقيقي لانقاذ الوطن. أما التناحر واختلاق المعارك والصراع القائم علي خدمة النائب قبل خدمة الشعب، وتعميق الانقسام فأولئك هم الذي يريدون »ألا يكونون«.. اسامحهم الله.